موجة الهلع والخوف التي أصابت النظام وأجهزة أمنه، بعد انتفاضات تونس ومصر واليمن، جعلته يلجأ بوتائر متزايدة للقوة المفرطة في تفريق التظاهرات السلمية للشباب والطلاب ضد الغلاء والفساد والاستبداد. كما أقدم النظام خلال اليومين الماضيين على العودة المرفوضة لتعطيل الصحف كما حدث بالنسبة لصحيفة الميدان والصحافة وأجراس الحرية والوان يوم الثلاثاء أول فبراير الجاري. ثم تجاسر النظام على فرض رقابة مشددة على مقر صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب الشيوعي والمركز العام للحزب الشيوعي، وهو حزب مسجل يتمتع بالشرعية، وله شخصيته القانونية الاعتبارية.. واعتقل مساء الأربعاء 2 فبراير عدداً من صحفيي الميدان والعاملين فيها وقام بتفتيش العربات التي غادرت مقر الصحيفة . وفي هذا السياق جرت مصادرة ظرف مع الزميل سليمان حامد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي يحتوي على الوثائق المقدمة للتداول والتفاكر حولها في اجتماع اللجنة المركزية للحزب غداً الجمعة. وتشمل هذه الوثائق بعض المقترحات والأفكار لمهام الحزب بعد الاستفتاء . إننا إذ نستنكر وندين هذا المسلك الذي يتيح للمؤتمر الوطني التجسس على أعمال الأحزاب الأخرى ندق ناقوس الخطر. إن ما تم يرقى بالفعل لمستوى تجاوز هامش الحريات تماماً وكل الحقوق التي يكفلها الدستور الانتقالي للتعبير والاحتجاج .إنه انقلاب غير معلن على كل الاستحقاقات الدستورية التي تحكم الصراع السياسي . إننا نطالب بإطلاق سراح المعتقلين فوراً وبإرجاع الأوراق التي جرى السطو عليها. الناطق الرسمي للحزب الشيوعي السوداني الخميس 3 فبراير 2011