أعلن حزب الأمة القومي أن السلطات الامنية اعتقلت الخميس 10 فبراير القيادية في الحزب مريم المهدي بينما كانت تستعد للمطالبة بالإفراج عن السودانيين الذين أوقفتهم الحكومة منذ عشرة أيام في أعقاب تظاهرات مناهضة للحكومة. ومريم المهدي هي ابنة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي الذي أطاح بحكومته الرئيس عمر البشير في انقلاب قاده في 1989، اعتقلت لدى توجهها مع مجموعة من الناشطات لمطالبة مدير جهاز الأمن والاستخبارات بالإفراج عن متظاهرين معتقلين منذ قرابة أسبوعين، كما أكدت حباب مبارك الفاضل ابنة القيادي الآخر في حزب الأمة مبارك الفاضل لوكالة الصحافة الفرنسية. وقالت “حالما ترجلنا من السيارة اعتقلوها” وأضافت “لقد صادروا أيضا بعنف اللافتات التي كانت معنا في السيارة والتي عليها صور الأشخاص الذين اعتقلوا في 30 يناير. وأوضحت أن عملية الاعتقال جرت في الوقت الذي كانت فيه مجموعة من حوالي 30 امرأة بينهن العديد من أمهات المعتقلين تغادر منزلها حيث تجمعن لتقديم عريضة إلى الفريق محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني. وقالت حباب مبارك ( كان هناك عدد كبير من شاحنات قوات النجدة والعمليات وضباط الأمن أمام المنزل) ، موضحة أن هذه القوات رافقتهم إلى مقر جهاز الأمن والاستخبارات حيث حاولت ثلاث نساء تقديم العريضة. وتابعت أن الشرطة اقتادت ثلاثا من قريباتها إلى خارج المدينة حيث تركن على الطريق في موقعين مختلفين. ويندرج الاعتقال في إطار تشديد النظام إجراءاته ضد المعارضة. واندلعت تظاهرات محدودة لكن صاخبة في الخرطوم ومدن شمالية أخرى في نهاية يناير بدعوة من طلاب عبر الانترنت للمطالبة بتغيير في النظام ومزيد من الحريات والحد من ارتفاع الأسعار. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين الذين أوقف أكثر من مئة منهم. وقد توفي طالب سوداني متأثرا بجروح أصيب بها نتيجة تعرضه للضرب على يد الشرطة خلال التظاهرات كما أعلن محتجون يومها، في حين نفت سلطات الخرطوم ذلك.