اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" طرفي النزاع في جنوب السودان بارتكاب انتهاكات وجرائم حرب، في حين تحدث قائد قوات الأممالمتحدة الذي خدم في سوريا والعراق وأفغانستان عن فظائع ارتكبتها قوات الطرفين لم يسلم منها المدنيون. وقد تصل الانتهاكات الخطيرة إلى حد وصفها بجرائم حرب ارتكبت في القتال الدائر بجنوب السودان بين القوات الحكومية وقوات المتمردين بزعامة رياك مشار نائب الرئيس السابق. ووصف الكولونويل جان هوف، قائد قوات الأممالمتحدة في جنوب السودان الوضع قائلاً: "ما يحدث أمر مروع"، وهوف الذي خدم في أفغانستان والعراق وسوريا، قال إن الإنسانية والرحمة غابتا هنا، والانتقام العرقي البغيض يسود الآن في ملكال. وأكد شهادات هوف تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش نشر أمس الخميس. كما ذكرت منظمة أطباء بلا حدود من جهتها مشاهد الرعب في مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل التي شهدت مواجهات عنيفة بين الطرفين، حيث أشارت إلى أن المدينة مهجورة، وأن العديد من البيوت فيها أحرقت، كما أن هنالك أعداداً لا تحصى من جثث الموتى متناثرة في الشوارع. وأضاف مسؤول بالمنظمة أن فريق أطباء بلا حدود عثروا على مرضى أعدموا في أسرتهم بمستشفى ملكال. ووجهت الاتهامات لطرفي النزاع، حيث أشارت هيومن رايتس ووتش إلى قيام قوات من الطرفين بأعمال سلب ونهب واسعة النطاق، وتدمير ممتلكات المدنيين في ملكال وأيضا في بنتيو بولاية الوحدة، حيث جرى استهداف المدنيين ونفذت أعمال إعدام خارج إطار القانون على أساس عرقي غالبا بين الدينكا أتباع الحكومة والنوير أتباع المتمردين. وذكر مسؤولون أن حوالي 150 شخصا قتلوا، الخميس، في ولاية أعالي النيل عندما فتح المتمردون النار على قارب يحمل فارين من القتال أثناء عبوره النيل.