دخل اعتصام الالالف مواطنى ابوحمد بساحة عزة يومه الثالث ، فى اصرار على المواصلة حتى تتم الاستجابة لمطالبهم. وفى تأكيد على التفاف ابناء المنطقة الواسع حول مطالبهم ، بما فى ذلك العديد من منسوبى المؤتمر الوطنى ، أعلنت الهيئة الشعبية لتطوير محلية أبوحمد بالخرطوم ، في بيان أصدرته مساء الثلاثاء، تضامنها مع المعتصمين، داعية لتلبية مطالبهم وقضاياهم التي وصفتها بالعادلة والمشروعة. وأشارت إلى ضرورة الالتزام بالتوزيع العادل لعائدات الذهب، وتوفير الخدمات والبنى التحتية، وترتيب أوضاع المعدّنين.وقال نائب رئيس المجلس التشريعي المحلي بأبوحمد عثمان إبراهيم، إن المطالب التي يتمسك بها المحتجون من مواطني المحلية، تعتبر قضايا مشروعة وعادلة. وكانت الأجهزة الأمنية والشرطة فتحت الذخيرة الحية على المتظاهرين السلميين يوم الأحد مما أدى إلى إصابة حوالى عشرة أشخاص ، بعضهم إصاباتهم بليغة . وواجه مواطنو أبو حمد الرصاص بصدور مفتوحة كالأسود الضارية في تظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف وجابت شوارع المدينة وسط زغاريد النساء اللائي شاركن بفاعلية جنباً إلى جنب شيب وشباب أبو حمد . وقال شهود عيان ل (حريات) ان المحتجين كانوا يحاولون تسليم مذكرة بمطالبهم بصورة سلمية رغم الغضب البالغ من جريمة الإعتداء على طالبة الثانوي (عزة) ، ولكن الشرطة والأجهزة الأمنية أطلقت قنابل الغاز ثم الذخيرة الحية على المتظاهرين دون أي أسباب سوى ذعرهم الشديد من حركة الجماهير المستقلة . وأضافت مصادر (حريات) من المدينة ان نائب الوالي ووفده القادم معه من رئاسة الولاية لإحتواء الأوضاع فاقم من إشتعال الموقف عندما رفض تسلم المذكرة ، بل وصدرت أوامر للشرطة والأمن بقمع المحتجين . ومن بين المصابين بالذخيرة الحية إثنان من الوفد الذي حاول تسليم المذكرة إلى نائب الوالي ووفده ، وهما الحسين بابكر ومصطفى دكين . ورغم إطلاق الغاز الكثيف والذخيرة الحية عمت التظاهرات كل أرجاء المدينة ، وحاصر المحتجون مبنى النيابة العامة لأكثر من ثلاث ساعات حتى أجبروا الأجهزة الأمنية على الإفراج عن عشرات المعتقلين الذين تم إحتجازهم في بداية التظاهرة . واول أمس الاثنين تواصلت الإحتجاجات وأعلن أهالي أبو حمد عن إعتصام في ساحة النادي الأهلي ( الذي أطلقوا عليها ساحة عزة – إسم الطالبة التي تم الإعتداء عليها وهى عزة محمد السيد محمد سعيد) إلى حين الإستجابة لمطالبهم بتقديم الجاني إلى العدالة – وهو أحد عناصر الأجهزة النظامية كما يقول مواطنو المدينة – وذلك سبب تباطؤ الأجهزة الأمنية في القبض عليه – إضافة إلى محاكمة من فتحوا النار على المواطنين العزل وإقالة معتمد المحلية وكافة أجهزته التنفيذية والأمنية ، كما يطالب المحتجون بنقل سوق جبرونا للعاملين بالتعدين من وسط المدينة إلى مكان آخر بعيد . وتقدر المصادر أعداد المعتصمين بساحة (عزة) بالآلاف ، وان أعداد مقدرة من أبناء القرى المجاورة ومن الدامر وعطبرة بدأوا في الزحف نحو أبو حمد لمناصرة أهاليهم ، لا سيما ان القضية أصبحت قضية شرف . وقال ناشط من المدينة ان أهالي أبو حمد في أعلى تصميم لمتابعة مطالبهم إلى ان تتحقق ، وان النائب عن الدائرة بالمجلس الوطني محمد سليمان البرجوب فشل في إقناعهم بفض الإعتصام . وأضاف الناشط ان عدداً غير قليل من عضوية المؤتمر الوطني بالمدينة أبدوا إعتراضهم على ما حدث من إطلاق النار على العزل ، وقال انهم يشعرون بحرج كبير في ظل الترابط الإجتماعي والأسري في المدينة ، وتوقع ان تنسلخ أعداد من عضوية المؤتمر الوطني عن الحزب . واضاف الناشط الذي فضل عدم ذكر إسمه بأن ما حدث يعد دليلاً على صحة التحذيرات التي أطلقها عديد من الخبراء من الآثار البيئية والإجتماعية للتعدين العشوائي ، اذ ان التدفق الكبير للمنقبين على المدينة شكل ضغطاً على البنى التحتية والخدمات الشحيحة أصلاً ، وقال انه لعدم إهتمام السلطات الحكومية بالآثار الإجتماعية والأمنية لتدفق آلاف المنقبين لم تضع التحوطات الشرطية والأمنية اللازمة وظلت الأوضاع الأمنية في تدهور شديد وظهرت أنماط من الجرائم لم تعهدها المدينة طوال تاريخها . وأكد الناشط ان إحتجاجات مواطني أبو حمد ستستمر حتى تتم الإستجابة لمطالبهم ، خصوصاً وان الإنفجار المباشر للأزمة إرتبط بشرف بناتهم الذي لا يساومون عليه .