كشف الصحفى الطاهر ساتى بان الشركة المنفذة لمطار الجنينة الذى انهارت واجهته بعد اقل من شهر على افتتاحه ، كشف بانها يمتلكها مع آخرين اللواء عبد الكريم عبد الله، المدير الأسبق لجهاز الأمن . وكتب فى عموده بصحيفة (السودانى) (… كان الحدث المحزن بولاية غرب دارفور ذاتها إنهيار واجهة مطار الجنينة، أي مطار الشهيد صبيرة ( ذاااتو)..أمطار ورياح لم تتجاوز فترتها الساعة، هشمت واجهة أكبر مطار بغرب إفريقيا، أو كما وصفوه.. لم نسمع بوقوع منازل الأهل بغرب دارفور بفعل تلك الأمطار والرياح، رغم أن السواد الأعظم من الأهل هناك يقطنون في بيوت الطين وأكواخ الخشب والجوالات .. ومع ذلك، أي رغم أن المنازل متواضعة للغاية ومعرضة للإنهيار بفعل الأمطار والرياح، لم تنهار في يوم الرياح والأمطار..ولكن، إنهارت واجهة المطار الأفضل مواكبة للمعايير الدولية، أو كما وصفوه ..!!…). واضاف (… وبالمناسبة، شركة مطارات السودان القابضة، والتي تتحمل مسؤولية ما حدث بمطار الجنينة كجهة إشرافية على المطارات، غير مسؤولة عن عقودات هذا المطار..ولم يكن قد تم تأسيس هذه الشركة القابضة يوم التوقيع على عقودات المطار.. لقد تم توقيع عقد بناء المطار بين شركة منافع ووزارة المالية بتاريخ 22 أكتوبر 2007، و تم الإفتتاح في تاريخ 15 يونيو 2014، أي بعد ( سبع سنوات)، وهي فترة لم تستغرقها عمليات بناء ( مطار هيثرو).. شركة منافع، يمتلكها مع آخرين اللواء عبد الكريم عبد الله، المدير الأسبق لجهاز الأمن والمخابرات، والمدير السابق لمطار الخرطوم الجديد ..!!). هذا وافتتح بكرى حسن صالح مطار صبيرة المسمى دولياً بمدينة الجنينة 15 يونيو 2014 بتكلفة تقدر ب 45 مليون دولار ، وانهارت الواجهة الامامية للمطار بسبب رياح وامطار قبل يومين ، بعد اقل من شهر على افتتاحه . ونقلت صفحة المكتب الاعلامى لجهاز الأمن على الفيسبوك عن نائب عمر البشير 15 يونيو ، اشادته (بالتطور الكبير والتقنيات التي ادخلت في المطار) . وقال محمد عبد العزيز المدير العام لشركة مطارات السودان { القابضة} ان المطار (يجئ ترسيخا لمعاني الشهادة لإرتباط اسم المطار بالشهيد محمد ابكر صبيرة وقال ان الاستمرار في استراتيجية تطوير المطارات ستستمر) . وعلقت صفحة جهاز الأمن حينها مؤكدة (تجدر الاشارة الى ان مطار الشهيد صبيرة يعد من احدث المطارات تجهيزا من حيث الملاحة الجوية في غرب افريقيا بفضل الامكانيات التقنية المتطورة التي تم تركيبها في المطار)!!!. وفى اقرار ضمنى بالفساد الذى قاد الى انهيار واجهة المطار، تبرأ وزير التخطيط العمراني بغرب دارفور أبوالقاسم الأمين بركة ، قائلاً (... ان حكومة الولاية لم تكن طرفاً في العقودات القومية تجاه تنفيذ المطار، لكنها تعمل على متابعة تلك المشروعات والتنسيق مع جهات الاختصاص) ، بحسب ما اوردت (الشروق) . وسبق واشارت (حريات) 10 ابريل 2011 الى ان اللواء عبد الكريم عبد الله يرتبط بفساد عبد الله شقيق عمر البشير. http://www.hurriyatsudan.com/?p=20083 والفساد في الانقاذ فساد بنيوى وشامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد . ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد جميع الانظمة في تاريخ السودان الحديث ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية – السودان رقم (173)من(176) بحسب تقرير 2012 ، وتؤكده شهادات اسلاميين مختلفين. وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين !.