عزل المشير البشير ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين 12 ضابطا برتبة لواء من القوات المسلحة ، من بينهم اللواء الطيب المصباح قائد فرقة الفاشر ، واللواء احمد عابدون قائد فرقة نيالا ، واللواء النعيم خضر مدير مكتب وزير الدفاع ، واللواء عباس تاج الدين من الاستخبارات العسكرية . ويعزو مراقبون عزل اهم قيادات القوات المسلحة الى تصاعد الانتقادات في القوات المسلحة للبشير ووزير دفاعه عبدالرحيم محمد حسين ، والتي تركزت حول دور ومكانة الدفاع الشعبي ومليشيا الجنجويد وعلاقتها بالقوات المسلحة ، وطريقة ادارة الحرب في دارفور ( التي يصر البشير وعبد الرحيم على الاستناد فيها على الدفاع الشعبي والجنجويد ، بينما ترى قيادات الجيش الاتعاظ من التجربة السابقة والاستناد حصرا على القوات المسلحة ) ، اضافة الى الخلافات حول مدى اهلية عبد الرحيم نفسه لقيادة القوات المسلحة ، خصوصا مع تهم الفساد الذي تحيط به ، كما ثارت خلافات حول قضايا اكثر عمومية مثل تقييم الوضع في البلاد ، والحاجة الى تغيير سياسي ، وفساد اسرة البشير ، وغيرها . وكان اسلاميون وقيادات في المؤتمر الوطني بدأوا في اظهار ضيقهم بطريقة ادارة البشير للبلاد ، وتصريحاته الهوجاء ، وعزل السودان ونظامه عن محيطه الاقليمي وعن المجتمع الدولي ، وفساده الشخصي وفساد اسرته ، الى درجة ان اسلاميين مخضرمين مثل الدكتور الطيب زين العابدين دعوا صراحة لتنحي البشير ، ومن داخل مطبخ النظام السياسي دعا امين حسن عمر اول فبراير الى (اصلاحات) محددة داخل النظام ، وغض النظر عن طبيعة هذه الاصلاحات المقترحة ومداها فانها عكست تبرم نافذين في المؤتمر الوطني من الاوضاع الراهنة . ولكن في مواجهة تلك الانتقادات المتصاعدة ذهب المشير البشير الى القوات النظامية ( الامن ، الجيش ، الشرطة) في رسالة واضحة للمتململين وسط الاسلاميين والمؤتمر الوطني بانه يستند على الاجهزة العسكرية ، اكثر من دعمهم السياسي . ولكن البشير وعلى عكس توقعاته اكتشف بان الرأي العام في القوات المسلحة تحديدا اكثر انتقادا له من انتقادات بعض الاسلاميين وكوادر المؤتمر الوطني ، مما اضطره الى اعادة تنوير القوات المسلحة بمفردها مجددا يوم الاربعاء 16 فبراير ، والى احالة اهم قيادات الجيش للتقاعد . ومن بين المحالين قادة الحرب الفعليين في دارفور ، وضباط متميزون ، حيث يقول احد مصادرنا بان اللواء احمد عابدون يعد من أميز ضباط القوات المسلحة ، مما اثار سخطا واسعا من قرارات البشير ووزير دفاعه ، ولكنهما وبحماقتهما المعهودة عنهما يواجهان السخط المتزايد بالتمادي والامعان في نهجهما ، حيث يعدان حاليا كشفا آخر باحالة جميع العمداء (غير الموثوقين) الى التقاعد . وتذكر مذبحة البشير لقيادات القوات المسلحة باخر ايام نميري ، حيث عزل نميري كل قيادات الجيش الذين انتقدوا الفساد المستشري ، خصوصا في (جمعية ود نميري) وفساد اخيه (مصطفى نميري) ، والآن يتصرف البشير بذات الطريقة في مواجهة الانتقادات عن الفساد خصوصا فساد اخوانه ، والانتقادات عن انسداد افق نظامه .