الخميس 17 فبراير 2011م تصفحت ما أوردته (صحيفة حريات) على لسان إحدى المعتقلات (سعاد عبدالله جمعة) (عضوة حزب الأمة)، وهي تروي قصة تم اعتقالها يوم الخميس 10 فبراير من داخل حافلة المواصلات العامة. فبعد ان إلتقطت بعض الصور التى اخذتها بصعوبة من بعيد لتجمع أسر المعتقلين أمام مبانى رئاسة جهاز الأمن بالخرطوم. و قالت المعتقلة”…ورفضت أن أذهب معهم لأى مكان غير قسم الشرطة ظناً منها أنها ستكون بمأمن أكثر داخل قسم الشرطة”. وقلت في نفسي، أن ذلك ينبئ بوعيها بحقوقها، ولكن خاب ظني تماماً مثلها، ودهُشت حين ذكرت المعتقلة “……الا ان ظنها خاب بمجرد دخولها القسم الشمالى اذ توالى عليها عدد من عناصر الأمن وهم يسمعوها التهديدات والبذاءات وظلوا يخوفونها لإخراج ذاكرة الموبايل ولكنها تمسكت بموقفها بأنها لاتحمل ذاكرة الموبايل وانها لم تقم بتصوير شىء..عندها أمر احدهم بأخذها لمكتب آخر حيث تقدم نحوها حوالى أربعة من عناصر الأمن على مرأى من ضباط وعساكر الشرطة…….”. وقالت المعتقلة “...عندما رفضت ان اقوم بفتح موبايلي والذى لديه رمز سرى اغتاظ أحدهم وقام بضربي بشدة وجري على الأرض لمكتب آخر وكنت ابكى من الألم، وألقى بي على الأرض وتبعه الآخرون الذين إزداد عددهم وتحلقوا حولي وانا احاول ستر جسدي اذ ان (اسكيرتي) كان قد ارتفع فى اثناء جري واستمروا يضربونني بقسوة، وعندما ظلت صامدة أخذها احدهم ودفعها لطرف الغرفة حيث كان هناك مقعدين ملتصقين بحركة يبدو واضحاً منها التحرش، فخافت ووقفت خلف الكرسيين ولم تجلس حيث دفعها هو ورغم ضيق الزاوية التى وقفت بها الا انه جاء ووقف قربي وبدأ فى الإقتراب مني رويداً رويداً الى ان وجدت نفسي التصق بزاوية الغرفة وانا ابكى خوفاً من نظرته الشهوانية وإشاراته البذيئة وكلامه مثل : عاملة فيها بت ناس لوكنت بت ناس ماكان خشيتى القسم انتى (شكش) ساكت. وغيرها من المفردات النابية جداً. وفى لحظة محددة صار محشوراً معي بزاوية الغرفة وأنفاسه تلفح وجهي، ويده تلتصق بجسدي، وقال لعناصر الأمن الآخرين معه أتركونى معها ثلات دقائق فقط وستعترف بمكان الذاكرة وتخرجها وحدها وهو ينظر لي بطريقة مُقرفة. عندها شعرت بخوف كبير ورعب من ان يغتصبها فاعطته الذاكرة التى كانت تخفيها فى طرف طرحتها وبمجرد ان استلمها قام بصفعي بوجهي بقوة حتى سقطت.. وتركوني هناك أكثر من ستة ساعات بدون اى تحقيق ودون ماء او طعام……“. اشتدت حيرتي ودهشتي، خين علمت أن ضباط جهاز الأمن قد دخلوا بالمعتقلة إلى مركز الشرطة، ولم ينتظروا إذناً أو أستئذاناً، بل تصرفوا على أساس أنهم ضباط شرطة، ليس هذا فحسب، بل انقاد لهم ضباط الشرطة، وكأن جهاز الأمن هو المسيطر على جهاز الشرطة وليس العكس!!!!!!!، وذهبوا أكثر من ذلك، بأن سمحوا لهم بحبسها، وتخويفها وضربها وترويعها ومحاولة اغتصابها!!!!!. وأحسست بالغضب والكراهية والحقد على ضياع قيم الشهامة والمروءة والكبرياء!!!!!!!، وأشتد غضبي أن يحدث ما حدث أمام سمع وبصر رجال الشرطة!!!!!!!. وتساءلت في نفسي، من الذي يعطي جهاز الأمن الحق في التصرف كيفما يشاء وقتما يشاء ومع أي مؤسسة شاء؟؟؟؟؟ ولماذا يتدخل ضباط جهاز الأمن في عمل الشرطة؟؟؟؟؟؟؟ ولماذا ينقاد ضباط الشرطة لضباط جهاز الأمن؟؟؟؟؟؟؟ هل جهاز الأمن هو الأعلى سلطة ويجب على الشرطة الانصياع لهم؟؟؟؟؟؟؟ هل يحكم جهاز الأمن فعلاً، ضباط الشرطة؟؟؟؟؟ أليس هنالك فصل وتوزيع للاختصاصات باعتبار أن الشرطة مؤسسة موازية لجهاز الأمن؟؟؟؟؟ هل تغيرت وتبدلت مهمة الشرطة وأصبحت الانقايد لجهاز الأمن الذي يروع المواطنين الذين يفترض أن تحميهم الشرطة؟؟؟؟؟ هل تحولت مهمة الشرطة الأساسية وأصبحت الشرطة في خدمة جهاز الأمن، بدلاً عن الشرطة في خدمة المجتمع؟؟؟؟؟؟ وهل أصبحت الشرطة أداة قمع وإرهاب للمجتمع؟؟؟؟. وذهبت بتفكيري إلى أنه قد انعدمت الثقة في المؤسسات الأمنية وعلى رأسها الشرطة، وأن ذلك شكل حاجزاً نفسياً كبيراً الأمر الذي عمق الإحساس بانعدام الأمن وأفقدنا الثقة في الشرطة!!!!!!!، وبالتالي فإن شعوراً من الكراهية تولد نتيجة ذلك، وهذا ما حدث فعلاً!!!!!!!!!، وأرتبطت صورة رجل الشرطة لديّ بالاستبداد وقمع الحريات!!!!!!!، وأصبحت لا أميز بين رجل الأمن الذي يرهبنا ورجل الشرطة الذي يروعنا!!!!!!!!!. وتحيرت في الظلم الذي يعترضنا كل يوم ولا نملك أن نفعل شيئاً أزاءه!!!!!!!، ولم أجد ما أقوله سوى أن أسأل الله، اللهم إلي من تكلنا إلي عدو يتجهمنا أم إلي قريب ملكته أمرنا، اللهم، إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي، إن عافيتك أوسع لنا، اللهم أرفع عنا غضبك، وسخطك، وعقابك، يا أرحم الراحمين!!!!!!!.