وسط تعتيم إعلامي محلي وإقليمي ودولي لما يحدث في مدينة نيالا، قامت الأجهزة الأمنية يتنفيذ مجزرة بشعة بحق المدنيين الأبرياء راح ضحيتها أكثر من عشرين مواطنا أعزلا، لا لسبب إلا أنهم مارسوا حقا أصيلا كفله لهم الدستور والقانون، وكل المواثيق، والاعلانات العالمية التي تكفل للفرد الحق في الاحتجاج والتظاهر للتعبير عن رأيه بحرية. إن استخدام القتل الممنهج، والتصفية الجسدية وسيلة لترهيب مواطني مدينة نيالا الشرفاء لمصادرة حقهم في التصدي لممارسات السلطة القمعية، يؤكد أن نظام الجبهة الإسلامية القومية ماض في سياسة تكميم الأفواه والقمع والترهيب والانتهاكات الفظيعة بحق مواطني مدينة نيالا، استكمالا لسجله الحافل بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي مارسها، وظل يمارسها بحق كل مواطني وسكان إقليم دارفور. إن الجبهة السودانية للتغيير، وهي تتابع وترصد بحرص وقلق بالغين ما يحدث في مدينة نيالا من عمليات الترويع والقتل الجماعي للمواطنين الأبرياء بوحشية بالغة، وإعلان حالة الطوارىء وتقييد تحركات المواطنين باعلان حظر التجول، تؤكد بأن هذا النظام يرسل رسالة تهديد للشعوب السودانية في مختلف أقاليمهم ومدنهم وقراهم يتوعدهم فيها بأن يده الباطشة ستطال كل من يعارض سياساته بالاحتجاج والتظاهر، وكل أشكال التعبير التي ترفض تلك السياسات. تناشد الجبهة السودانية للتغيير، كافة المنظمات المعنية بحقوق الإنسان أن تقوم بواجبها تجاه ما يتعرض له مواطني مدينة نيالا من قمع وقتل وتصفيات وتشريد وتضييق للحريات. وتطلب من منظمة الأممالمتحدة ممثلة في مجلس الأمن الدولي الضغط على النظام بالكف عن قتل هذا الشعب الذي يحكمة قهرا وغصبا. وأن تباشر المحكمة الجنائية الدولية بموجب التفويض الممنوح لها في التحقيق الفوري في هذه المجزرة، وما سبقها من مجازر حدثت بمدينة نيالا لمتظاهرين سلميين لم يتم التحقيق فيها، ولم يعاقب مرتكبيها حتى الآن. كما وتناشد الجبهة السودانية للتغيير، وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية أن تفرد مساحة لمجازر النظام الوحشية التي يرتكبها بحق المتظاهرين السلميين، لكي يعرف العالم مدى دموية هذا النظام وبطشه بالمواطنين العزل لمجرد التعبير عن آرائهم. تترحم الجبهة السودانية للتغيير على أرواح كل الشهداء الذين سقطوا في مدينة نيالا الصامدة مهرا للحرية وحياة العزة والكرامة، وتتقدم بصادق تعازيها لأهلم وذويهم وأصدقائهم، وكل الشعوب السودانية لهذا الفقد الجلل، وتؤكد في ذات الوقت أن ساعة القصاص والحساب قد دنت، وثورة الجياع آتية لإسقاط هذا النظام وتقديم رموزه للعدالة، رغم البطش والقهر وسياسة القبضة الحديدية. عاش كفاح الشعوب السودانية الجبهة السودانية للتغيير
