[email protected] …… الاستخبارات الامريكية زودت محاضر امريكى بخرطة لمستقبل افريقيا ليس فيها السودان امريكا تخطط لخمسة دول فى السودان واربعة فى مصر بزرع الفتنة الدينية والعنصرية غلبت القوى السياسية السلطة على الوطن فأسلمت مصيره لامريكا طوعا الحلقة الثانية النعمان حسن مكابر من ينكر ان السودان مستقبله مظلم بكل المقاييس وان مصيره التقسيم لعدة دويلات(مع الرأفة) بعد ان نجح مخطط تقسيمه باعلان الجنوب استقلاله عن ما اسماه الاستعمار العربى وليس انفصاله كم نصر نحن على ان نسميه انفصال وليس استقلال يؤكد ذلك ان الجنوب فى يوم احتفاله بدولته الجديدة وكان المشير البشير رئيس الجمهورية حضورا بين ضيوف الاحتفال بين العديدين من رؤساء الدول الافريقية والاوربية وفلقد وقف العالم كله شاهدا علي اعلانه استقلالا وليس انفصالا فتحت حضرة رؤساء الدول ودبلوماسيها وعبر كل اهزة الاعلام بما فيها السودان فلقد اعلن رئيس الحركة الشعبية فى خطابه الرسمى المنقول على الهواء مباشرة لكل انحاء العالم بعضمة لسانه ان الجنوب تحرر من الاستعمار بان سمى ما حدث استقلال وليس انفصال جزء من وطن بل كان كل المشرفين على الاحتفال من قادة الحركة يهللون له علانية على انه استقلال ويالها من مفارقة حتى الاوربيون الذين خاطبوا الحفل لم يشير ايا منهم الى انه انفصال وانما كانوا يخاطبون الحفل مهنئين الجنوب بالاستقلال ويومها لم يكن هناك غير صوت نشاذ واحد تمثل فى مخاطبة رئيس جمهوريتنا المشير عمر حسن احمد البشير الذى شارك الجنوب احتفائه فكان هو الوحيد الذى خاطب الحفل باعتبار ما حدث انفصال لاننا نسميه بذلك. هذا الذى حدث يومها لم ياتى صدفة او افتراء على الواقع وانما جاء تاكيدا وترجمة للاستراتيجية التى وضعتها امريكا تحديدا لمستقبل السودان فامريكا هى التى اضفت على ما حدث بانه انفصال حيث ان الجنوبيين انفسهم لم يسموا يوم ما ينادون به استقلال ولكنها امريكا التى فعلت ذلك والمؤسف بدعم ومساعدة من قوانا السياسية حاكمة ومعارضة. ففى فبرايرمن عام 92 اصدرت لجنة الشئون الافريقية بالكونجرس الامريكى قرارا يطالب الحكومة الامريكية ان تعمل على تحرير السودان من ما اسمته الاستعمار العربى وكان ذلك يومها اعلانا صريحا باستراتيجية امريكا تجاه السودان ولم تجرؤ اى قوى سياسية سودانية للتصدى لهذا الافتراء فى ذلك العام وعندما كان الاعلام الغربى بل والعربى (خاصة فى مصر) يتناول هذا الخبر كانت القيادات السودانية المعارضة فى القاهرة كان الاعلام يتناقل ذلك الخبر مؤكدا ذلك القرار الذى تعمدت امريكا الا تحيطه بالسرية لان الكشف عنه يساعد على تنفيذه باذكا ء نار الفتنة بين العروبة الافريقية والافريقية الزنجية فى السودان وعين امريكا تستهدف اثارة مناطق اخرى غير الجنوب وقد فعلت وقد كان سلاح امريكا فى ذلك ان تثير الفتنىة وكراهية العنصر الزنجى للعربى مستغلة فى ذلك اضطهاد العرب للاخرين بعد ان هيمنوا على الحكم الوطنى بعد الاستعمار. فبسبب الفارق الطبقي بين من هم عرب وغير عرب والذى يرجع لغفلة القوى السياسية (الوطنية) التى كانت فى مجملها عربية وانانية احزابها وقيادتها والتى تضاعفت لما اقحم فى المسرح السياسى فى السودان الاسلام السياسى لتزيد التفرقة الدينية من حدة الصراع واخذت منحى اكثر خطورة يصب فى اتجاه تنفيذ المخطط الامريكى فلقد كان اصرار السلطة الحاكمة فى السودان على الهيمنة العربية على المركز ثم على فرض جكم اسلامى عليه وبالقوة كان اخطر ردود فعله و نتائجه التعجيل باعلان الجنوب استقلاله الذى تحقق تحت رعاية وهيمنة امريكا على المسرح السياسى فى السودان. وهنا لابد من الحديث بشفافية تامة ففى الوقت الذا اصدرت فيه لجنة الشئون الافريقية بالكونجرس الامريكى قرارها بتحرير السودان من الاستعمار العربى كان الصراع والمواجهة بين السلطة الاسلامية فى السودان والقوى السياسية التى انتظمت فى ماسمى بالتجمع الوطنى الديمقراطى والذى ضم فى تكوينه كل الاحزاب والمنظمات السياسية والنقابية التى ظلت تتبادل الحكم الوطنى تحت مسمى الديمقراطية (اسما) وعلى راسها الاحزاب الطائفية حزبا الامة والاتحادى الديمقراطى والاحزاب العقائدية اليسارية الحزب الشيوعى والبعثى والناصرى بجانب النقابات اليسارية تحت انظمة حكم عسكرية ولم يستثنى منها وقتها الا الحزب العقائدى الاسلامى الذى انقلب اخيرا على الديمقراطية فى الثلاثين من يونيو 89 والذى قبض ولايزال على السلطة بيد من حديد لهذا كانت الفترة التى شهدت اعلان القرار الامريكى بتحرير السودان من الاستعمار العربى كانت المواجهة بين الحكم العسكرى الذى اخذ الحكم بالقوة وبين التجمع الذى سلبت منه السلطة عنوة و يسعى لاستردادها من الحكم العسكرى الاسلامى والتى بلغت ذروتها فى المواجهةعلى حساب المصلحة العامة من البديهى لو ان هذه الجبهات السياسية الحاكمة والمعارضة حريصة على الوطن قبل السلطة لتسابق الطرفان على ادانة القرار الامريكى الذى كشف هوية نوايا امريكا تجاه السودان القائمة على مخطط لتقسيمه تحت شعار التحرر من الاستعمار العربى ولتوحدت كلمتهم لمعالجة اخطاءهم التاريخية و ولاتجهوا نحو معالجة قضايا الفئات غير العربية والاسلامية لسد الطريق امام المخطط الامريكى ولكن ولرغبة التجمع الذى اعلن ورفع شعار الحرب المسلحة لاسقاط النظام من الخارج من اجل العودة للسلطة ولحاجة التجمع لدعم امريكا له بتوفير الدعم المسلح والمادى بسبب عجزه عن تحقيق ذلك بدون رعايتها له وهذا ما كانت امريكا تقدمه يومها للحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان وهو المسمى الذى يتوافق مع نواياها فان التجمع صمت عن ادانة القرار واعلان موقف رافض لنوايا امريكا تجاه السودان بل لم يتراجع عن مسعاه بحثا عن دعمها لاسقاط النظام بالرغم من اعلان نواياها بتحريره من الاستعمار العربى وبهذا سجل اعترافه وقبوله بان الجنوب مستعمرة للسودان وللتاريخ فلقد وصل القاهرة استاذ سودانى يعمل محاضرا فى الجامعات الامريكية بزيارة خاطفة للقاهرة فى طريقه للخرطوم لقضاء اجازته فكان ان صادف وجوده واحدة من الندوات التى كانت تنظمها مجموعة من المعارضة فطلب فرصة الحديث وحكى كيف ان محاضرا امريكيا كان يقدم محاضرة عن مستقبل افريقيا وقدم فى تلك المحاضرة خارطة لافريقيا المتوقعة فى خمسين عاما وانها لم نكن تتضمن السودان بوضعه الحالى فقال انه اعترض على تلك الخارطة لعدم صحتها الا ان المحاضر نهره بحدة وقال له اسكت هذه الخارطة هى التى زودتنى بها السي اى ايه ( تصوروا ان حديثه هذا لم يثير قادة التجمع التى سكتت على القرار الامريكى) وهم يشهدون عمليا ان امريكا على مستوى جهازها الاستخباراتى تسقط السودان من خارطة افريقيا ,وبالمقابل فان الحكم العسكرى الاسلامى لم يكن ليخلى ساحة امريكا لينفرد التجمع بدعمها لاسقاطه لهذا لم يعلن كما فعل التجمع اى موقف من القرار الامريكى الخاص بتحرير السودان من الاستعمار (وعمل كانه لم يسمع او يرى اويطلع على الخبر) بل ظل يقدم التنازلات للتقرب من امريكا حتى يحرم التجمع من اى دعم له وليس ادل على ذلك من طرد النظام يومها لكل قنوات المؤتمر الشعبى الاسلامى الذى يجاهر بالعداء لامريكا ارضاء لامريكا التى ترفض وجوده وتهدد السودان باتهامه بمساندة الارهاب فاراد النظام ان يقدم لها شهادة براءة نفى التهمة عنه ورغم ذلك فان امريكا ظلت تشهر هذا الاتهام فى وجه النظام كلما ارادت منه مزيدا من التنازلات. هكذا اصبحت القوى الحاكمة الاسلامية والتجمع تحت قبضة امريكا التى ثبت انها بحاجة لكليهما فلا هى راغبة فى نجاح التجمع فى اسقاط النظام كما انها غير راغبة فى استقرار الحكم ونريده ان يبقى تحت شبح التهديد بالسقوط حتى يقدم المزيد من التنازلات كما انها ترفض ان يتحقق اى توافق بينهما لمصلحة وحدة السودان لهذا ظلت تحرص على وجود الصراع بينهما مع بقاء الحكم العسكرى الاسلامى الذى اضاف لقضية النزاع بين العروبة والزنجية بعدا جديدا اكثر حدة وخطورة وهو البعد الدينى الذى يصب فى انجاح المخطط الامريكى لتحرير السودان من الاستعمار العربى بجانب استغلال الكراهية الزنجية او غير العربية للعرب فاضاف النظام بذلك بعدا اخطر من البعد العنصرى لانه اكثر تحقيقا لمخطط تفتيت السودان . لهذا كان اصرار النظام على فرض مايسمى بالحكم الاسلامى ان حقق لامريكا فصل الجنوب فى اول خطوة لتنفيذ مخططها وكان هذا هو العامل الذى ارتكزت عليه الدعوة لفصل الجنوب. ولاتزال قابضة على نفس الكرت لفصل المزيد من مناطقه بمساعدة النظام الذى يصر على فرض الحكم الاسلامى. لهذا السبب او لاسباب اخرى كانت امريكا احرص على بقاء النظام الذى يصر على فرض الحكم الاسىلامى من جهة وهو ما يدعم مخطط التفتيت والتقسيم على ان يبقى النظام تحت تهديد التجمع المعارض وفى ذات الوقت ان يبقى التجمع عاجزا ومجرد معارضة ديكورية دون ان يمتلك اى قوى تمكنه من اسقاط النظام ولقد كشفت امريكا عن تاكتيكها السافر فى الحفاظ على النظام حتى تكمل تنفيذ مخطط التقسيم بمساعدته انهافى ظاهرة غريبة من نوعها لم تتردد فى ادانة الحركات المسلحة المتمردة فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق عندما اتفقت على التنسيق بينها لاسقاط النظام بنقل الحرب للخرطوم فى الوقت الذى تقدم لهم هى نفسها كل الدعم المادى والعينى ليصعدوا من حروبهم ضد النظام فى مناطقهم فماذا يعنى ذلك.ولماذا تريد لهم اشعال الحروب فى هذه المناطق وترفض التنسيق بينهم لاسقاط النظام فى الخرطوم بالطبع لانها تخطط لتقسيم السودان وليس حل مشاكله بما يؤمن على وحدته ولو ان قوانا السياسية الحاكمة والمعارضة ولو ان الحركات المتمردة وقفت عند هذا المسلك واستخلصت منه العبرة والدرس لنبذت الصراعات ولتوحدت كلمتهم بالحوار الهادف لافشال المخطط الامريكى . ولعل اخطر ما نجحت فيه امريكا ان اسلم التجمع نفسه للحركة الشعبية ليصبح تحت قبضة امريكا بحكم هيمنتها على الحركة الشعبية فكان ان بقى التجمع مجمدا حيث ترك اللعبة السياسية كلها للحركة الشعبية. وهكذا بقيت امريكا قابضة على القوتين الطامعتين فى السلطة تحركهما كيفما شاءت لتحقيق المخطط ولم يتبقى لها الا القليل لتكمل سيناريو التقسيم. ويالها من مفارقة لما اصاب التجمع الياس من اسقاط النظام بدعم امريكا من الخارج عن طريق السلاح عاد للوطن مكسور الجناح ليجاهر لاول مرة برفضه لمخطط امريكا لتقسيم السودان وهو الامر الذى سكت عليه طوال وجوده بالخارج تحت كفالة امريكا ولكن كانت امريكا قد احكمت قبضتها على الاوضاع بالكامل عبر اتفاق نيفاشا الذى صاغته امريكا كيفما شاءت لتصبح هى القابضة على الامر ولم يعد صوت التجمع الا (فرفرة مزبوح) ولا تزال امريكا تراهن وتلعب على الصراع من اجل السلطة بين الكتلتين المتصارعتين اللتان اسقطتا الوطن من حسابهم ليبقى محور الصراع السلطة ليتواصل تنفيذ المخطط الامريكى بذكاء وحنكة. كان اولى خطوات امريكا لتفعيل قرار لجنة الشئون الافريقية لتحرير السودان من الاستعمار العربى والذى صدر فى فبراير 92كان اول واهم خطوات تنفيذ المخطط الامريكى ان نظمت امريكا فى اكتوبر-نوفمبر 92اى بعدبضعة اشهر من قرار التحرير ان اعلنت عن تنظيم ندوة بواشنطون للقوى السياسية المعارضة والحاكمة اختارت لها عنوان (السودان الماساة المنسية) ووجهت الدعوة لكل قيادات التجمع فى الخارج والتى هرولت لتشارك فى ندوة عن السودان تنظمها الدولة التى قررت تحرير السودان من الاستعمار العربى ومع ذلك هرولوا بلا استثناء نحو واشنطون للمشاركة فى ندوة السودان الماساة المنسيىة وكانت الماساة الحقيقية ان يستجيب قادة البلد المزعومين لدعوة اكبر عدو يضمر للسودان مخطط تقسيمه.. اذكر يومها اننى شخصيا كتبت فى صحيفة (الخرطوم) التى كانت تصدر من القاهرة ورئيس تحريرها الاستاذ فضل الله محمد وسكرتارية المناضل فيصل محمد صالح تحت عنوان بارز (ايها الذاهبون لواشنطون انتبهوا ماذا تريد امريكا من السودان) وكان ما تريده امريكا معروفا لانها اعلنته علانية وفى ذلك المقال وجهت نقدا عنيفا لقيادة التجمع وهى تهرول نحو امريكا التى تتامر على تقسيم السودان والذى اعتبرته مستعمر للجنوب ونادت بتحريره ويومها اشرت فى تلك المقالة الى حديث رجل الاستخبارات الالمانى الذى كشف فى كتاب اصدره عن نوايا الغرب يقيادة امريكا لتقسيم مجموعة من الدول حرصا على الحفاظ على استغلال الغرب لمصالحه الاقتصادية من هذه الدول وهو ما تعرضت له فى الحلقة السابقة ومع ذلك هرول قادة التجمع نحو واشنطون فى سباق محموم مع السلطة لكسب رعاية ودعم من يتامر على السودان لانه لم يكن لهم من هم يومها الا العودة للسلطة لمن فقدها وليبقى فيها من انتزعها بالقوة حتى لو كانت على انقاض وحدة السودان وقد كان. ومع ذلك كانت الدعوة للندوة مسرحية كان قادة التجمع ضحاياها ولكن الضحية الاكبر كانت وحدة السودان فكيف ذلك؟ فلقد كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الشهيد دكتور قرنق تواجه انقساماحادا عندما وجهت امريكا الدعوة لتنظيم ندوة (السودان الماساة الانسناية) بين مجموعة الدكتور قرنق الوحدوية ومجموعة الذين يدعون لانفصال الجنوب بقيادة الدكتور ريك مشار والدكتور لام اكول وكانت المجموعة الانفصالية قد وقعت فى عام 90 اتفاقا مع حكومة الانقاذ فى خطوة تعجلوا بها لتحقيق الهدف من الانقلاب لفصل الجونب الذى يقف فى طريق الحكم الاسلامى و عرف باتفاق بون يتضمن حق الجنوب فى تقرير المصير وهو الاتفاق الذى وجه بحملة قوية رافضة له من الدكتور قرنق ومن التجمع الوطنى المعارض (بعكس ما جاء موقفهم بعد ذلك من قرار لجنة الشئون الافريقية مع ان اتفاق بون كان اقل ضررا لانه لايكفل حق تقرير المصير للمناطق المهمشة) بل وبمعارضة قوية من مجموعة اسلامية تتطلع لان يكون الجنوب معبرا لهم لنشر الدعوة, والتى تتمثل فى المؤتمر الشعبى الاسلامى الذى تم طرده من البلاد بعد ذلك الموقف ارضاء لامريكا. كانت امريكا بالطبع متعاطفة مع المجموعة الانفصالية التى تصب لصالح مخطط التقسيم الا انها حرصت اولا على العمل لتوحيد الحركة الشعبية لاستقطاب الدكتور قرنق لما تعرفه من قدراته القيادية الفائقة الا انها كانت ترفض وحدويته التى دفع فى نهاية الامر حياته ثمنا له بان تم اغتياله بتلك الفرية التى لم يصدقها احد. لقد تكشف يومها ان تلك الدعوة للندوة لم تكن الا اكذوبة (ومسرحية) دبرتها امريكا عندما جاءت بالقيادات الشمالية لتغطية اجتماع سرى خطط له للجمع بين فصيلى الحركة من خلف ظهر الحضور من القيادات الشمالية التى استمتعت يومها بحسن الضيافة دون ان تشهد اى ندوة حتى فوجئت ببيان يصدر عن لجنة الشون الافريقية بالكونجرس تكشف فيه انها نظمت اجتماعات بين فصيلى الحركة بغرض توحيدهما الا ان مشروع الوحدة فشل لرفض قرنق له الا ان امريكا نجحت فى ان توحد كلمة الفصيلين فى المطالبة بحق تقرير المصير ليس للجنوب وحده وانما تضمن القرار لاول مرة وفى خطوة غير متوقعة لولا المخطط التامرى حيث تضمن حق ماسماهم البيان المناطق المهمشة فى تقرير المصير ولم تكن يومها اى منطقة مهمشة تعيش اى حالة من التمرد واشهار السلاح فى وجه السلطة. كانت تلك اول اشارة تضمنها الاتفاق الذى صدر تحت رعاية امريكا والذى تكشف ان قرنق اجبر على الموافقة عليه تحت ضغط رفع الدعم عنه ومحاربته فانصاع لهم متوعدا من فكروا فيه بانه سيعمل من اجل ان يصب الاستفتاء للوحدة وليس الاستقلال وهو الخط الذى دفع حياته ثمنا له باغتياله بمخطط لم تكن امريكا بعيدة عنه ,وهنا لابد من وقفة خاصة مع اشارة الاتفاق فى ذلك القرار للمناطق المهمشة والتى لم يكن من بينهما اى منطقة تشهد حركة تمرد او مطالبة بالانفصال عن السودان فكان القرار الذى دبرته امريكا تحت غطاء الندوة التى انطلت على قيادة التجمع كان دعوة لهذه المناطق لان تتمرد وان ترفع سقف مطالبها ونواياها بعد ان ضمنت الرعاية والدعم من امريكا التى ضمنت لها حق المطالبة بحق تقرير المصير فكان ذلك القرار دافعا لمولد الحركات المتمردة فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق بل وفى شرق السودان لتدخل البلاد فى نفق التهديد الشامل لوحدة السودان بعد ان تكشف بعد المخطط الامريكى.واستهدافه تمزيق السودان تسابقت يومها قيادات التجمع نحو امريكا حيث واجهت موقفا حرجا وهى تدعى لندوة وهمية غطاء لذلك الاجتماع الذى عقد خلف ظهرهم غطاء لقرار اعلان حق تقرير المصير للجنوب والمناطق المهمشة فعادت من جديد لتتسابق على اصدار بيانات الادانة للقرار وطالت الادانة حتى قرنق نفسه حيث اعتبرت موافقته على القرار خروجا عن ميثاق التجمع الذى اعتمد عضوية الحركة الشعبية فى عضويته تحت بنود واضحة تؤمن على وطن موحد يقوم على دولة المواطنة دون تغول اى عنصر او دين الا ان ما حدث بعد ذلك من هذه القوى السياسية وقيادات التجمع يكشف لاى مدى كيف تناقضت مواقفها ومواقف التجمع.ان بلا استثناء هذه القيادات هى التى رهنت نفسها لامريكا مصدر الدعم الوحيد لها تحت وهم ان امريكاتريد اسقاط النظام الحاكم وهذا لا يمثل الحقيقة لان امريكا هى الاحرص على بقائه باعتباره اهم واقوى عامل مؤثر لتحقيق مخطط التقسيم لتمسكه بفرض الحكم الاسلامى الذى يمكن امريكا من تصعيد حركة التمرد لاسباب دينية بعد ان كانت فقط لاسباب عنصرية وهذا ما تحقق لامريكا فمصلحة امريكا تريد للنظام ان يبقى شريطة ان يكون ضعيفا(مرتجفا) من مخاطر انقضاض التجمع عليه الذى هو نفسه تحت قبضة امريكا حتى ينصاع النظام لامريكا ليقدم كل التنازلات المطلوبة وقد كان وهذا ما كان من امر نيفاشا الذى اسلم مستقبل السودان لغير اهله. كانت المفاجاة والتناقضات ان تداعت مواقف قيادة التجمع وتخاذلها عن موقفها الرافض للاتفاق والتى قلت انها كشفت لاى مدى ان هذه القوى رهنت نفسها لامريكا فان هذه القوى تسابقت بعد ادانة الاتفاق الذى تم بين فصيلى الحركة خلف ظهرهم والذى تم فيه اعلان الفصيلين على حق تقرير المصير والتامين تسابقت على التراجع عن موقفها ارضاء لامريكا كيف تسابقت للتراجع عن ادانتها للقرار وكانت ضربة البداية عندما انفرد زعيم حزب الامة الصادق المهدى باعلان تاييده لقرار حق تقرير المصير باتفاق وقعه منفردا مع قرنق بعد اجتماع ثنائى اخفاه عن قيادة التجمع ومن خلف ظهرهم لياخذ السبق فى ارضاء امريكا الا ان قيادات التجمع المتبقية والتى تسابقت لحظتها منفعلة لتصرفه على ادانة الصادق المهدى الذى اتهمته ببيانات رسمية تداولتها كل اجهزة الاعلام العربية اتهمته بخيانة الوطن والميثاق الوحودى ولكنها نفس هذه القوى التى ادانت الصادق وقبله قرنق ما ان دعيت لمؤتمر القضليا المصيرية عام 95 باديس اببا تى تبدل موقفها حيث انتقل التجمع من مصر لاثيوبيا تحت النفوذ الامريكى خوفا من رفض مصر لاى خطوة تتهدد وحدة السودان فسارعت قيادات التجمع للتوقيع على تعديل ميثاق وحدة السودان للقبول بالقرار الامريكى بحق الجنوب والمناطق المهمشة فى تقرير المصير لتسجل هذا القوى قبولها بان السودان مستعمرة للعرب بعد ان زايدوا بان حق تقرير المصير هو حق دولى للشعوب المستعمروهكذااصبح الجنوب مستعمرة, هنا لم يكن تراجع التجمع لينطلى على حكومة الانقاذ لدرجة خيانة الوطن ارضاء لامريكا لاستقطاب دعمها لاسقاط النظام فاستثمرت السلطة موقف التجمع خير استثمار عندما ردت له اولا دينا قديما من عام 90(اتفاق بون) فادانت التجمع لتفريطه فى الوطن ثم كانت المفاجاة عندما ابرمت نفس الاتفاق مع جبهة انقاذ الجنوب من الداخل لتعلن قبولها بحق تقرير المصير كما جاء فى القرار الذى اعلن من امريكا وبهذا انضم النظام لركب التجمع الذى اسلم امر الوطن لامريكا وان كان موقف الانقاذ لا يتناقض مع توجهاتها التى عبرت عنها فى اتفاق بون فى انها لا تمانع فى فصل الجنوب حتى لايكون عائقا لفرض االحكم الاسلامى فكات هى الرابحة على الصعيدين والخاسر الاكبر هو السودان الذى اصبح محاصرا بالتامر الامريكى لتفتيته بعد ان اسلمت السلطة والمعارضة امرها طواعية لامريكا. للامانة والتاريخ كان الشريف زين العابدين الهندى الامين العام للحزب الاتحادى الديمقراطى القيادى الوحيد الذى رفض القرار صراحة واصدر فى حقه اكثر من بيان متهما كل من التجمع والحكومةبخيانة الوطن بالرغم من انه نفسه تراجع عن موقفه عندما قدم مبادرة اعلن انها من اجل اجهاض المخطط الامريكى الا ان المبادرة فى النهاية انتهت بمشاركة جماعته فى السبلطة ليصبحوا جزءا مما يتعرض له السودان من تامر امريكى رغم رفض الشريف لهذا التامر ورغم انه بعضمة لسانه وصوته اعلن ان المبادرة لو انتهت بالمشاركة فى السلطة تكون شاركت فى خيانة وطن وهذا ما افرد له الحلقة القادمة. .