أصدر الحزب الشيوعي السوداني بياناً إعتبر فيه أن إنتفاضات تونس ومصر واليمن أرعبت السلطة الحاكمة، ودفعتها لإستخدام وتائر متزايدة من القوة المفرطة لقمع تظاهرات الشباب والطلاب. وتطرق البيان للهجمة الأمنية على حرية الصحافة، وتعطيل صدور صحف (أجراس الحرية) (الصحافة) (الوان) و(الميدان) – التي أعتقل عدد من الصحفيين والعاملين بها. وأوضح الحزب الشيوعي بأن الأجهزة الأمنية انتزعت وثائق حزبية من عضو لجنته المركزية الأستاذ سليمان حامد. واعتبر البيان أن ماتم من إعتقالات ومصادرة صحف وتجسس على أعمال الأحزاب يعد انقلاباً غير معلن على كل الاستحقاقات الدستورية التي تحكم الصراع السياسي. وعلق محلل سياسي تحدث الى (حريات) بأنه يجب على قوى الإجماع الا تسمح للمؤتمر الوطني بالإستفراد بالحزب الشيوعي وشباب 30 يناير، حيث تستهدف هذه الملاحقات في النهاية كل الداعين للتحول الديمقراطي. وقد سمح قصر النظر في السابق للمؤتمر الوطني بالإستفراد كل فترة بتيار أو حركة سياسية معينة، ففي فترة إستفرد المؤتمر الوطني بالجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق، ثم إستفرد لاحقاً بدارفور، وفي فترة بالقوى السياسية الديمقراطية بالشمال، هذا في حين أنه لو توحدت كل القوى الراغبة في التغيير والمعادية للإنقاذ لانتصرت في معركتها. وأضاف المحلل السياسي بان الحزب الشيوعي السوداني وشباب وطلاب التغيير يتعرضون حالياً لهجوم وحشي واسع، ويمكن هزيمته، او على الأقل التخفيف منه بتضامن قوى الإجماع وغيرها من قوى التغيير والتحول الديمقراطي، واذ تفعل ذلك، فانها لا تستجيب للواجب الأخلاقي بالتضامن وحسب، وإنما تدافع كذلك عن نفسها أيضاً، هذا ماتقضي به الحكمة الشائعة والمعروفة (اُكلِتُ يوم اُكِل الثور الأبيض). (نص بيان الحزب الشيوعي ادناه) موجة الهلع والخوف التي أصابت النظام وأجهزة أمنه، بعد انتفاضات تونس ومصر واليمن، جعلته يلجأ بوتائر متزايدة للقوة المفرطة في تفريق التظاهرات السلمية للشباب والطلاب ضد الغلاء والفساد والاستبداد. كما أقدم النظام خلال اليومين الماضيين على العودة المرفوضة لتعطيل الصحف كما حدث بالنسبة لصحيفة الميدان والصحافة وأجراس الحرية والوان يوم الثلاثاء أول فبراير الجاري. ثم تجاسر النظام على فرض رقابة مشددة على مقر صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب الشيوعي والمركز العام للحزب الشيوعي، وهو حزب مسجل يتمتع بالشرعية، وله شخصيته القانونية الاعتبارية.. واعتقل مساء الأربعاء 2 فبراير عدداً من صحفيي الميدان والعاملين فيها وقام بتفتيش العربات التي غادرت مقر الصحيفة . وفي هذا السياق جرت مصادرة ظرف مع الزميل سليمان حامد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي يحتوي على الوثائق المقدمة للتداول والتفاكر حولها في اجتماع اللجنة المركزية للحزب غداً الجمعة. وتشمل هذه الوثائق بعض المقترحات والأفكار لمهام الحزب بعد الاستفتاء . إننا إذ نستنكر وندين هذا المسلك الذي يتيح للمؤتمر الوطني التجسس على أعمال الأحزاب الأخرى ندق ناقوس الخطر. إن ما تم يرقى بالفعل لمستوى تجاوز هامش الحريات تماماً وكل الحقوق التي يكفلها الدستور الانتقالي للتعبير والاحتجاج .إنه انقلاب غير معلن على كل الاستحقاقات الدستورية التي تحكم الصراع السياسي . إننا نطالب بإطلاق سراح المعتقلين فوراً وبإرجاع الأوراق التي جرى السطو عليها. الناطق الرسمي للحزب الشيوعي السوداني الخميس 3 فبراير 2011