أعلن ما يسمى بتحالف القوى الإسلامية والوطنية الخروج في تظاهرة اليوم الجمعة 11 اكتوبر من المسجد الكبير بالخرطوم تأييداً لمذكرتهم المرفوعة للمشير عمر البشير . ويضم التحالف الأحزاب والمنظمات التي ظلت تؤيد نظام الإنقاذ طيلة السنوات السابقة ، وأبرزها ما يسمى بمنبر السلام العادل الذي أسسه ويترأسه الطيب مصطفى خال عمر البشير ، وحزب العدالة الذي يترأسه أمين بناني نيو – صهر عمر البشير –، إضافة إلى المنظمات المرتبطة بالقاعدة . وأكدت المذكرة فشل جميع مبررات الإنقاذ للإستيلاء على السلطة حيث قدمت أسوأ نموذج ( شوه صورة الإسلام )، وإزدادت المهددات الأمنية ، وإتسعت رقعة الفقر والتفاوت الطبقي ، وأستبيحت السيادة الوطنية ، وتمزقت البلاد ، وإستشرى الفساد المالي والإداري . ودعت المذكرة إلى حل جميع أجهزة السلطة والإستعاضة عنها بهيئة عليا يرأسها عمر البشير تستكمل أجهزة السلطة الإنتقالية . وقال المحلل السياسي ل (حريات) ان مذكرة تحالف القوى الإسلامية والوطنية تؤكد إفلاس النظام فكرياً وأخلاقياً ، ففيما قدم الإصلاحيون مذكرة ال (31) مميزين صفوفهم ، يميز الآن التيار الأكثر تطرفاً نفسه أيضاً مما يشير إلى أن المجموعة المتنفذة أصبحت في عراء سياسي موحش وأضاف ان التحالف يجمع بين الطيب مصطفى وأمين بناني وكليهما يشتركان في البحث عن مخرج آمن لعمر البشير ووراثته في ذات الآن ، ولكن في المقابل تفصل بينهما خلافات آيديولوجية وأخلاقية عميقة ، فبينما يرتبط الطيب مصطفى ، خصوصاً عبر مساعده د. محمد علي عبد الله بتنظيم القاعدة ، وبالتيارات المتسلفة الأكثر غلواً ، فان أمين بناني في المقابل يرتبط بايران والتشيع ، مما يجعله بحسب فتاوى حلفائه مارقاً عن الملة ، وكذلك فان الطيب مصطفى يرتبط ويستفيد من شبكة الفساد ، خصوصاً الفساد المالي العائلي لعمر البشير ، بينما كان أمين بناني ضحية من ضحايا مافيا الفساد ، والطريف كما تؤكد مصادر مطلعة ان بناني حين أراد الزواج من أسرة عمر البشير كان أحد المعارضين لذلك الطيب مصطفى لأسباب عنصرية ( كون بناني من أبناء الغرب) ! ، مما يشير إلى ان زواج المصلحة السياسي بين الرجلين مؤقت وينتهي بإنتهاء مراسم سقوط النظام . وقال المحلل السياسي ان التحالف يحقق لعمر البشير عدة أغراض ، فمن ناحية يستخدمه في الضغط على المؤتمر الوطني وإخضاعه بدعوى أن هناك بدائل جاهزة له ، إضافة إلى إستخدامه لتخويف قوى الهامش والقوى الديمقراطية والدول الغربية بأن بديل عمر البشير يمكن أن يكون (أظرط) منه ، ولذا على الجميع أن يستسلم لعمر البشير الفاسد مخضب الناب والمخالب بالدماء ، كما ان التحالف يشكل الخطة (ب) لعمر البشير فإذا تعقدت الأوضاع وتصاعدت الإحتجاجات وإنقلبت القيادات العسكرية على عمر البشير فان ملجأه النهائي سيكون تحالف خاله وصهره . وأضاف المحلل السياسي ان خال البشير وصهره اضطرا لكسب قاعدة سياسية إلى التحالف مع تنظيمات الغلو الديني وهذه كما تؤكد التجربة الإنسانية لا يمكن مداجاتها على المدى الطويل ، وإذ تستفيد الآن من الغطاء الأمني الذي يوفره الخال والصهر فإنها حين تتمكن ستقلب الطاولة عليهم جميعاً ، وحينها فانها ليست ممن يختلف ويعذر وانما تكفر لتجز الرقاب . وقال انه إذا إستبعدنا تنظيمات الغلو فان الخال والصهر بلا أي قاعدة يؤبه لها ، وأهم مؤشر على ذلك انهما حين دعيا إلى أول تدشين لجبهة دستورهم الإسلامي – قبل إلتحاق التنظيمات الأخرى بالتحالف – لم يأتي إلى محفل التدشين بقاعة الزبير محمد صالح سوى (18) شخصاً لا غير !! وختم قائلاً ان الدلالة الرئيسية لمذكرتي الإصلاحيين والمتطرفين ان الإنقاذ قد تآكلت شرعيتها الأخلاقية والسياسية بلا رجعة .