لاجديد جاء به السيسى فى ملف العلاقات السودانية المصرية خلال مروره بالخرطوم عائدا من القمة الافريقية لعدة ساعات فسرها الخبراء والمحللون بأنها تأكيدا للأهمية التى توليها مصر لعمقها الاستراتيجى السودان،كما ذكر البشير نفسه بأنها جاءت فى الاتجاه الصحيح لتنمية وتطوير العلاقات المشتركة بين البلدين ،ولأول مرة أرى الاعلام المصرى مهتما لأمر هذه الزيارة حيث فرد لها المساحات وحرصت أن أتابع التلفزيون المصرى متوقعا استضافة (اسماء الحسينى) أو(هانى رسلان) الخبراء فى الشأن السودانى والافريقى للتعليق على الزيارة ،وصدق حدثى فى أن تداخلت (الحسينى) هاتفيا مع نشرة الأخبار تعليقا على الزيارة التى وصفتها بالمهمة وأنها جاءت فى وقتها لدفع العلاقات بين البلدين وذاك الحديث المكرر فى المناسبات الرسمية بين الجانبين كالعلاقات الأزلية ووحدة وادى النيل وو…غيره من الشعارات البراقه،رغم الغموض فى ملف العلاقة بين البلدين !! السيسى مر بالخرطوم ربما لطمأنة نظامها الاسلامى بأن الوضع فى العلاقة بين البلدين يبقى كما هو عليه لاجديد فيه. ومعلوم أن الوضع منذ عهد مبارك مرورا بالمجلس العسكرى مرورا بمرسى مرورا بالمستشار عدلى منصور،انتهاء بالسيسى يعتمد على مصلحة الشقيقية مصر أولا وثانيا وثالثا،وعلى الشعب السودانى أن يدفع الثمن الذى ظل ولازال ل25 عام يدفعه، رفض الشعب المصرى دفعه وفوض السيسى نفسه لتخليصه منه وقد كان بثورة 30 يونيو التى رفضها نظام الخرطوم الاسلامى وأعتبرها انقلابا وحشد ضدها التظاهرات،وقبل الزيارة بأسابيع كان السودان ونظامه مسخرة فى الاعلام المصرى ومأوى للارهابيين من تنظيم الأخوان الفارين فى مصر.. العلاقة الأحادية الجانب التى ظلت تقيمها الأنظمة المصرية المتعاقبة مع نظام الخرطوم العميل مستغلة نقاط ضعفه العديدة وعمالته لتحقيق مصالح وقتية لاقيمة لها،القيمة الحقيقية هى العلاقة المتكافئة المتساوية التى تراعى لمصلحة الشعبين معا ليس لشعب على حساب أخر . رسالة للرئيس السيسى: بعد التحية والسلام لعل فخامتكم تعلمون الخطر الذى تمارسه الأنظمة الاسلامية فى البلدان التى تحكمها ، وفى أنفسكم أفلا تنظرون؟؟فكيف ما لاتقبلونه لأنفسكم ولشعبكم تقبلونه على الشعب السودانى وأنتم تقتلون أحلامه واماله وتطلعاته فى العيش بحرية وكرامة كما اختار شعبكم وأنحزتم له.. سيدى لا نطلب منكم المستحيل وأنتم تعلمون مقدار تضحيات الشعب السودانى مع شقيقيه المصرى فى حرب 48م و56 و67 و73م وهذا والله ليس من باب المن،ولعل قمة اللات الثلاثة بالخرطوم فى العام 1967م والتى جمعت فيها العرب على كلمة سواء حتى أنتصروا وعبروا فى شخص مصر وهى العمل الوحيد المشرف فى سجل هذه الجامعة ،شعب مثل هذا ترتضون له هذا المصير تقفون تتفرجون عليه وهو يهوى ،،هل الشعب الليبى أكثر معزة لكم من الشعب السودانى؟؟أم هل المصالح الضيقة أولى وأبقى من المصالح الدائمة الآمنة المقامة مع الشعوب وليس الأنظمة العصابية كنظام الخرطوم الذى أرسلتم له من خلال مروركم به رسالة طمأنة باستمرار الوضع كما هو عليه وهذا ضد تطلعات الشعب السودانى. وفى الختام لانطلب منكم الا أن تكون حكم عدلا بين جميع الأطراف السياسية السودانية وأن تفسحوا مجالا للمعارضة السودانية للعكس الصورة الحقيقية والتى بالتأكيد ليست غائبة عنكم بقدر غيابها عن الشعب المصرى والعربى . * دوما حديث الخبراء يأتى مجملا للواقع المرير فى العلاقة بين البلدين وينفيه فى نفس الوقت أصحاب الشأن كالرئيس البشير فى تصريحه والذى يدل على أزمة فى العلاقة كانت قائمة وفى طريقها للأنفراج،ولعل الخرطوم بدون سفير فى القاهر لأكثر من 6شهور ،لهذا نطالب دون كلل أو ملل بأن ملف العلاقة بين البلدين يحتاج للكثير ولا تعالجه مثل تلك الزيارت التى تحمل طابع العلاقات العامة أكثر منها جدية بين مسئولى البلدين،والملف السودانى اذا لم يخرج من دائرة الأمن الذى تضعه مصر فيه لا أمل فى علاقة حقيقية ومتوازنة ولعل أكبر دليل على هذا هو أن نظام الخرطوم تسبب فى كل المصائب التى حلت بالسودان وشعبه لاصراره الغبى والمفرط فى اتباع الحلول الأمنية وليست السياسية التى نأملها فى ملف العلاقة بين البلدين والذى نأمل أن يخرج من اطار عبارات الاطراء فى اللقاءات العابرة بين مسئولى البلدين الى الواقع المر والبدأ بالملفات الشائكة وعلى رأسها ملف حلايب. عبد الغفار المهدى [email protected]