كمال كرار [email protected] في مثل هذا اليوم قبل سنة بالتمام والكمال خرجت جماهير ودمدني تحتج علي زيادة أسعار الوقود،وطافت المواكب الشوارع والأحياء تندد بالنظام،وهرب السدنة من المقرات الحكومية،ومن دور المؤتمر الوطني،وجاءت الشرطة بالهراوات والبمبان والرصاص،والناس عزل إلا من التصميم علي مواصلة الإحتجاج السلمي،فلم يستطع القمع إسكات صوت الناس أو تفريق المظاهرات التي صارت مليونية،فاستعان التنابلة بالقناصة والجنجويد،فسقط العشرات من الشهداء والجرحي،ثم (هندس)نفس التنابلة مسرحية تخريب المنشآت،بواسطة نفس القتلة،وخرجت البيانات الحكومية تندد بالمخربين،ورجع القتلة إلي قواعدهم سالمين. وفي الأيام التالية حدثت نفس المشاهد في الخرطوم والأبيض وعطبرة وبورتسودان وغيرها من المدن،وكانت النهايات نفس النهايات،وملأ الدم المسفوك الشوارع والمستشفيات . سنة – يعني 12 شهر – مرت ولم تكن هنالك أي لجنة تحقيق مستقلة،لكشف الحقيقة المجردة،عن الذين أطلقوا الرصاص علي المتظاهرين السلميين . سنة – يعني 365 يوم- ولم تفتح الجهات الرسمية أي بلاغ ضد أي زول تسبب في مقتل المئات من الشهداء في شتي أنحاء السودان . سنة – يعني 8760 ساعة – مرت والبلاغات التي دونها الأهالي شطبت،أو خرج المتهمون فيها بالبراءة رغم الأدلة والشهود . سنة – يعني 525600 دقيقة- والمئات من المتظاهرين السلميين،قبضت عليهم السلطات وأودعتهم الحراسات وجرجرتهم في المحاكم والنيابات،ورفضت إطلاق سراحهم بالضمانات،يا للإنتهاكات !!! سنة – يعني 31.5 مليون ثانية – والمئات من الناس جري اعتقالهم بواسطة السلطات الأمنية،دون تقديمهم للمحاكمة،وتهمتهم بالطبع معارضة الحكومة. سنة صرفت فيها الحكومة ما صرفت علي السلاح والتعبئة والطوارئ،ثم عادت تقول أن الميزانية (خربانة)وأن المطلوب رفع الدعم عن البنزين والجازولين للمرة الثانية . وسنة مرت والجماهير التي سالت دماؤها تراكم الغضب والسخط لجولة جديدة من النزال،مع عدو اغتصب السلطة قبل 25 سنة،ثم قال (جينا بالبندقية والداير يقلعنا يجي بالبندقية). سنة كاملة وأسعار السلع والضروريات في ارتفاع مستمر،والغلاء سيد الموقف .سنة كاملة والجنيه السوداني يتهاوي أمام الدولار والعملات الأجنبية . سنة كاملة والماهية فقط تساوي(7) كيلو لحمة،والمعاش لا يغطي تكاليف المواصلات والمساسقة لشباك الصرف . سنة كاملة والفساد مستمر(إلي أن يسقط النظام)،والفاسدون أهل المناصب الدستورية والحصانات،ولهم قصور وعمارات،وعربات يسمونها سيارات . سنة سجلت بأحرف من نور قدرة هذا الشعب علي مواصلة المقاومة لإسقاط أي نظام ديكتاتوري مهما كلّف ذلك من تضحية . سنة كاملة مرت،واسطوانة الحوار المشروخة،تحاول أن تخفي آثار القتلة،بيد أن من يحاور القاتل هو شريك في الجريمة . سنة كاملة،وفجر جديد يتخلق في رحم الشعب السوداني،غصباً عن السدنة والتنابلة،هو فجر الحرية والديمقراطية . سنة كاملة مرت،ولن نقول سوي (عفارم عليك يا شعب السودان)،والشعب يريد إسقاط الكيزان .