"بناء الدولة وفق الأسس العلمية".. كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    الجيش السوداني: كادوقلي تصد هجوم متمردي الحركة الشعبية    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العنف ضد النفس
نشر في حريات يوم 01 - 03 - 2014


سارة طالب السهيل
[email protected]
العنف ضد النفس هو ذاك السلوك الذي يمارسه الإنسان ضد نفسه وقد يصل هذا الفعل المؤلم لسفك الدماء وازهاق الروح ، العنف ضد النفس عمل صعب يرفضه الضمير والوجدان ، لأنه يعني معاقبة الإنسان لنفسه وقد تتسبب فى إنهاء حياته ، ربما يكون ذلك الشخص مسئولا أو معيلا لأسرة أو أبناء تحتاج له ولرعايته ، و قبل هذا الانسان بحد ذاته و لذاته عظيم ومهم و له الأحقيه بالعيش الكريم و الطيب بعيدا عن اي اذى او مخاطر سواء سببها احد له او سببها هو لنفسه العنف ضد النفس كفعل مجرد مهما كانت الأسباب مرفوض ، و قد يكون عملا منظما وقد يكون طارئا وعارضا أو بين الحالتين . والعنف ضد النفس يعتبر أشد أنواع العنف التى يمكن أن يواجهه أي إنسان علي ظهر الكرة الأرضية لنفسه ويمتد للحق فى الحياة ، والعنف ضد النفس الذى يرتكبه شخص ضد نفسه سواء عن وعى وإدراك أو عن رعونة واهمال يجب ان يكون الانسان بمأمن منه .
النفس البشرية كرمها وعظمها رب العزة أيا كان لون أو جنس أو دين صاحبها ، إلا أنه من المثير للدهشة والإستغراب أن ذلك النوع من العنف يعتبر أكثر أنواع العنف انتشارا وشيوعا في كل مكان يمكن أن نذهب إليه ، وأيضا أكثر الأنواع التي يمكن أن يرتكبها الإنسان ببساطة وسهولة غريبة ودون أن يتوقف فاعله ليسأل نفسه ماهى مبررات ذلك؟ وماهى المكاسب التي يمكن أن يجنيها من ورائه ؟ يحدث ذلك رغم أن كافة القواعد الإنسانية على اطلاقها تمنع الاعتداء علي النفس ، ورغم أن جميع الأديان السماوية تكرم النفس والإنسان وتحرم الإعتداء عليه فديننا الحنيف يدعوا لذلك يقول الله تعالي في كتابه العزيز : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) سورة الإسراء الآية 70 ، فالذي كرمه الله ، كيف لعبد ضعيف فقير أن يعتدي عليه ، والتكريم الوارد فى كتاب الله العزيزالحكيم تكريم عام شامل ، ويغطي البشر جميعا ، يرعي نفوسا بشرية مُكرَّمة ؛ لا يجوز إهانتها أو ظلمها ، أو التعدي على حقوقها ، أو التقليل من شأنها . كما جاء التحريم بشكل حاسم لايقبل الجدال والنقاش فى قول الله تبارك وتعالي {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ} [الأنعام: 151] والأمر هنا أيضا عام ، شامل جامع للبشرية ، مؤكدا العدل مطلق .
كذلك في التوراة نصوص تدعو للقتل الصريح لمن يرتكب العنف ضد النفس كنوع من الردع والحماية للنفس النص التوراتي -عدد35: 19 – 21 ورد به "وَلِيُّ الدَّمِ يَقْتُلُ القَاتِل. حِينَ يُصَادِفُهُ يَقْتُلُهُ. 20وَإِنْ دَفَعَهُ بِبُغْضَةٍ أَوْ أَلقَى عَليْهِ شَيْئاً بِتَعَمُّدٍ فَمَاتَ 21أَوْ ضَرَبَهُ بِيَدِهِ بِعَدَاوَةٍ فَمَاتَ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الضَّارِبُ لأَنَّهُ قَاتِلٌ. وَلِيُّ الدَّمِ يَقْتُلُ القَاتِل حِينَ يُصَادِفُهُ" .
كما فى الإنجيل نصوص تجرم وتحرم القتل : – فى انجيل متى 5 : 21 : 26 وتعاليم المسيح فى الموعظة على الجبل التى هي دستور المسيحية : -21 قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل.ومن قتل يكون مستوجب الحكم. 22 واما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم.ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع.ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم. فالمسيح اتى بشريعة وعهد المحبة وحرم القتل مطلقا فى كلامه الذى سردته هذه هى المسيحية بنصوصها تنهى عن القتل لان كل قاتل نفيس ليس له حياة ابدية ثابتة اى لايرث ملكوت الله وهو الذى قال من يبغض اخاه فهو قاتل نفس فالمسيحية نادت بابسط التعاليم واثقلها على الخاطى فهى التى ادانت القتل وتجرأت ونادت بان من ينظر الى اخيه باطلا يستوجب المجمع ، فهى لدليل كبير على ان المسيحية حرمت نهائياً قتل النفس لا بحق ولابدون حق .
الأديان جميعها إذن تأبى الظلم في كل صوره ، وتنهي عنه ، وهو أمر واضح في كل الكتب السماوية، ولا خلاف عليه. والعنف ضد النفس دائما يرتكبه الشخص ضد نفسه وهو نوعان من ناحية نتيجة العنف وآثاره :-
- قد يوجه الشخص العنف ضد نفسه بهدف انهاء حياته وهى اقٌسى انواع العنف (الإنتحار) والذى حرم بنص القرآن عندما بين الكتاب ان مكان المنتحر هو نار جهنم لأنه بإنتحاره معناه يأس من رحمة الله وكفر .
- قد يوجه الشخص العنف ضد النفس بتعذيب نفسه وتعنيفها بشكل مستمر وقد يصل به لإحساسه بالمتعه وهو يعذب نفسه ويعاقبها . بامتناعه عن الطعام ، اوحبس نفسه فى البيت ، أو حساب نفسه كل ليلة وتأنيب نفسه بصورة مستمرة ، أو يعاقب نفسه بالإعتراف على نفسه بجريمة لم يرتكبها كنوع من عقاب الذات .
جلد الذات من أخطر أنواع العنف ضد النفس حيث يقوم الجاني بجلد ذاته عن طريق أي فعل أو سلوك يؤذي نفسه به و يتمثل ذلك بأوجه كثيرة منها مثلا عدم المحافظه على النظافه الشخصيه أو الأكل بشراهه بما يضر الصحه أو يؤثر على المنظر العام عن عمد أو عدم ايجاد المبررات لنفسك لأخطاء قد يقع بها أي شخص فالجميع غير معصوم عن الخطأ فنحن ليسوا أنبياء ولهذا يعتبر عدم مسامحة النفس نوع من انواع التعذيب و الايذاء للنفس فيجب أن لا نحمل أنفسنا ما لا طاقة لنا به و فوق مقدرتنا على التحمل و الاستيعاب ليس فقط جسديا مثل الانشغال بالاعمال المنزليه الشاقه او الاعمال الخارجيه المجهدة بل أيضا نفسيا ومعنويا.
والعنف ضد النفس كذلك نوعان من ناحية وعى وإدراك مرتكبه :-
- عنف الشخص ضد نفسه عن وعى وإدراك لفعله وإرادة ذلك بأن يعاقب الشخص نفسه عن جريمة لم يرتكبها كنوع من العقاب لنفسه وهو مدرك لذلك تمام الإدراك ، أو يلقى بنفسه من سطح أحد المنازل مع إرادة ذلك ومعرفته بخطورة فعله ونتيجته .
- عنف الشخص ضد نفسه قد يكون عن رعونة وإهمال : وهنا لايكون للفاعل القدرة أو الإدراك لخطورة فعله ولكن إرادته تتجه إلى ذلك عن رغبه جارفة نتيجة حالة مرضية اونفسيه تصيب الشخص لفترة من الزمن قد تطول او تقصر مثل إنتحار شخص مصاب بحالة إكتئاب. أو حالة نفسية ناتجة عن ضيق للفقرمثلا أو فقد عزيز .
و ايضا تناول العقاقير و الادويه الطبيه بلا مبرر أو بصورة خاطئه يعتبر نوع من العنف ضد النفس حيث يؤذي الشخص صحته و جسده أما تناول المنبهات او المسكرات أو المواد المخدرة فهي رد فعل لخلل نفسي أو مشكله حقيقيه يعاني منها المتعاطي و لا يستطيع حلها إلا بالهروب منها و بهذه الحاله يتلف جسده و يذهب عقله و يغيب نفسه فيكون كالحاضر الغائب ومن هنا يصب كل هذا في أذيته و عكس مصلحته صحياً و اجتماعيا و اخلاقيا و دينيا و على صعيد عمله و مستقبله و اهدافه في الحياه كما انه يفقد احترامه لنفسه و يفقد احترام الاخرين اليه وكل هذا نوع من أذية النفس و التعدي على احترامها و كيانها
كما أن المبالغه باللهو أو الانغماس بالرذائل و الموبقات و كل ما يرفضه الخلق السليم يعتبر نوع من عقاب النفس و الإزدراء بها و تنكيسها من كائن محترم الى كائن عديم الاحترام
أنواع العنف ضد النفس تختلف حسب النتيجة إلى :-
- عنف الشخص ضد نفسه قد يودى بحياته مثل الإنتحار
- وعنف الشخص ضد نفسه قد يؤدى لإصابته جسديا سواء بمرض عضوى أو إصابة جسدية أو عجز أو عاهة مستديمة .
- وعنف الشخص ضد نفسه قد لاتكون له آثار جسدية ولكن آثاره نفسيه قد تصيبه بمرض نفسى كالإكتئاب أو مرض عقلى ، أو معاقبة نفسه بالحبس وعدم الخروج والتعامل مع الاخرين .
وأسباب العنف ضد النفس متعددة وكثيرة منها :-
- قد يكون ناتج عن فعل الاخرين نتيجة نجاحهم فيولد لدى مرتكبه حالة من الغيرة والحقد فتأثرعلى حالته النفسيه ويعاقب نفسه لتفوق الآخرين عليه .
- وقد يكون سببه سيطرة الآخرين على الشخص ومعاملتهم له بقسوة وعدم إنسانية تجعل هذا الشخص يمارس العنف ضد نفسه مثل التخلص من حياته أو إيذاء نفسه .
- وقد يكون سببه حاالة مرضية عارضة تصيب الشخص من كثرة التفكير أو الحاجة مثل حاجته للمال أو الحنان أو البطالة فيصاب بالإكتئاب .
- وقد يكون سببها الفقر أوالحالة السياسية فى البلاد والتى قد تجعل الشخص يرتكب العنف ضد نفسه بتعريض حياته للخطر مثلما يحدث من بعض الأشخاص بتفجير نفسهم فى أعمال إرهابية عن قناعة بافكار قد تكون خاطئة مثلا .
ومن هذا يتضح أن العنف لا يتوقف عند حدود ممارسات يوجهها شخص إلي أخر، لكن هناك من أشخاص يوجهون اعتداءاتهم ضد أنفسهم ، ومنهم من يقبلون علي الانتحار، بسبب عدم قدرتهم علي حل المشكلات التى تواجههم ، تضطرهم في لحظات من الضعف إلي التخلص من حياتهم ، وهناك من يقومون بتعذيب ومعاقبة أنفسهم وجلد ذواتهم كنوع من المحاسبة علي ما ارتكبوه من أخطاء. ويمكن النظر إلي هذا النوع من العنف ضد النفس بوصفه درجة من درجات الماسوشية، وهنا يأخذ تعذيب النفس أشكالا وصورا عديدة ، كما أن مراحله متنوعة وهناك مراحل متقدمة ومراحل متطورة قد تصل إلي حدود مرضية يجب التنبه لها. ويقول علماء النفس أن كل الناس لديهم هذه الصفة ، فكل انسان يحمل في نفسه جزءا ولو ضئيلاً من الماسوشية دون أن يشعر. وتبرز المشكلة الحقيقية هنا عندما يستمرأ الشخص الالم والتعذيب الذي يقع علي نفسه وحين يسعي بحثا عن طرق وأساليب تحقيق ذلك .
واكثر الأفراد عرضه للإصابة بهذا النوع من تعذيب النفس وارتكاب أنواع من العنف ضد ذواتهم هم المراهقون، والفتيات بخاصة، ويولد الشعور بالظلم والاضطهاد في هذه الحالة الخيالية لديها نوعا من الارتياح النفسي . هنا لابد من اليقظة التامة حتي لا يتطور العنف ضد النفس، ويتخذ أشكالا خطيرة كأن يأذي المريض نفسه أو يحدث بنفسه أضرارا بليغة ، فيلجأ مثلا إلي إحداث جروح في جسمه، هنا يحتاج الامر إلى نوع من التدخل الطبي النفسي فورا فضلا عن الرعاية الفائقة.
فى النهاية العنف ضد النفس لايتوقف عند مرحلة عمرية معينة ولكن يمكن أن يحدث فى عمرالشباب والذى قد يكون نتيجة فشل علاقة عاطفية او فشل دراسى فيمارس الشخص العنف ضد النفس وهو يكون فى الجنسين .
ويمكن أن يكون فى عمر متأخر نتيجة كثرة مشاكل الحياة وعدم القدرة على حلها أو مواجهتها أو الفقر وضيق ذات اليد . أو فقد عزيز أو نتيجة مرض مزمن مثل مرض السرطان فيلجأ الإنسان للتخلص من حياته للتخلص من مرضه المزمن ومن آلآمه الصعبة ورحمة بالمحيطين به من أسرته .
وعلينا لمواجهة العنف ضد النفس أن نعرف السبب أولا لنبدأ بعلاجه حتى نستطيع معالجة مرتكبه وتصحيح أفكاره ومعتقداته ، ومشاركته فى حل مشاكله وأسباب العنف لديه .
ومن حالات العنف ضد النفس أن يهمل الانسان قيمته الحقيقيه و السبب الاساسي لوجوده في الحياه كأن يكون عامل مؤثر في بيئته و مجتمعه و ان يكون له تأثيرا ايجابيا في محيطه كخدمة نفسه اولا و عائلته ثانيا وووطنه
إهمال الشخص لبناء نفسه وكيانه نوع من عدم احترام الذات و عدم الثقه بها كأن يترك نفسه بلا هدف و بلا خطة يرسمها لنفسه للمضي قدما في مسيرة حياته على صعيد عمله و هواياته و تعليم نفسه و تثقيفها و مجارات التطورات التي تحدث من حوله و التعرف على كل جديد و الوعي لما يجري من حوله كما مساعدة نفسه ببناء نفسه عملياً و ماديا و نفسيا فالطبيعي ان يمر الانسان بمراحل من التطور و الى الامام الا انه لا بد من الاخفاقات من حين لآخر او بعض التراجع كرجوع السهم للخلف لينطلق و يصيب الهدف او بعض التوقف كإستراحة المحارب و يجب الا نحاسب انفسنا و نوبخها على المرور بهذه المراحل فهي طبيعيه لمسيرة كل ناجح الا انه لا يكون المبالاة هي العنوان اذا طالت مدة الاستراحه فيجب العمل على استعادة القوى و استجماع النفس للإستمرار دون يأس ومن يفعل عكس هذا يكون بمثابة من أوقف نجاحه بيده او قضى على مستقبله و حدَّ من كفائته و ما يمكن ان يقدمه بحياته وكل هذا يصب في تعذيب الذات و إيذائها
في الحياة الزوجيه و العاطفيه اوجه كثيره لجلد الذات مثل مرض الشك و تعذيب النفس في القاء التهم على الطرف الآخر بلا مبرر مما يسبب جلد لذاتك التي صدقت ادعاءاتك ضد الشريك و اصبحت حزينه و مكسورة الخاطر بسبب الشكوك و الاوهام
كما ان هناك اوجه عاطفيه لجلد الذات كالارتباط عاطفيا بشخص مجهول او شخص مرتبط او مستحيل الوصول اليه ومثال على ذلك فيلم الوسادة الخاليه حيث معاناة عبدالحليم تنطبق على جلد الذات و تعذيبها و حبسها في اطار شخص او ذكرى و عدم انطلاقها في الحياه لتجد بديلا متاحا و مباحا كما ان الاستمرار في زواج فاشل مع وجود فرص لتغير نمط الحياه للأفضل يعتبر ضرب من ضروب أذية النفس كمن تقبل على نفسها الذل او الاهانه و التنكيل و الضرب. تبقى في مكانها فهي تؤذي نفسها مرتين مرة من يدها و مرة من اليد الأخرى
أشكاله و أمثلته عديده ومن رأيي علاجه يحتاج لعلاج كل حاله على حدى فلا يوجد حل جماعي إلا بتعليم الاطفال و النشأ اهميتهم و زرع الثقه بأنفسهم و أن يحب الشخص نفسه فدائما كنت أردد أنا احب نفسي و من يحب نفسه سيحب الاخرين و سيكون متصالحا مع ذاته و من منطلق فاقد الشيء لا يعطيه فمن لا يحب نفسه ليس سهلا ان يحب الاخرين و محبة النفس لا تعني الأنانيه فالأنانيه موضوع آخر تماما
من يحب نفسه لن يعذبها و هذا هو الدرس الأول لمرضى تعذيب الذات
و ثانيا من عرف الحق و الباطل و فهم الحلال من الحرام سيدرك ان نفسه ملكه و لكن قبلها هي ملك خالقها و من هنا نحن ليسوا احرارا بالتعامل مع انفسنا فحريتنا محدوده بهذا الامر لان ملكيتنا لأرواحنا ملكيه مؤقته يعيرنا الله ارواحنا عندما نأتي للدنيا و نعيد الأمانه لصاحبها عند وفاتنا فلنحافظ على أمانة الله التي اودعها إيانا
ثالثا يكون الحل فردي فكل حالة تحتاج علاجا يتفق مع درجتها و شكلها و يحدد هذا من الاسباب فتحديد الأسباب التي ادت للعنف مع الذات و أذيتها هو نصف الطريق فمن السبب نعالج مصدر المشكله و أساسها
و من هنا يأتي دور المختصين بالعلاج النفسي و تنمية الذات ايضا كما يتدخل الطب ايضا ان وجدت اذية جسديه و صحيه
و برأيي درهم وقايه خير من قنطار علاج فلنتدارك أسباب وقوع هذه الظاهره و من الصغر حيث معظم المشاكل النفسيه تبدأ من الطفوله فلنراعي الله في تربيتنا لأبنائنا و لنهتم اهتمام حقيقي بتنشأتهم تنشأه صحيه بعيده عن اي خلل و يجب أن نؤكد على استشارة المختصين بالتربيه و علم النفس و السلوك فهذه الثقافه غير منتشره في بلداننا العربيه فيجب أن نبدأ بنشرها و الترويج لها
سارة طالب السهيل
كاتبة و ناشطه في مجال حقوق الطفل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.