ذكرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) – (FAO) – ان البلاد مقبلة على تدهور في حالة الأمن الغذائي ، يمكن ان يصل إلى مستويات الطوارئ ببعض مناطق في الأسابيع القليلة المقبلة . وأضافت في بيان ، أمس الخميس ، ان (تدهور حالة الأمن الغذائي في البلاد سيؤدي إلي تفاقم مستويات سوء التغذية الحادة ويجر عواقب وخيمة على الفئات السكانية الأضعف). وقالت ان عدد الذين يعانون من حالة إنعدام الأمن الغذائي في البلاد سيرتفع إلى (4) مليون شخص في غضون الأشهر القليلة المقبلة . وأوصت بضرورة تقديم دعم عاجل للمزارعين والرعاة في البلاد للتقليل من حجم الكارثة القادمة . وأوردت (الفاو) عدة أسباب لتدهور الأمن الغذائي أوجزتها في : إنعدام الأمن بسبب الحرب الدائرة في دارفور وما يترتب عليها من تشريد ونزوح ، وإنخفاض حصاد المحاصيل ، وتزايد أسعار المواد الغذائية بالبلاد ، إلى جانب زيادة عدد اللاجئين من الجنوب . وأوضحت ان تجدد القتال والعنف القبلي أدى إلى فرار السكان ، وفوات المواعيد الموسمية الحرجة للزرع والحصاد ، لا سيما بولايات دارفور، والنيل الأزرق ، وجنوب كردفان. وذكر بيان المنظمة ، ان ( الأسعار المحلية للحبوب في البلاد واصلت إرتفاعها المطرد منذ مايو الماضي ، لتصل بحلول مارس 2014 إلى مستويات قياسية في معظم الأسواق) ، مضيفة ان (هذا الارتفاع قلص القوة الشرائية للأسر الضعيفة) . وأشار إلى أن ( أسعار المحصول الرئيسي من الذرة الرفيعة ، ارتفعت بنسبة 70 في المئة في مارس 2014 ، مقارنة مع الشهر نفسه من العام 2013). وأضاف إن ( انخفاض حصاد المحاصيل خلال موسم 2013 – 2014 بسبب تأخر الأمطار وندرتها دون المتوسط في المناطق الزراعية الرئيسية ، من أسباب إنعدام الأمن الغذائي، اذ هبط إنتاج الحبوب إلى ما يتراوح بين 65 و70 في المئة دون متوسط السنوات الخمس الماضية). وتوقعت المنظمة إرتفاع أسعار المحاصيل بالبلاد : (أسعار المحاصيل الرئيسية ، ستواصل تزايدها بسرعة من فبراير إلى يونيو من هذا العام ، بمعدل يتراوح بين 10 و15 في المئة على المواد الغذائية الأساسية). وقال ممثل (الفاو) في السودان عبدي أدان جاما ، ان ( السودان يمثل أزمة منسية تسير من سيء إلى أسوأ ). وأضاف ( نحن بحاجة ماسة الآن إلى ضمان أن يصبح الرعاة والمزارعون المتضررون في وضع يمكنهم من استعادة سبل معيشتهم ، وإشباع أسرهم، والحد من اعتمادهم على المعونة الغذائية، وإعادة بناء حياتهم). وقال عبدي ، ان (نحو 80 في المئة من سكان المناطق الريفية في السودان يعتمدون على الزراعة لتحصيل غذائهم ودخلهم ، وإن لم ندرك مدى خطورة الوضع ونتداركه في الوقت المناسب سيتدهور إلى ما هو أسوأ بكثير). وذكرت المنظمة انها تحاول جمع (19) مليون دولار ، من الجهات المانحة الدولية ، لتنفيذ سلسلة من التدخلات العاجلة في السودان تستهدف ما مجموعه 5.4 مليون شخص ، ولم تتلق إلى الآن سوى سبعة ملايين دولار، مما خلق فجوة في التمويل بمقدار 12 مليون دولار.