[email protected] لسنا كلنا ملائكة ولسنا جميعا شياطين ، بل إن الفرد الواحد منا ليس ملاكاً ولا شيطاناً ، نحن بشر.. آدميون ننتمى لفصيلة الإنسان الذي يخطئ ويصيب ، كلنا بشر خطائين وخير الخطائين التوابون ، فلماذا تأخذنا جميعا العزة بالأثم ونتوهم ونصمم أن الباطل لا يأتينا من يميننا أو يسارنا أو أعلانا أو أسفلنا ونحن أضعف من الضعف وأهون من الهوان . الدنيا بقاراتها وبحارها وسماواتها وباطن قرارها ، ونحن جزء يسير وضئيل من كينونتها لا تساوى عند الله جناح بعوضة ، فلماذا تفرقنا ؟ وعلى ماذا نتصارع ؟ وبماذا سنفوز في نهاية السباق ؟. كلنا مدعوين ومطالبون بالهدوء والتقاط الأنفاس .. بوقفة مع النفس ونقد الذات حتى نتبين مواطئ اقدامنا وإلى أين ستقودنا خطواتنا التالية ، وأين الصواب والخطأ فيما فعلناه ونفعله. الإخوان المسلمون يجب أن يكونوا في مقدمة من يتوقفوا ويتبينوا وينقدوا انفسهم ويعيدوا تقييم تجربتهم بكامل تفاصيلها وملابساتها ، لماذا عليهم أن يكونوا البادئين ؟ لأنهم في محنة ولأنهم بشكل أو بآخر ادخلوا الوطن في أزمة ، ولأن على طبيعة مواقفهم ومسلكهم في قادم الأيام سيترتب جانب كبير من مآلات وصيرورة هذه الأزمة : ما بين اشتعال يحرق الوطن أو هدوء يضعنا على أول الطريق نحو الاستقرار، يجب أن نفرق بين قادة الإخوان الذين كانوا أصحاب " قرار " وقواعد الجماعة في المحافظات والمراكز والقرى الذين كانوا رهائن مبدأي الثقة المطلقة في القيادة والسمع والطاعة ، فلكل منا قريب أو صديق أو زميل أو جار ينتمي إلى الإخوان وهم في غالبيهم طيبون حسنى النية. أننا ندعوا الإخوان خاصة القواعد من باب الحرص عليهم والرغبة في لم الشمل إلى اعادة التفكير بتجرد والنقد الذاتي الذي يجب أن يشتمل الإجابة على الكثير من الأسئلة ومن أهمها : - هل السلطة وسيلة للنهوض بالوطن والأمة أم غاية في سبيلها يجوز التضحية بالمجتمع وتفريق وتمزيق الامة ؟ - هل الغاية تبرر الوسيلة.. بمعنى اباحة فعل أي شئ وكل شئ لنصرة " الجماعة " أم أن الوسيلة يجب أن تكون اخلاقية وقانونية ؟ - هل التنظيم أهم من الوطن والأمة أم أنه وجد لتحقيق الصالح العام لهما ؟ - هل التنظيم هو الإسلام .. بمعنى أن سقوطه مرادف لسقوط الإسلام أم أن الإسلام كائن وقائم وسيظل سواءً كان التنظيم أم لم يكن ؟ -هل مقبول أن يكون هناك تنظيم عابر للقانون وللدول وللقارات ؟ - هل مباح لتنظيم أن يجمع بين الدعوة والسياسة والتجارة والاقتصاد والرياضة والثقافة..الخ، وأن يمارس كل ذلك بشكل شبه سري خارج القانون ، وأن يخترق القضاء والجيش والمؤسسات الأمنية؟ هل يصح أن يقوم أي تنظيم على السمع والطاعة والثقة المطلقة في القيادة التي تقترب من " العصمة " دون حوار حقيقي وديمقراطية ونقد ذاتي ؟ *كاتب صحفي