تتواصل شهادات المعتقلات المُفرج عنهن، حيث تروي بطلة أخرى، سعاد عبدالله جمعة (عضوة حزب الأمة)، قصة تعذيبها. تقول سعاد إبراهيم ل (حريات) بأنه تم اعتقالها يوم الخميس 10 فبراير من داخل حافلة المواصلات العامة..فبعد ان إلتقطت بعض الصور التى اخذتها بصعوبة من بعيد لتجمع أسر المعتقلين أمام مبانى رئاسة جهاز الأمن بالخرطوم شعرت بأن الوضع لم يعد متاحاً للتصوير لأن عناصر الأمن بدأوا فى اعتقال الموجودات وأخذوا ينتزعون الصور التى تخص ذويهم المعتقلين. فقررت ان تذهب لمنزلها هى وصديقتاها.. وعندما شرعت بركوب الحافلة شعرت بشخص خلفها يحاول مسك طرف طرحتها لكنها تجاهلته وصعدت للحافلة. وعندما وصلت الحافلة لبحرى، وبالقرب من منطقة ممنوع فيها الوقوف توقفت الحافلة بأمر من بعض عناصر الأمن الذين اعترضوا مسار الحافلة بعربتهم ودراجة نارية. وصعد أحدهم للحافلة وطلب منها ان تنزل معه الا انها تمسكت بمقعدها وقالت له انها لن تنزل معه ان لم يثبت لها انه رجل أمن لانه يرتدى ملابس مدنية، ولكنه رفض ان يريها بطاقته وبدأ فى الصراخ عليها، وصعد رجل شرطة آخر الحافلة وأمرها بالنزول، فنزلت معهم هى وصديقتيها ورفضت ان تذهب معهم لأى مكان غير قسم الشرطة ظناً منها انها ستكون بمأمن أكثر داخل قسم الشرطة ! الا ان ظنها خاب بمجرد دخولها القسم الشمالى اذ توالى عليها عدد من عناصر الأمن وهم يسمعوها التهديدات والبذاءات وظلوا يخوفونها لإخراج ذاكرة الموبايل ولكنها تمسكت بموقفها بأنها لاتحمل ذاكرة الموبايل وانها لم تقم بتصوير شىء..عندها أمر احدهم بأخذها لمكتب آخر حيث تقدم نحوها حوالى أربعة من عناصر الأمن على مرأى من ضباط وعساكر الشرطة، وبدأ هؤلاء فى ضربها بالتناوب حيث يقوم أحدهم بسؤالها عن الذاكرة وهو يضربها على خدها (كف) ويقوم الآخر بلكمها على كتفها.. وأضافت سعاد : (...عندما رفضت ان اقوم بفتح موبايلي والذى لديه رمز سرى اغتاظ أحدهم وقام بضربي بشدة وجري على الأرض لمكتب آخر وكنت ابكى من الألم، وألقى بي على الأرض وتبعه الآخرون الذين إزداد عددهم وتحلقوا حولي وانا احاول ستر جسدي اذ ان (اسكيرتي) كان قد ارتفع فى اثناء جري واستمروا يضربونني بقسوة...). وعندما ظلت صامدة أخذها احدهم ودفعها لطرف الغرفة حيث كان هناك مقعدين ملتصقين بحركة يبدو واضحاً منها التحرش، فخافت ووقفت خلف الكرسيين ولم تجلس حيث دفعها هو ورغم ضيق الزاوية التى وقفت بها الا انه (جاء ووقف قربي وبدأ فى الإقتراب مني رويداً رويداً الى ان وجدت نفسي التصق بزاوية الغرفة وانا ابكى خوفاً من نظرته الشهوانية وإشاراته البذيئة وكلامه مثل : عاملة فيها بت ناس لوكنت بت ناس ماكان خشيتى القسم انتى (شكش) ساكت. وغيرها من المفردات النابية جداً..وفى لحظة محددة صار محشوراً معي بزاوية الغرفة وأنفاسه تلفح وجهي، ويده تلتصق بجسدي، وقال لعناصر الأمن الآخرين معه أتركونى معها ثلات دقائق فقط وستعترف بمكان الذاكرة وتخرجها وحدها وهو ينظر لي بطريقة مُقرفة). عندها قالت انها شعرت بخوف كبير ورعب من ان يغتصبها فاعطته الذاكرة التى كانت تخفيها فى طرف طرحتها وبمجرد ان استلمها (قام بصفعي بوجهي بقوة حتى سقطت.. وتركوني هناك أكثر من ستة ساعات بدون اى تحقيق ودون ماء او طعام) وظلت من الواحدة وحتى الثامنة دون اى ماء ولا طعام داخل قسم الشرطة. فقط كان يدخل اليها بعضهم شاتمين بصفات كلها تطعن فى شرفها وانها (صعلوكة) و (لافة) وخلافه من المفردات النابية، وعند الثامنة مساء جاء احدهم وقال لها انها لن تخرج الا بعد ان تُوقِّع على إقرار بأنها لن تخرج لأى مظاهرة ولن تقوم بتصوير اى شىء، وبعد ان وقعت أطلقوا سراحها.