بكري الصايغ [email protected] 1- ***- هل هي محض صدف ام تدابير أقدار، وان يجئ اعتقال الصادق المهدي، والملازم اول شرطة غسان عبدالرحمن، ومريم يحيى إبراهيم – وتحديدأ- في مايو الحالي، وهو الشهر الذي اكتسب شهرة بانه شهر الاعتقالات السودانية، وانه قد اكتسب هذه الشهرته من كثرة الاعتقالات التي كان يقوم بها جهاز الأمن القومي في سنوات حكم الراحل جعفر النميري- وتحديدآ في شهور مايو?!!-، ***- فقد جرت العادة عند جهاز الأمن وقتها، انه ومع بداية اقتراب احتفالات البلاد بذكري (ثورة مايو!!) من كل عام كان يتم اعتقال الشيوعيين بصورة خاصة ورؤساء الاحزاب الوطنية، والشخصيات الديموقراطية والكتاب اليساريين والنشطاء في اتحاد نقابات العمال بحجة تامين الاحتفالات من اي "شوشرة" او نشاطات معادية تقلل من قيمة الاحتفال!!..ويطول امد الاعتقالات بلا تهم محددة، ولايفرج عنهم الا بمزاج النائب الاول عمر محمد الطيب ورئيس جهاز الأمن القومي وقتها!! 2- ***- تقول بعض الاحداث التي وقعت في يوم 25 مايو من عام 1969، انه وبعد ان قام البكباشي جعفر النميري بانقلابه العسكري وألت له كل السلطات، سارع علي الفور باعتقال اعضاء "مجلس السيادة"، وكانوا وقتها : اسماعيل الأزهري- عبد الله الفاضل المهدي- لويجي ادوك- عبدالحليمم محمد- خضر حماد. وظلوا طويلآ بسجن (كوبر)، وتعرض اسماعيل الازهري لأزمة صدرية حادة اثناءء اعتقاله، ورفض النميري اطلاق سراحه رغم توسط جهات دولية كثيرة للعلاج في الخارج ، وسمح له بالخروج لتشييع شقيقه ومات الازهري بعدها بفترة قصيرة. ***- في مايو من عام 1969 تم ايضآ اعتقال الصادق المهدي وبقي في الحبس طويلآ بتوجيهات من نميري، وكان معه في السجن عبدالله الفاضل المهدي. 3- ***- قام النميري بنفي عبدالخالق محجوب، ومن منفاه، وفي شهر مايو 1970 كتب عبدالخالق عن مخطط النميري الهادفة لعزل التنظيمات الجماهيرية الديمقراطية عن الحزب الشيوعي ووضعها تحت تصرف القيادة العسكرية االبرجوازية الصغيرة. 4- ***- بعد فشل انقلاب هاشم العطا عام 1971، اصبحت سجون نميري تستقبل وبصورة دائمة ورتيبة- وتحديدآ- في كل شهور مايو خلال السنوات من عام 1972 وحتي – 1984 اغلب الشخصيات السياسية المعادية للنظام وقتها، وكان اشهرهم شاعر الشعب الراحل محجوب شريف، والذي كتب من سجن كسلا قصيدة (كابوس): أسمع مني ياكابوس شن بتسوي في تاريخنا يامدسوس وشن بتكوس شيشك ها البلد محروس ونحن سقفنا مابتاكل مرقو السوس ولما الثورة يومها يجيبك… تهدك شكة الدبوس 5- ***- وجاء شهر مايو الحالي بحزمة من المفاجأت التي ماكانت تخطر ببال اي سوداني -رغم اننا اعتدنا علي اخبار الاعتقالات والاغتيالات والاغتصابات-. وكانت واحدة من هذه المفاجأت خبر اعتقال المواطن النيجيري أمينو صادق أوغوشي والمطلوب للاشتباه بضلوعه في تفجير دام نسب إلى جماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتشددة في العاصمة النيجيرية في إبريل الماضي. واعتقل من وسط الخرطوم عندما كان يحاول الحصول على تأشيرة من القنصلية التركية، وجاء اعتقاله بواسطة البوليس الدولي بالتعاون مع السلطات المحلية…ولكن قمة الفوضي والمهزلة انه كان طالبآ ومسجلآ بجامعة افريقيا العالمية!! 6- ***- خبر اعتقال الصادق في هذا الشهر الحالي، لم يحرك في الجماهير اي ردود فعل او اي نوع من التضامن معه، وهناك من علقوا باستغراب وقالوا:( اذا كان ولديه عبدالرحمن وبشري لم يهتما باعتقال والدهما..واقل مافيها كان عليهما ان يستقيلأ من المناصب الزائلة..فما الذي يجبرنا والبكاء علي حال الصادق?!!)… ***- أخرون علقوا في شماتة، وان الصادق المهدي "يستاهل" ماحاق به من حادث الاعتقال، لانه رفض سماع اصوات الملايين الذين طالبوه مرارآ بالابتعاد عن المؤتمر الوطني!! ***- جمهور عريض وواسع مازالوا علي رأيهم القاطع، وان اعتقال الصادق تمثيلية هي من اخراج الحزب الحاكم الذي لم يحسن الاخراج!!.. وانها اشبه بمسرحية: "انا اذهب للسجن حبيسآ..وانت للقصر رئيسآ"!!، وان سجنه سيكون بخمسة نجوم، وسياكل كثيرآ من "الهوت دوق" بتاع البشير!! 7- ***- قصة الملازم اول شرطة غسان عبدالرحمن قد هزت المجتمع السوداني بشدة، ومازالت علامات الاستفهام الكثيرة تدور حوله بعد ان تم منع الصحف المحلية من الاستمرار في رصد ونشر ماوقع بمكتب والي الخرطوم!!.. ***- والشئ الغريب والمثير في الامر، ان جهاز الأمن هو الذي فجر الفضيحة وكشف الفساد الذي جري بمكتب الوالي، ومن جهة اخري هو نفس الجهات الذي قام بتعتيم الموضوع وبحجب الحقائق عن الجماهير صاحبة المصلحةة في المعرفة التامة!!… ***- اعتقال الملازم اول شرطة غسان عبدالرحمن تدخل في قائمة غرائب اعتقالات شهر مايو السودانية، ولا نستبعد ان يتم اطلاق سراحه وتعيينه بوزارة الخارجية، التي استقبلت من قبل والي ولاية الجزيرة السابق بعد عزله بسبب فساده و(تفليسه) لخزينة الولاية!! 8- ***- جاء خبر قبل ثلاثة ايام مضت، ويفيد ان الناطق الرسمي باسم الشرطة اللواء السر أحمد عمر، قد اعلن عن إلقاء القبض على 11 مشتبهاً في قضية حاويات المخدرات التي تم ضبطها في ميناء بورتسودان !!…وكالعادة خلا الخبر من ذكر الاسماء وصورهم!! 9- ***- وجاء خبر اعتقال الدكتورة مريم بتهمة الردة، وان القاضي عباس محمد الخليفة، قاضي محكمة الحاج يوسف، خاطب الطبيبة بعد أن أدانتها المحكمة بالردة عن الإسلام، بإعتناق المسيحية: "بعد أن أعطيناك ثلاثة أيام للاستتابة، ما زلت تصرين على عدم الرجوع للإسلام. نحكم عليك بالإعدام شنقا حدا". وتطورت القضية لتأخذ ابعاد دولية بعد تدخل دول كثيرة في الموضوع مطالبة باطلاق سراحها فورآ، واكد وزير الخارجية ان الحكم علي الطبيبة الحامل في شهرها الثامن قد اثر علي صورة السودان في الخارج. 10- ***- تبقت ايام قليلة وينتهي مايو شهر الاعتقالات السودانية، وسياتي بعده شهر يونيو، وفيه وبمناسبة الذكري ال25 عامآ علي الانقلاب سيقوم البشير- واحتفاءآ بانقلابه- باصدار مرسوم جمهوري باطلاق سراح الصادق المهدي…وايضآ الضابط ملازم اول غسان ورد كل الاموال والاراضي له………..والابقاء علي الطبيبة مريم بالسجن نكاية في اميريكا التي رفضت منحه تاشيرة دخول لنيويورك العام الماضي!!