نشرت (حريات) يوم الجمعة 18 فبراير خبرا عن احالة 12 ضابطا برتبة لواء في القوات المسلحة الى التقاعد ، من بينهم اللواء الطيب المصباح قائد فرقة الفاشر ، واللواء احمد عابدون قائد فرقة نيالا ، واللواء النعيم خضر مدير مكتب وزير الدفاع ، واللواء عباس تاج الدين من الاستخبارات العسكرية . وعزت قرارعزل اهم قيادات القوات المسلحة الى تصاعد الانتقادات في القوات المسلحة للبشير ووزير دفاعه عبدالرحيم محمد حسين ، والتي تركزت حول دور ومكانة الدفاع الشعبي ومليشيا الجنجويد وعلاقتها بالقوات المسلحة ، وطريقة ادارة الحرب في دارفور ( التي يصر البشير وعبد الرحيم على الاستناد فيها على الدفاع الشعبي والجنجويد ، بينما ترى قيادات الجيش الاتعاظ من التجربة السابقة والاستناد حصرا على القوات المسلحة ) ، اضافة الى الخلافات حول مدى اهلية عبد الرحيم نفسه لقيادة القوات المسلحة ، خصوصا مع تهم الفساد الذي تحيط به .كما ربطت بين مذبحة البشير لقيادات القوات المسلحة وبين اواخر ايام نميري ، حيث عزل نميري كل قيادات الجيش الذين انتقدوا الفساد المستشري ، خصوصا في (جمعية ود نميري) وفساد اخيه (مصطفى نميري) ، وذكرت بان البشير يتصرف حاليا بذات الطريقة في مواجهة الانتقادات عن الفساد ، سواء فساده الشخصي او فساد اخوانه ، وفي مواجهة الانتقادات عن انسداد افق نظامه . وكتب اليوم الاحد 20 فبراير اسحق احمد فضل الله – احد اهم كتاب الاسلاميين – والموصول بالاجهزة الامنية والسياسية بالمؤتمر الوطني في عموده (آخر الليل) بصحيفة (الانتباهة) : ( .. وأشهر قادة العمليات العسكرية في دارفور اللواء المصباح الذي لم يفقد معركة واحدة يستدعى فجأة الى الخرطوم أمس الأول ويحال للتقاعد!! …) وأضاف ( … القوات المسلحة تقيل من تشاء من قادتها – وبحسابات تنفرد بها – لكن أي حسابات هذه التي تجعل القوات المسلحة تختار ليلة بداية المحادثات مع عدوها المقاتل.. لإقالة قائد قواتها المنتصر!!…) . وهذا يؤكد خبر صحيفة (حريات) من جانب ، ومن الجانب الآخر ، يؤكد التململ الزائد ، حتى في اوساط اسلاميين مهووسين كاسحق احمد فضل الله ، من طريقة ادارة البشير ووزير دفاعه عبد الرحيم للاوضاع في البلاد . وتشير مذبحة قيادة القوات المسلحة الى ان البشير ، وفي سبيل الحفاظ على كرسيه ، ليس مستعدا لاخراس اية اصوات ناقدة وحسب ، وانما كذلك للانفراد الاهوج بالقرارات الكبرى ، بما فيها عزل اهم قيادات القوات المسلحة .