كل ماحولنا يؤكد ان ظلام ليل الاسلام السياسي لازال يغطي سماء بلادي الحبيبة ويحجب الرؤية وصار الوطن العزيز اشلاء يحكمه حملة السلاح اهل الغلبة في وديانه وصحاريه وغاباته وجباله، ورئاسة الجمهورية لايتعدي سلطانها القصر الجمهوري بالخرطوم وبعض الضواحي ولاسند لها الا التحالف مع المليشيات. تلك حقيقة قاسية ومؤلمة رغم النكران والمسكنات بالمظاهر السلطوية المنتشرة هنا وهنالك…نعم هذا هو واقع بلادي المحزن بعد ربع قرن من مشروع اهل الاسلام السياسي (الحضاري) الذي تمخض في السياسة رجلا واحدا يمثل حاكمية الله في مشروعهم فارتهنت البلاد (لشلة انسه)، واصبح قراره اسيرا للذين يؤمنون ظهره من المليشيات وملونا حسب اهواء من حوله و الذين يتقدمهم حامل مفاتيح مكتبه ذلك العاطل من الموهبة والقدرات والامكانات عدا تطويع الكلام وتضخيمه وتقزيمه في اذن رئيسه حسب الاهواء والمصالح، فصار بورصة تنافس اسهم ناسداك (ونيكاي). عندما نطق الامام الصادق المهدي بالحقيقة حول مايعرف بقوات الدعم السريع سجن من فوره ، وقوات الدعم السريع هو اسم تجميل لمليشيات غير قانونيه خارج الاطر الدستورية للدولة وتعمل لمن يدفع وستظل كذلك مهما اجتهدوا في اعطاءها شرعية مزورة، وتكفي احداث الابيض لمن اراد الدليل. شعب بلادي كله يرزخ تحت طائلة العقوبات الدولية بسببها وغباء مخترعيها الذين لم يتعظوا من نسختها الاولي بقيادة موسي هلال الذي تمرد واستعصي عليهم واصبح دولة ،وهي ايضا السبب الذي جعل بلادنا معاقة ومن بلدان الاحتياجات الخاصة ان جازت التسمية، فرئيسها ووزير دفاعها وهلال واخرين مطلوبين للعدالة الدولية وصار كل سوداني معذبا في سفر او علاج اوتحويل اموال اوقطع غيار ومشتبه به في كل مطارات وموانئ الدنيا. ازدياد نفوذ هذه المليشيات بسبب تزايد الاعتماد عليها بناء علي ظاهرة استنساخ مؤسسات الدولة واصبحت هي عصا التاديب للحلفاء والاخوة الاعداء قبل من يقاتلون من ابناء السودان الذين حركتهم المظالم وغياب دولة القانون، وايضا الحصار المضروب علي الجيش لخوفهم من مفاجأته لارتفاع احساس الجيش بنبض الشعب في اوقات الازمات مثلما نشهد الان، ولاينطلي علينا مايقولون من حجج كسرعة حركة المليشيات فلقد كان جيشنا منذ ماقبل الاستقلال وحتي الان يؤدي ادواره خفافا وثقالا، وتحرص بلاد الدنيا علي ايفاد مبعوثيها للنهل من علومه وتجاربه ولكنها ظاهرة استنساخ المؤسسات كما ذكرنا واولها كانت وزارة المالية التي صارت في عهد الخراب الانقاذي عدة وزارات مجنبه في حسابات خاصة بعد ان افرغت خزائنها الاصليه. ولان جزء من العقاب الالهي هو الاصابة بداء الشره و الرغبة الملحة والمسيطرة باخذ اي شي مهما كبر اوصغر في ظاهرة جينية راسخة لذلك ازداد شرههم بخاصة مع حالة الافلاس المعلومة والخناق الدولي الذي احكمت حلقاته، والذي سوف يؤدي في اخر المطاف الي موتهم المحتوم،فقط سوف يعاني اهل بلادي الامرين للتعايش مع المجنون المضطرب الذي يساكنهم نفس الغرفة المغلقة، والنموذج العملي الباهر لهذا الحديث الدراما المزعجة التي حدثت باحتلال قوات امنيه لشركة استثمار مشترك تحكمه قوانين واتفاقيات مع اطراف خارجيه ولايتم التعامل معه الا مع المالكين اصحاب الاسهم الغالبة، وهي كنانة للسكر المنظومة الوحيدة التي تعمل ويملأ انتاجها الاسواق ومالكيها الاجانب راضون عنها كل الرضا، ولم نسمع من الجانب السوداني الحالي ان اشار ممثلوه في مجلس ادارتها بعدم رضاهم في اي وقت من الاوقات ،وظللنا نتابع منذ فترة مختلف وسائل الاحاطة والاستهداف بهذا الاستثمار الناجح الذي يحكمه مجلس ادارة منضبط المواعيد والالتزام، ولايترك كبيرة ولاصغيرة مع ادارته التنفيذية فهو يعقد اربع دورات في العام كل ثلاث اشهر بالاضافة الي اجتماعات لجنته التنفيذية مرتين في العام، وهو ادب اداري مجود ارست دعائمه شركة لونرو العالمية وتمت المحافظة عليه عبر السنوات والاجيال واخرهم محمد المرضي اخر الخبراء. المعلومات التي تصنع الاخبار غالبا ما يتم توجيهها لوسائل الاعلام لدعم خط اصحاب القوة وفي هذه الحالة هم مجموعة بورصة الشر من سواقط التشكيل الوزاري الاخير وحملة مفاتيح المكاتب ( لوبي السكر الجديد)، باعتبار ان وضع يدهم علي كنانة ينجز كثيرا في احكام سيطرتهم علي صناعة وتجارة السكر معا، وهي تجارة كانوا يزاولونها استيرادا وهم في سدة الحكم بضمانات مؤسسات الدولة تمويلا مؤجلا، فاستوردوا ماوقع في ايديهم من سكر حتي اشتكي الناس من رائحة السكر المستورد المتعفن، وقاموا باعادة تعبئته في جوالات كنانه للتمويه علي المواطن الصابر وجنيا للارباح وحربا علي كنانة،وكذلك فتحوا مسارا اخر لحملتهم الشنيعة للاحاطة وهو استهدافها في موضوع المراجع العام والذي هو موضوع فني يمكن ان يحل في قنواته الاصليه مع المالكين كما افادت ادارة كنانة نفسها في اول بدايات الحديث عنه واصبح هو سلاح الاحاطة المزور لمافيا السكر وسط استخدام اعلامي كثيف ، وايضا استهداف مديرها محمد المرضي وفتح ملفات متعددة لارهاقه واحباطه ولم ينجح سعيهم لقوة شخصية الرجل وامكانياته وتجربته التي امتدت نحو اربعين عاما الا قليلا في هذه المؤسسة. وعندما استيأس القوم الظالمون استخدموا (دعما سريعا) خالي من الفهم والعقل والحكمة تجسد في شخصية السميح الصديق الذي اتي الوازارة بموازنات جهوية ممثلا لعشائر مليشيات الدعم السريع، لذا كانت غزوة كنانة المؤسفة امام اعين اشقاءنا المساهمين والتي صاحبتها قرارات غير قانونية بالقوة فجرت حالة لن تلملم بسهولة وسوف تتجاوز ردود افعالها الوزيرالسميح ورئيسه الاسير الذي لن يحرك ساكنا، ولعل الاشارة الاهم في هذه المسألة هي امتداد نفوذ وعمليات مليشيات الدعم السريع الي محيط جديد وشكل جديد وتدخل مباشر في حياتنا السياسية والاقتصادية والعسكرية من قبل ليكتمل دمار السودان في كل المجالات علي يد هذا البلاء البغيض..والسؤال الملح: من يفك اسر الرئيس من المليشيات المسلحة ؟!!!!