اعلنت قوى الجبهة الثورية السودانية رفضها لعرض عمر البشير بالتفاوض ضمن منبري الدوحة وأديس أبابا ورهن التحول الديمقراطي بإنتخابات تحت سيطرة المؤتمر الوطني. ووصف القائد مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان ونائب رئيس الجبهة الثورية في مقابلة مع راديو دبنقا حديث عمر البشير بأنه للاستهلاك السياسي ولا قيمة له ، وقال ان السلام حزمة لاتتتجزأ وهو ما حدا بالجبهة الثورية لطرح خارطة طريق للسلام الشامل والدائم في السودان . واكد ان البشير يتعامل بالعقلية التآمرية وذلك من خلال فصله بين جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور في محاولة يائسة منه لشق صف الجبهة الثورية ، لكن هيهات. واكد ان عملية مفاوضات الدوحة فشلت وشبع موتا والواقع يشهد على ذلك. ومن جانبه سخر الدكتور جبريل ابراهيم محمد رئيس حركة العدل والمساواه نائب رئيس الجبهة الثورية من خطاب البشير وحديثه حول السلام ، وقال جبريل (البشير دائما يقول كلاما اليوم ويغيره غدا ولا ندري ماذا يريد ) مشيرا الى ان البشير بالامس قال انه سيحسم ما اسماه بالتمرد ، والذي يريد السلام والحوار لا يعلن الحرب والحسم العسكري . واكد جبريل لراديو دبنقا ان الحلول الجزئية المطوحة من النظام ماعادت مجدية ، وقضية السودان غير قابلة للتجزئة . وشدد جبريل على طرح الجبهة الثورية الداعي للحل الشامل وتغيير النظام ورفض وثيقة الدوحة او مجرد الحديث عنها . وتابع جبريل (لو عندهم حلول خليهم يتماسكو اولا فيما بينهم بعد ان انشق حزبهم المؤتمر الوطني ودخلوا في معاناة داخلية ) ، واضاف ( خليهم اولا يكفوا انفسهم عن الاشقاقات الجارية داخل الحزب الحاكم ، وبعداك خليهم يجو يتكلموا عن شق الجبهة الثورية او اي صف من صفوف المعارضة ، وكما يقولون التسوى كريت تلقى في جلدها ) . ووصف خطاب البشير ودعواته للمعارضة بانها محاولة للتغطية على المعاناة الحقيقية التي يعيشونها اليوم في حزبهم الحاكم ومن جهته وصف عبدالواحد محمد احمد النور رئيس حركة تحرير السودان ونائب رئيس الجبهة الثورية ، وصف خطاب البشير ودعواته بانها مكرورة ومبتذلة واعادة لسيناريو قديم ومتجدد . ودعا عبدالواحد عمر البشير اذا كان جادا في السلام كما يقول فعليه اولا وقف الابادة والاغتصاب والقصف الجوي ونزع سلاح المليشيات ، هذا الى جانب وقف تقسيم مشاكل السودان الى مشاكل مجزأة دارفور ، النيل الازرق ، جبال النوبة ، كجبار وشرق السودان ، ومن ثم عليه تسليم نفسه والمطلوبين معه في النظام لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي ، والاخرين يسلموا انفسهم للمحاكم الداخلية ، وحينها كما يقول عبدالواحد يمكن ان نقول ان هؤلاء جادين فعلا في السلام . وشدد عبدالواحد على ان الحل الاول والاخير يكمن في ذهاب البشير وتغيير النظام بصورة جذرية وكاملة . وتابع عبدالواحد وهو يقول (الحل في التغيير وليس في وعود بانتخابات زائفة ومخجوجة ) ، واردف (لا امل ولاسلام ولا امن ولاوجود للدولة نفسها مادام البشير ومؤتمره الوطني في السلطة ). وقال الأستاذ كمال عمر الناطق الرسمي لقوى الاجماع انهم كانوا يتوقعون ان يستصحب الخطاب ازمة البلد بحجمها الكبير ، لان البلد تحترق وتعيش فى ازمة اقتصادية خانقة ، لكن الخطاب لا يتناسب مع الظروف الراهنة ، وتساءل كمال عمر حين وصف الرئيس البشير المتظاهرين السلميين فى خطابه بالمجرمين وسيقدمون للمحاكمة ، تساءل من يحاكم من ومن المجرم وتابع المجرم الحقيقى الان هو النظام الذى يقتل الشعب كل يوم . وقال ان المظاهرات لن تتوقف وهي حق طبيعى ، واوضح انه كان من المتوقع ان يقول كلاما مباشرا عن الازمة بكل عمقها ، لكن مجمل الخطاب كالمثل الذى يقول تمخض الجمل فولد فاراً لكن هذه المرة لم يلد شيئاً. وفي ذات السياق رفض تحالف قوى الاجماع الدعوة للانتخابات ، وقال كمال عمر ان حديث البشير عن الانتخابات ودعوة الاحزاب السياسية للاستعداد للانتخابات هو قتل للوقت ، وشدد انهم لايمكن ان يدخلوا الانتخابات ونتيجتها معلومة . واوضح انه من اليوم الذى اعلن فيه عمر البشير اجراء الانتخابات هناك جهات داخل المؤتمر الوطني تعد صناديق الاقتراع لتزوير الانتخابات . واكد ان حلقات التزوير قد اكتملت لان مفوضية الانتخابات تتبع للمؤتمر الوطني كما يسيطر على المال والخدمة المدنية ، وكل القوانين مفصلة للمؤتمر الوطني ، وقال لا يوجد حزب سياسى عاقل يدخل الانتخابات. وحول دعوة البشير لاعداد الدستور اعلن كمال رفض قوى المعارضة للدعوة ، واكد أن الدستور تصنعة ارادة وجماهير الشعب ونحن ندعو الى دستور انتقالى يحسم امر السلطة وطريقة الحكم ، واضاف قائلا ( لايوجد دستور يتم اعداده فى مناخ الكبت للحريات والحرب بل هى عملية واحدة مربوطة بحقوق دستورية ، لكن الواضح ان الرئيس يريد ان يعد الدستور بنفسه ) . وقال السفير نجيب الخير عبدالوهاب أمين العلاقات الخارجية بحزب الأمة ان دعوة عمر البشير للقوى السياسية للاستعداد للانتخابات المقبلة التي يشرف على تنظيمها المؤتمر الوطني حديث ممجوج وينم عن عزم الحزب التمترس في محطة الحكم بسلطة الامر الواقع. وأضاف في تصريح صحفي ل (حريات) اليوم ، بأن المؤتمر الوطني الذي لم يصل للسلطة عبر الانتخابات وغير مؤهل لاستخدام الانتخابات وسيلة لاثبات شرعيته . وقال ان رحلة المؤتمر الوطني عبر الدبابة من زعامة المعارضة إلى زعامة الحكومة لا تمنحه شرعية تنظيم انتخابات يمكن ان تضع البلاد على مسار التحول الديمقراطي وتفتح الافق لحل ازمات البلاد الراهنة. وتحدى نجيب الحزب المؤتمر الوطني ان كان موقنا بامتلاك الأغلبية أن يوافق على ترتيبات انتقالية تجرى خلالها انتخابات حرة و نزيهة تمنحه الحق في الحكم بشرعية التفويض الشعبي. وشدد بأن تعهد المؤتمر الوطني بالالتزام بدفع استحقاقات التحول الديمقراطي الواردة في اتفاقيات نداء الوطن والقاهرة ونيفاشا يلزمه باجراء الانتخابات المقبلة في ظل ترتيبات انتقالية معصومة من سلطان الحزب الحاكم واستغلال امكانات الدولة لضمان فوزه فيها. وقطع بان مايجري حاليا في دار المؤتمر الوطني هو نتيجة طبيعية للتكلس والعقم الفكري والرفض القاطع لثوابت السياسة القاضية بأن الكيان السياسي إن لم يتجدد فهو لا مناص إما أن يتعدد أو يتبدد.