LET FREEDOM REIGN * …….هذه الجملة القصيرة قالها المناضل الأفريقى ( نلسون مانديلا) ثم صارت شعارا شهيرا للشعوب الساعية للحرية، إختارها أستاذنا الجليل البروفيسور عبدالملك محمد عبدالرحمن أستاذ الفيزياء المعروف ومدير جامعة الخرطوم السابق عنوانا للكلمة القصيرة التى كتبها وأتشرف بنشرها اليوم. * في شمال وادي النيل أسقط الشعب النظام الذي جثم على صدره قبل أن يولد معظم الذين أسقطوه، ولأن مصر الحبيبة بتاريخها الضارب في أعماق الماضي وهي قائدة الأمم العربية والأفريقية في جميع مجالات الحياة فإن ماحدث فيها لن يكون عابرا بل سيتمدد آثره الى كل بلد عربي وأفريقي. * لقد أعطانا شعب مصر عدة دروس في “حصة” واحدة، يحسن بشعوب وحكام المنطقة أن يعوها تماما: * إن الشعب أقوى وأمضى وأبقى من حكامه وإن طال زمن قهره، وهو يعرف قيمة الحرية حتى لو لم يكن قد عرف الحرية ذاتها طيلة عمره في بلده. * قد تظن الشعب مستكينا سلم أمره لك وبوسعك جره من أنفه إلى حيث شئت، ولكنك تخطئ كما أخطأ كثيرون من قبلك كانوا يظنون شعب مصر كذلك وأنت وهم تعرفون الآن أنه ليس كذلك. هناك شعوب عتبة Threshold إنفجارها عالية. الصبر والحلم من صفاتها. وعندما تنفجر فلانفجارها دوي يوقف التاريخ على رجليه ليسجل. قديما قيل اتق غضبة الحليم. *إن جيل اليوم من شباب ثورة الاتصالات هو جيل التغيير والقيادة…”أبطال” وقادة الأمس مكانهم مجالس الشيوخ والشورى، يزجون النصح إن طلب منهم. * ثورات التغيير الحقيقي ليست هي التي تؤسس على أسنة الرماح أويتوهج ألقها بإراقة ” كل الدماء”، هي ثورة كتلك التي قادها المهاتما غاندي،حافيا عاريا في مواجهة امبراطورية لا تغرب عنها الشمس فالتف حولها كل الناس بما في ذلك الشعب البريطاني العظيم المحب للسلام. * في ثورة المهاتما كان المحتجون يضربون دون هوادة فتسيل الدماء من كل أجزاء أجسامهم فيتكئ بعضهم على بعض وينهضون ويتقدمون، قال ضابط بريطاني قائد فرقة عسكرية كانت مكلفة بقمعهم: But what can you do to stop these people? ( “لكن ماذا يمكن أن تفعل لتوقف هؤلاء الناس؟). * في مصر ظن من هم خارج إطار التاريخ من المنتفعين من النظام أنه يمكن تخويف الثوارالمسالمين إن هجم عليهم خيالة وجمالة على ظهور حمير وخيول وجمال في ما اصبح يعرف بموقعة الجمل، لكن بعض الدواب الذكية رمت “الركاب” وسط المحتجين فسلموهم لرجال الجيش. * الحاكم الذي يظن أنه يمكن أن ينجو في اللحظة الأخيرة باتخاذ قرار كان عليه اتخاذه قبل وقت طويل مخطئ، فلكل قرار زمنه وعندما يأتي متأخرا لن يفيد. * نظام حكم قوامه الفساد وتزوير إرادة الشعب زائل طال الزمن أو قصر، وأعجب من فساد يستشري في دول عرفت شعوبها عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز ..!! * فوقوا قبل فوات الأوان .. Wake up..!!