بشرنا وزير المالية – أو بالأصح بشّر السدنة والتنابلة – بأن ميزانية العام القادم 2013 لن تعتمد علي رسوم عبور النفط ولم يقل علي ماذا ستعتمد . وهلل دعاة الحرب والمشاكسة مع الجنوب لهذا الاكتشاف الخطير ، ورموا اتفاق التعاون الأخير مع جمهورية الجنوب وراء ظهرهم متعللين بالترتيبات الأمنية أو الفول بالكمونية أو أو .... ولكن الميزانية تحتاج لايرادات ، والمصروفات عاوزة جنيهات ودولارات وخزينة بنك السودان خالية من أي هللات . والسدنة أنفسهم عاوزين مهاوي – من ماهية – ورشاوي ، وحوافز وجوائز ، وقنابل لمواجهة القلاقل . وعلي ذلك فقد شالوا القرعة وذهبوا بها إلي صندوق النقد الدولي وقالوا له أدينا حسنة تكفينا شر الطامعين ، حتي نقف في صف الإمبريالية خانعين . وقالوا له انت تعرف أننا دمرنا مشروع الجزيرة بفضل نصائحك الغالية ، وبهدلنا القطاع العام بسبب برنامجك المقدس وربطنا اقتصادنا بعجلة الراسمالية وفوق هذا وذاك عندنا معارضة علمانية . ونصحهم الصندوق نصيحة أمات طه ، وبين لهم أن العالم مشغول بالنووي الإيراني والصراع الصيني الياباني وزادهم علماً بمشاكل الناتو في أفغانستان ، والتوتر بين العراق واقليم كردستان واعطاهم السيرة الذاتية لعبد الله أوجلان . ثم أمرهم بزيادة السكر والبنزين دون أي اعتبار للفقراء والمساكين . ومسك السدنة الورقة والقلم ثم قال قائلهم أن استهلاك البلاد من السكر يساوي مليون ونص طن في السنة علي أقل تقدير ثم جري تحويل الأطنان للكيلو والرطل والوقية والجرام ، ووجدوا أن كل جنيه زيادة في الرطل الواحد يساوي 3.3 مليار جنيه تصب في الحسابات الخاصة . واستعانوا بالآلة الحاسبة لمعرفة كم من الأموال تعود عليهم إذا زادوا جالون البنزين 3 جنيه والجازولين 2 جنيه فوجدوا الجملة 5 مليار جنيه . ثم جمعوا الزيادات القادمة في الكهرباء والجمارك والضرائب ، وقالوا كدة الميزانية ولا بلاش . ولم ينس الصندوق أن يذكرهم بالإحتياط لأي احتجاجات أو مظاهرات ، فقالوا له لقد ( صلّحنا ) الرادارات . مسرحية الميزانية الآن في طور الإخراج بعد أن وضع السيناريو وجري تجهيز المسرح ولبس الممثلون الملابس المناسبة . وسيقف المسؤولون بعد حين أمام خشبة المسرح وهم يلعنون الحصار الدولي ومؤامرات الغرب اللعين واسرائيل من غولدا مائير إلي رابين . وسيدعون الشعب إلي التقشف وربط الأحزمة ، وسيقولون له أننا مضطرون إلي رفع الدعم عن كذا وكذا ، وأنهم تقديراً لمعاناة الناس وصبرهم قد قرروا منحة إضافية في الأجور قدرها ( كدة ) درهم وسيقولون أنهم سيضربون الطابور الخامس بيد من حديد ، وأن الذهب يكفي ويزيد . وضعوا المسرحية ونسوا رد فعل المتفرجين والمساكين واليتامي وعندما يختلط الحابل بالنابل سيصيحون ( كلو منك يا أوباما ) الميدان