كمال كرار ……. كل جنيه واحد زيادة في جالون البنزين يساوي 250 مليون جنيه جديد ، يعني 250 مليار جنيه قديم تصب في خزائن السدنة والتنابلة ، وكل جنيه زيادة في جالون البنزين يساوي 520 مليون جنيه جديد لنفس ( الجوقة) ، وكل جنيه زيادة في كيلو الدقيق يساوي 1.2 مليار جنيه جديد لمصلحة الفاسدين وتجار الدين . فانظر كم من الأموال يحصل عليها هؤلاء عندما يزداد جالون البنزين ب 4 جنيه أو الجازولين ب 3 جنيه وهلم جرا وعشان كدة تستميت حكومة المؤتمر الوطني في حكاية رفع الدعم ، وتتكلم عن حزمة رشاوي في شكل منحة وزيادة طفيفة في المرتبات من أجل تخدير الناس وخوفاً من المظاهرات . وطالما أن الحكومة قد حسمت خيارها وقررت إفقار الناس لآخر جنيه وقتلهم جوعاً وعطشاً ، فأمام الناس معركة واحدة لا غير وهي إسقاط زيادات الأسعار . ولن تسقط الزيادات تلقائياً ، مالم يسقط المستفيدون من هذه الزيادات ، وهم الذين يسبحون نهاراً و ( يضبحون) ليلاً . وهم الذين يحولون أموال الخزينة العامة إلي خزائنهم الخاصة وهم الذين يغلقون أبواب مكاتبهم أمام المواطنين العاديين ، ولا يوقعون علي أي ورقة مالم يحصلوا علي الرشوة مقدماً وهم الذين يسكنون في قصور حصينة محروسة بالجنود والمدرعات ، إن ( هوّب) ناحيتها أي شحّاد اتهموه بالازعاج العام تحت طائلة النظام العام . وهم الذين يطردون السكان من مناطقهم الأصلية ، من أجل بيع الأراضي للأجانب بعد أن يستلموا العمولة . وهم الذين يطردون العمال والموظفين من وظائفهم بعد تصفية القطاع العام بأمر صندوق النقد الدولي . وهم الذين يطلقون الرصاص علي صدور العزل والأبرياء متي ما خرجوا متظاهرين ضد السدود أو مطالبين بحقوقهم وهم الذين يهدون البقر السوداني للجماعة الإسلامية بمصر ثم يقولون للفقراء موتوا ( بالمرقة) وهم الذين صعدوا للسلطة بالإنقلاب العسكري وليس الإنتخابات الحرة النزيهة وهم الذين جعلوا التعليم لأبناء الأثرياء ، والعلاج لمن يستطيع أن يدفع ، وإلا فغلطان المرحوم الذي سكن الديوم . وهم الذين باعوا مشروع الجزيرة لبناء الفلل في ماليزيا ، ثم قالوا للمزارع أمشي البنوك بعد أن ترهن أبوك . هنالك حكمة قديمة تقول أن الحرامي لا يسمع إلا صوت النقود ، والنقود الآن تأتي من البنزين وغداً من الجازولين وبعد غد من الرغيف والساردين قوموا إلي نهبكم يرحمكم الله ، نداء نوجهه إلي السدنة والتنابلة قوموا إلي معركتكم الفاصلة والأخيرة والنداء موجه للوطنيين المخلصين غير الفاسدين