تتالت ردود الفعل والتعليقات على حوار المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح لرئاسة مصر. وفي حين أتت معظمها إيجابية تثني على اتزان الرجل وحزمه، إلا أن أكثرها بساطة وتعبيراً عن حال الشارع، جاءت على لسان الناشطة المصرية نوارة نجم، ابنة الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم. فقد غردت على تويتر قائلة: "الشوارع أثناء الحوار مع السيسي زي رمضان ساعة الفطار، أو أثناء إذاعة نهائي كأس الأمم الإفريقية". ولعل هذا التعليق يعكس بشكل شديد الواقعية حال شوارع مصر، إذ تحلق المصريون؛ المؤيدون منهم والمعارضون للسيسي لسماع ما سيقوله رئيس مصر المحتمل، في أول ظهور تلفزيوني له بعد إعلان ترشحه، بثته قناتا "أون تي في" و"سي بي سي" المصريتان. من جانبها رأت الدكتورة هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن السيسي بدا متوتراً، ولكنه كان حاداً وقوي الملاحظة. وأضافت "أنه استعمل يده اليمنى كثيرًا، في الوقت الذي وضع فيه يده اليسرى على المنضدة، وذلك يدل على أنه رجل أيمن، وفص مخه الأيسر نشيط، ما يجعله عقلانيًا غير حالم، ولا توجد لديه أي نزعات فنية، بل واقعي". أما خبير الحركات الإسلامية، خالد الزعفراني، فقال إن حوار السيسي يثبت أنه يمثل الشعب المصري، بتدينه وبساطته، مشيراً إلى أنه أكد أنه واحد من الشعب البسيط، الذي لا يحمل أيديولوجيات معينة يريد فرضها. ولجهة ردة فعل السيسي على كلمة عسكر، لفت أسامة الغزالي حرب، رئيس مجلس أمناء حزب "المصريين الأحرار"، إلى أن انزعاج المشير من عبارة إطلاق يد "العسكر"، يشكل إشارة قوية منه للحفاظ على كرامة الجيش المصري، مضيفاً أنه عبر عن المشاعر الوطنية العميقة المتواجدة عنده منذ نشأته. إلى ذلك، اعتبر محمد حبيب نائب مرشد الإخوان السابق، والقيادي الإخواني المنشق، أن السيسي بدا حاسماً وحازماً في عدد من القضايا، لاسيما مسألة الإخوان والقضايا الأمنية. وقال عبدالحليم قنديل، المحلل السياسي ورئيس تحرير جريدة صوت الأمة إنه كان يفضل أن يعرض المشير عبدالفتاح السيسي المرشح لرئاسة الجمهورية برنامجه الانتخابي عبر التواصل المباشر مع الشعب المصري، وليس عن طريق برنامج تلفزيوني، رافضاً أن يتم استنباط البرنامج الانتخابي للسيسي ورؤيته التفصيلية للقضايا والتحديات المختلفة عبر برنامج تلفزيوني. وأضاف قنديل ل"الحدث" أن مجمل حوار السيسي التلفزيوني حوار جيد، ولكن هناك بطء في الحوار، حيث تم الدخول في تفصيلات غير ضرورية للمواطن البسيط الذي ينتظر من السيسي الكثير لتحقيق طموحاته، موضحاً أن أكثر ما أعجبه في الحوار عندما قال السيسي "إنه مصري مسلم يحب دينه ووطنه والناس ونشأت في منطقة بها تنوع حضاري كبير جداً"، مشيراً إلى أن تأثره بشخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر واضح للغاية، خاصة قول السيسي "إن تشبيهه بعبدالناصر كثير ويا ريت أبقى زيه فلقد كان شخصية عظيمة وكان يحب مصر". وأوضح قنديل أن السيسي لا يحتاج إلى دعاية انتخابية، خاصة أن شعبيته ظاهرة لافتة لم تشهد مصر مثيلاً لها منذ رحيل القائد الخالد جمال عبدالناصر، فنحن بصدد رجل استثنائي في ظرف استثنائي اجتمعت له موارد شعبية استثنائية بحكم الأقدار لم يسع الرجل إلى شعبية ولا رغب في الترشح للرئاسة فجاءته الولاية التي لم يطلبها وحاز الشعبية التي لم يحلم بها. وتابع قنديل أن الحملة الرسمية للسيسي ضعيفة ودون المستوى، لافتاً إلى أن هناك بعض الداعمين للسيسي من العائلات الكبرى ورجال الأعمال من الفاسدين والمتربحين، قائلاً: إن كل هؤلاء يريدون من السيسي أن يحكم بهم ولا أن يحكم عليهم . واستطرد قنديل أن رجال مبارك يريدون الاحتيال على السيسي وجماعة الإخوان يريدون اغتيال السيسي، قائلاً: أكثر ما يطمئنني أن السيسي أكد مراراً أنه لا عودة لما قبل 25 يناير أيام الرئيس مبارك، ولا عودة لما قبل 30 يونيو أيام الرئيس مرسي.