محمد عبد الله برقاوي [email protected] التاريخ الحقيقي لكذبة أبريل هو غير مؤكد أو مثبت بحقيقة . لكن هناك فرضية هي الأقرب الى التصديق حول أصول هذه المناسبة و تعود الى عام 1582. ففي عام 1562 قدم البابا غريغوريوس التقويم الجديد لمسيحي العالم .. (التقويم المتبع الآن و مقترن باسمه الغريغوري) في عام 1582 أصبحت فرنسا أول دولة في العالم تغير تقويمها من التقويم الجولياني الى التقويم الغريغوري.و ذلك في عهد الملك تشارلز التاسع . وهذا التغير يعني انتقال احتفال رأس السنة من 1 أبريل نيسان الى 1 يناير كانون الثاني. حيث انه وفقا للتقويم الجولياني كان الأحتفال برأس السنة يتم على مدار 8 ايام تبدأ في 25 مارس آذار و تصل الذروة في 1 أبريل نيسان. و بما ان الاتصالات كانت بدائية و معظم الأخبار تتناقل على الأرجل و بالتالي الكثير من الناس وصلها خبر التغير متأخراً و لبضع سنوات أحيانا. فالمتعصبون للتقويم القديم رفضوا قبول هذه الحقيقة و استمروا باحتفالاتهم برأس السنة في الأول من أبريل نيسان. هذا الأمر ادى الى تصنيفهم بالحمقى من قبل عامة الناس و اصبحوا عرضة للسخرية و اطلاق النكات عليهم و جعلهم يقتنعون بزيف بعض الحقائق رغم واقعيتها. ولكن سبب تسمية هذه الممارسة بسمكة ابريل: فقد جرت العادة في مثل هذا اليوم على تعليق سمكة ورقية على ظهر هؤلاء الرافضين للتغير من دون علمهم و الضحية التي تنطبق عليها هذه الخدعة تعطى لقب سمكة ابريل. حيث ان السمك الفتي يكون ساذجا و سهل الأصطياد. انطلقت هذه الظاهرة مع مرور الوقت عبر اقامة المزحات في الأول من أبريل ثم توسعت تدريجيا الى انكلترا و سكوتلندا و انتقلت ايضا الى الجالية الأمريكية بواسطة الأنكليز و الفرنسين. و بسبب هذا الانتشار الكبير للظاهرة اخذت كذبة أبريل طابعا عالميا و اصبح كل بلد يحتفل بهذا اليوم على طريقته الخاصة. لكن بالنهاية هي فقط للدعابة و المرح . الى هنا ومن قبيل تعميم الفائدة مع شكرنا (لسفلي الفكي قوقل ) وللأمانة الصحفية.ينتهي النقل دون تصرف من الشبكة العنكبوتية الذي يلخص لنا مناسبة هذه الكذبة التي إعتبرها أولئك القوم بيضاء ..بينما و حسب تعاليم ديننا الحنيف وما تعلمناه من السنة النبوية الكريمة ..ومن منطلق اخلاقنا كما هو مفترض فإن الكذب لونه واحد وأضرارُه عديدة! ولكن ما يهمنا في مقام هذا المقال أن من غيروا تاريخ السودان وقيدوه في صفحات خدعة فكرهم وجيروا توقيعهم الزائف خلف دفتر شيكات الزمن الذي ضيعوه من عمر الوطن..فقد كان الكذب ديدنهم في كل شهور السنة ومنذ خمسة وعشرين عاماً ..ولم يتوقف إطلاقهم للكذب على تعاقب الذين حلوا محل من مضوا أو عند المتكلسين كذباً دائماً ..! فالرئيس نفسه لم يقسم قسماً غليطاً أو يقايض أهل بيته بقول ما إلا وأتى بعكسه ..فهو حينما يحلف بعدم دخول جندي أجنبي واحد إلى السودان، فذلك يعني أن آلافاً قد دخلوابالفعل ..وعندما تحدث في رمضان قبل الماضي معترفاً بقتلهم أهل السودان في قصف الأطراف حيث ظنه البسطاء أنه قد أتى على توبة نصوحة..مالبث أن زاد عليهم عدداً من شهداء الوسط إبان ثورة سبتمبر فأقر مُجدداً بأن الخطة ب التي تفتقت عن ذهنه شخصياً هي التي أزهقت تلك الأرواح الرقيقة ليعدل بين الريف والحضر حتى في القتل بعد الظلم وهذا فيض من غيض ليس أبرزه قسم قفل البلف عن بترول الجنوب للأبد ولو قاسمونا فيه بالعدل ِوالقسطاس ،ومن ثم النكوص بفتحه قبل ان تداري شوامخ الجبال الشاهدة صدى صوته العالي حتى تمزقت منه الحنجره شفاه الله! ذهب نافع الى الصفوف الخلفية وقد كان مباشراً في سبه وتهكمه وجاهزاً لتلقي ضربات الكراسي ماوراء البحار أو القذف بالأحذية خارج العاصمة أو الطرد من المأتم داخلها ، فأعتقد الذين اراحتهم إزاحته عن مناصبه أن فرعوناً مضي و قالوا مرحباً بموسى..ولكن غندور الذي خلفه كُتب في كل محفل كذاباً ،تارةً يقرظ كوادر حزبهم حينما يصفهم بشعر عذبٍ ليس فيهم لاقولاً ولا فعلاً هم أول من يضحكون في أعماقهم سخريةً منه ..وأخرى في جنوب كردفان فيقول لهم كونوا أهل مغرم .. وتباطأوا ساعة المغنم..ويزيدنا من الشعر بيتاً ويقول إن المؤتمر الوطني من مصلحته ان تكون آحزاب المعارضة كتلة قوية متماسكة لان ذلك يقوي من عضد حكمه..متناسياً أن من فرّق الأحزاب والحركات المسلحة إيدِ سبأ هو ليس المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب أفريقيا وأن رئيسه هو نيلسون مانديلا وليس الرئيس البشير الذي يريد تكسير عصي الحركات المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية فراداً ويرفض جلوسهم على صعيد واحد في حوار الوثبة المزعوم! ثم ذهب الحاج ساطور بعد أن طلع الصباح سريعاًعلى كذبه غير المباح ..فتلاه حسبو كجور الذي بهره دفء المقعد الوثير و مواكب المواتر والصفير ، فطفق يوزع الدشريونات والترليونات في خطبه النارية على الجماهير وكأنه سلطان بروناي تلك البلاد الغنية أو هوفي عقلية مهاتير التنموية حينما وعد أهل الجزيرة بذلك المبلغ المتواضع لإعادة سيرة مشروعهم الأولى وكان يكفي فقط عشرة مليار دولار من ريع البترول الذي تبخر في جيوب الفساد لإعادة الِسيرة إياها.! أما الناطق العسكري الصوارمي .. فما خرج نافياً ضربة أو سقوط طائرة.. إلا ليؤكد حدوث ما ينفيه بكذبة ، بعد أن تكون الحقيقة قد سبقته الى المسامع والعيون عبر الفضاء الذي لايرونه إلا في حدودهم نواظرهم القصيرة ! فياجماعة مهلاً مهلاً .. وهونوا علينا في .. ( التقنبل ) فقد طالت قنابيرنا في أعينكم أكثر من اللازم! نعم نحن نتفهم إيمانكم الذي يجعلكم تخالفون الكفار في بدعة كذبة ابريل الموسمية..فأصبحتم تطلقون الكذب علينا طول العام من قبيل الكرم في رسم البسمة على وجوهنا السعيدة بتلك المزحة منذ أن علقتم سمكة مشروعكم الورقية التي أسمنتا وأغنتنا ،فوق ظهورنا على مدى أبريلكم طول العام من اليوم الأول ودخولكم علينا بمصداقية إذهب أنت الى القصر رئيساً وسأنتظرك أنا حبيساً ! فظللنا حبيسين من ساعتها خلف أسوار كذبكم الشائكة الأسلاك !