كمال كرار ….. صورة السوداني قبل الإنقاذ،عكستها مقررات التاريخ منذ ما قبل الميلاد أيام بعانخي وترهاقا،وحضارة مروي إلي الكنداكة بعد ذلك والمهدية وودحبوبة وثورة 24 والبطل عبد الفضيل الماظ إلي معارك الاستقلال وثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل 1985 . أما صورة السوداني للأسف بعد الإنقاذ فهي صورة ( الشحاد ) بمعني المتسول والغبي ،الذي يستجدي شيوخ قطر حفنة من المال . وللأسف فهي صورة تنقل بالأقمار الصناعية هذه الأيام من قناة تلفزيونية سودانية إلي دول كثيرة من حولنا من خلال مسلسل كوميدي جعل السوداني في موضع ( هبنقة ) في الدوحة عاصمة قطر،إذا اشتهت حبيبته العصير قال لها ح تشربيه عندما أقابل (ابومحمد ) ويكتب لي الشيك ،وما أكثر الفواكه والعصير في بلادنا قبل أن ينزل القطريون من جمالهم وحميرهم إلي العربات والشقق . وكيما تكتمل صورة السوداني الغبي والشحاد أبو عين قوية فإنه يجري وراء عربات القطريين ويهيم في الشوارع بحثاً عن الأمير المزعوم وعندما يصادفة بغتة يكاد أن يسجد له وهو يستعطفه أن يمنحه ( المصاري) لأنه يريد أن يتزوج ، وعندما يستخرج أبو محمد دفتر شيكاته،ليكتب 100 ألف ريال أو درهم للشحاد السوداني ولا يجد القلم ،يصاب السوداني بالجنون،وهو يصيح قلم .. قلم ،ثم تتبعه الكاميرا حتي قريته البائسة بالسودان وهو في ثياب رثة،وفي ( خلقة شنيعة) وهو يهذي قلم قلم . لن ألوم السيناريست،أو كاتب القصة ،ولا الممثلين السودانيين الذين شاءوا أن يمرمطوا السودان أمام أنصاف ممثلين قطريين،ولن أتصور كيف هو حال السودانيين المغتربين المحترمين في قطر لو شاهدوا الصورة التي ينقلها الإعلام السوداني عن السوداني ( الشحاد ) ،لكن الصورة التي نقلها المسلسل هي في الواقع صورة حكومتنا أمام القطريين . إذا نقصت ميزانية السلطة الإنتقالية لدارفور، فالتلفونات تنهال علي بن شمباس للنجدة، وإن سقطت راكوبة في نيالا مطلوب من بن شمباس الحضور أو إرسال الشيك ، ولو صادفت ميزانية الحكومة عجزاً مالياً تسافر الوفود الحكومية للشحدة ، وإن مرض سادن بالنقرس، فقطر هي المهوي والعلاج علي نفقة الأمير، وإن أراد السدنة مؤتمراً مضروباً سافروا للدوحة حيث الوجبات ( ملح) والإقامة ( ملح) والفسحة ( ملح) وتذاكر السفر ( ملح في ملح ) . والقطريون يعرفون بعد كل هذا كيف يسترجعون قروشهم علي داير المليم ،وكيف يحققون المكاسب السياسية والاقتصادية عن طريق المثل الإنتهازي ( شيلني واشيلك ). يشيلكم البلاء وعما قريب نقول ( بلا وانجلي)، وإلي ذلك الحين نقول داهية فيكم وفي بومحمد ، وابنه محمد،وأي متسول آخر في كوستي أو المجلد،ولسان حاله يقول أشوفك بكرة في الموعد يا بن شمباس يا أم احمد . [email protected]