إخرَسُوا ،،، " إنّهُ جَردُ حِسَابٍ بَيْنَكُم وَبَينَ رَبّكُمْ "..!! أبكر يوسف آدم إعتقد بعضنا أن المطالبة بإعادة هيكلة الدولة السودانية ، ومراجعة أسس بنائها ، هى وليدة اليوم ، أو الأمس القريب ، دون إعمال قراءة الموضوع مع نضالات الشعب السوداني الساعية لنزع الدولة ، وإستعادة الحياة الطبيعية الذى يستحقه أى شعب ، وثمة قناعة الآن ، أن الإسلام السياسى قد بذر بذرته الخبيثة ، منذ فترة مبكرة ، وجعلها فى صلب القضايا السودانية ، كعنصر للتأزيم ، وعامل للتعويق ، ومعول للهدم ، أكثر من لعب أى دور آخر ،، ونجح فى حرف مسار حركة حياة العامة ، إلى متاهات ودوامات مستنزفة للطاقات ومهدرة للفرص ، وركب به أمواجاً عاتية ، بأشرعة ممزقة مهترئة ، فى صفقة خضوع إحتيالية ، تضمن نيل الدنيا لقوم وتمكينهم من رقاب الآخرين ، مقابل وعد لضمان نجاة ضحاياهم فى الحياة البرزخية ما بعد الممات ، ربما تأتى غداً أو بعد مائة سنةٍ ، أو ألفى عام .. !! وعبر التاريخ ، فإن حالات إهتراء منظومة دولتنا ، وأى دولة عبثت بها هذه الجرثومة ، قد فضحت عن حيويتها المحدودة بجلاء مع إنكشاف ظهرها وغياب غطائها ، وفشلها فى أداء مهامها فى كل النواحى الحياتية ، بإستثناء الإستماتة لحماية كرسى الباب العالى . وتتطابق تجارب هذه الجرثومة على أوجه عدة ، مع ما تشاهدونها اليوم ، على هياكل دولتكم العظمية ، ومنظومتكم الحكومية ، التى لا تُرى فيها إلا الفشل الإزدواجى المركب ، المصحوب بإنعدام الحيلة لمواجهة التحديات ، والسلبية تجاه المسئوليات. وهم من حاولوا ضبط ميعاد رفع الأدعية التلفزيونية بالغوث المطرى ، مع تقارير الإرصاد الجوية ، سعياً للمصادفة ، التى إن صابت ، فلن تعنى إلا الصلاح أمام الأهالى والبسطاء. وقد قامر بذلك إسلاموى منبرى شهير .. أو تعميم نطاق الكوارث الطبيعية منها والمفتعلة ، بإستدعاءات تفتقر إلى التوفيق ، لكوارث أخرى وقعت فى أمريكا وأوربا وآسيا ، فى مسعى لتعميم نطاق الشر ، ليسهل عليهم قبول نتائج شرورهم .. إنه إخفاق دولة فى تفادى وقوع الكوارث ، وإفتضاحٌ لخيبة منهجٍ فى التعامل مع الآلاف ، من حالات الأضرار التى سجلت ، بل وفشلٌ حتى فى طلب مساعدة من هو على إستعداد لتقديمها .. أفتونا ،،، أيها السادة والسيدات ، ما الفائدة من دولة بهذه الخيبة والسوء والفشل ؟؟ ، وكيف أمكنكم تحمل كل ذلك البلم والتبلد والخدر الذى أصاب جثة هذه الأمة ، جراء عقاقير الإسلام السياسى التخذيلية التخديرية التنويمية ، وبفضله أمكن التعامل والتعايش مع قاذوراته ، ومن ضمنها الإستعداد للتسامح مع الفشل القاتل ، فى دولة منهارة على رأس شعب محدود الطموح ، كما يصفنا جيراننا الأقربون !! لن نتحمس للإستنكار ، إن تسآءل منا أحدٌ " وهل كانت لنا دولة يوما ؟؟" حقاً .. أكانت لنا دولةً وطنيةً يوماً .. ؟؟ … فكروا فى ذلك !! وسننضم إليكم فى ذلك لاحقاً !! أبواب الهروب من مواجهة المسئولية ، فى دولة الإسلامويين ، جاهزة ، ومجربة ، وسالكة ، ويمكن أن تفتح فى كل الإتجاهات واحداً تلو آخر ،،، أو دفعة واحدة ، حسب الحاجة التى تتحكم فيها درجة الخوف التى تنتابها ،،،، إلا باب الحق والذى هو باب الفزع !! ، ذلكم الذى ينتهى الى العدل ، أو إن شئتم ،،، إلى غرفة الرعب الذى تُغيّب الإمتياز عمن لا يستحقه . لنجرب واحداً … يكفى لخطيب وقح ، صعود المنبر لإلقاء وصرف أسباب فشل أولياء نعمته فى أداء مهامهم المفترضة ، على الغيب ، كالإبتلاء بغية ترفيع درجات الصابرين إذا صبروا ، وستصدقون قوله ، وتطمئنون له ، وربما تبكون !!! أو آخر … يتهم الشعب بممارسة الفساد فإستحق عذاب الله ، كما فعل أحد الخطباء مرسلاً ذلك الإتهام لساكنى إحدى أحياء الخرطوم الفقيرة ، وأن الله بسبب ذلك جعل الأمطار تهطل فى الصحراء ، فترويها ،، فتنبت منها خُضَراً ، ثم يرسلها سيولاً الى الأشرار لتدمر بيوتهم تدميراً !! حسناً .. وفى نفس الليلة إشتدت وتيرة الأمطار ، فجعلت من عمارة ذلكم الإسلاموى ومسجده ، مستنقعاً يصعب العبور من خلالهما !! وفى الخلفية ، خطيب آخر ، وفى مكان آخر ، يصف أمر الأمطار والسيول ، بأنه كله خير ، وقد أتت لتجديد خصوبة الأرض ، فلا تجحدوا ، ولا تقنطوا من رحمة الله . أو ثالث ،،، يرمى الأمر كله على عرى النساء وكسوتهن ،،، والفتيات ولباسهن وسراويلهن وطرحهن ،، فتستسلمون ، وتتناسون حالكم وحالهن فى الأمس القريب ، وحقيقة أن الغالبية العظمى من نساء السودان قبل مائة عام ، كن عرايا ، ومن أرحامهن أتى أصحاب الملاحف والعباءات ، الذين ينصبون اليوم أنفسهم صحابةً ، وأمرآءاً ، وملوكاً على المؤمنين ! تتباين ألسن الإسلامويين ، وهم الكاذبون ،،، ما بين تعظيم عقاب ضحايا السيول (ضحايا الخطط الإسكانية ) وزيادة آلامهم ، بدلاً من مواساتهم ، فينجو الجناة ، وبين المقصرين الذين سمحوا ، وتسببوا فى وقوع كل هذه الأضرار ، فتتضآءل تباعاً ، فرص محاسبة ومحاكمة كل من الأفراد والمناهج .. أجل ، التضحية بالضحية ، ومعاقبتها وجلدها بعصى ذات أصباغ دينية ،، وإخضاعها !! .. والإسلامويون وحدهم ، من دون خلق الله أجمعين ، هم من ينفردون بالفرح ، ويعبرون عن البهجة المرضية ، عند مشاهدتهم لمظاهر عقابية وإجرامية منفرة ، كالجلد ، والشنق ، والقتل ، والإغتصاب ، وبقر بطون الحوامل .. مع الإستعداد للتبرير بالطريقة التى تحول دون وقوع المحاسبة .. وفى سبيل ذلك ، لايمانعون من الهبوط إلى أدنى مستويات السفاهة ، بصرف وتشتيت الإتهام عن أنفسهم ..، إلى الذات الإلهية ، بصيغ مختلفة ، وتصاريف سلوكية متغيرة ، فترسم لأجلها الخلفيات الكلامية ، على شاكلة " أنتم المقصرون ، والمفسدون ، والمجرمون ، والله يعاقبكم على فعلكم ، وإنه لجرد حساب بينكم وبين ربكم ، ولا دخل لنا فى ذلك " !! من يطمئن ، ويستسلم لمثل هذه الأقوال والإدعاءات ، فقد وقع فى الفخ ، وأسرج نفسه ، وضرب الزمام على أنفه ، وألجم فمه ، وسمح لأرذل خلق الله بإمتطاء ظهره ، والإنقياد له ،،،،،،،،،،،، وبالضرب !! إنه الفخ التقليدى المستخدم بإبتذال منذ مئات السنين ، وينجح فى الإيقاع بالضحايا فى كل مرة .. يخطط خونة المؤتمر الوطنى هذه الأيام ، للمزيد من التكسب من عرق نفس هؤلاء الضحايا ، بعد أن (كادوا يخفقون فى سرقة الإغاثات الأجنبية ) وذلك بفرض المزيد من الأتاوات على سلع حياتية ، بحجة رفع دعم غير موجود !! وفى مقبل الأيام ، سيبدأ تجار منابر دور العبادة فى شحذ ألسنتهم ، وصيانة حناجرهم ، والتى هى فى أمس الحاجة إلى التزييت !! لزوم التسليك.. لمهمة يحسبونها ( شاقة !! ، لكنها ممكنة !! ) .. ووفقاً لتلك الصفقة التى لا تغيب عنها الأموال والمصاريف ،، ستسمعون فى منابركم قصصاً مؤثرة عن الصحابة ، الحقيقية منها والمزيفة ، وكيف كانوا يعانون ،، ويصبرون ،، ويبكون ووو .. وربما تجهشون أنتم بالبكاء .. !! سيفعلونها … وسترون ... !!