نورالدين عثمان [email protected] * قادة الانقاذ يعرفون جيدا خطورة الصحافة اذا قامت بدورها الطبيعي في نقل الحقيقة ،ولذلك قاموا بمحاربتها والتدخل في عملها والسيطرة عليها لربع قرن ، ولكن مهما حجبت الحقيقة مصيرها الظهور ، وبالامس كان المتعافي يدافع عن نفسه على شاشة التلفزيون ، امام كل الناس ولكنه امام المستندات والحقائق وقف كحمار الشيخ في العقبة ، كان منطقه ضعيفا وموقفه باهتا واظنه بعد اليوم لن يعرض نفسه لهذه المهزلة ، فمن الواضح الرجل مدان لدرجة الثمالة ، وكان يناقض نفسة في اللحظة اكثر من مرة ، تارة لا علاقة له بشركة بيارق وتارة هو مالكها وتارة يهاجم الصحافة والصحافيين وبدا يمارس في الهجوم ، نعم سقط الرجل ، وانتهى تماما امام الراي العام ، ولكن طالما الانقاذ دولة سيظل تحت حمايتها ، ولا اظن ان قرار اطلاق الحريات سيصمد كثيرا ، وفضائح الانقاذ بدات تظهر بسرعة ، والتجاوزات المالية فاقت كل التصورات ، ولا نظن ان الامر سيتوقف عند هذا الحد ، فطرق الفساد ملتوية جدا ، بداية باستغلال النفوذ وانشاء الشركات الوهمية والمتاجرة باموال الدولة ، نهاية بحجب الحقائق ووضع قوانين تحمي* الفسدة وتشجع على المزيد من الفساد .. !! * استغرب لشخص يتحدث عن انجازات لحكومة الانقاذ وسعر الدولار وصل لعشرة الف جنيه ، اندهش لوزير يرفع صوته على شاشات التلفزيون ليدافع عن حزب احتكر الدولة باكاملها لصالحه ، حزب تعامل مع المال العام كملك له ، حزب ياتي بالقروض باسم الشعب السوداني ويأخذها لصالح منتسبيه وشركاتهم الوهمية ، حزب يري في الفساد جهادا ويصر على حماية اللصوص وقانون التحلل الاخير خير شاهد ، وبعد كل هذا واكثر يدعو الاحزاب للمشاركة ويتحدث عن حوار قومي ومؤتمر دستوري وحريات ، حزب بهذه المواصفات سادتي لا يستحق التحاور معه دعك من مشاركته ، الحل المنطقى والطبيعي في حالة الانقاذ هو الرحيل دون اثر ، ولكن كيف ومتى ؟؟ فالمزيد من الحريات كفيلة بمسح الانقاذ من خارطة الوجود وليس فقط من الحكم ، ولا نظن انها ستترك باب الحريات مفتوحا لوقت اضافي اخر .. !! مع كل الود