[email protected] بقدر ما هالتنى الجريمة النكراء التى إرتكبتها عصابات المؤتمر الوطنى فى منطقة تابت، بقدر ما هالنى حجم الصمت وعدم الإكتراث الذى قابل به الشعب السودانى هذا الحدث الصدمة، أين النخوة وأين المروءة؟ أم أنهم قد تبنوا موقف عمر البشير فى موضوع إغتصاب الغرباوية والذى إعترف به شيخه وعرابه وولى نعمته حسن الترابى والذى نقلته الأسافير وسارت به الركبان، لتذكير من يمعنون فى النكران وإستغشاء الثياب أن هذه الإفادة قالها الترابى أثناء مسرحية إنتخابات المؤتمر الوطنى الهزلية عام 2010م، ومن أن أراد يستوثق من ذلك أو أن ينعش ذاكرته فليذهب إلى موقع يوتيوب فى الإنترنت ليحصل على مبتغاه. هل يُعقل أن يكون الهوان وصل بالشعب السودانى إلى هذا الحد من اللامبالاة وعدم الإكتراث وموات الإحساس؟ أين الكتاب والإعلاميين وأصحاب القنوات من الذين يسودون أوراق الصحف ويُعدون من ضمائر الأمة ؟ أين دينكم الذى تتدعون أنكم متعصبون له ؟ لقد صدق من قال أن الدين الإسلامى عند بعض أهل السودان يقترن باللون والسحنة فقط ويبدو أن ما قيل صحيح وإلا فأين النخوة والتعصب للإسلام والمسلمات يُغتصبن فى منطقة تابت ولا أحد يكفكف دمعاتهن ولا يرفع صوته بكلمة إدانة أو إحتجاج؟ ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكراً فليغيره بيده وإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه….تُثارون من إمرأة تغتصب فى العراق وطفل يُقتل فى فلسطين، ولا تكترثون لإغتصاب 200 إمرأة من نساء الوطن؟ ‘إنها خيبة!! لقد قال المناضل نيلسون مانديلا ليس حُراً من يُهان أمامه إنسان ولا يشعر بإهانة. كنا نعتقد أن أعز ما نملكه هى اللُحمة الوطنية وأننا ندين بالولاء لوجداننا الوطنى ليُمثل لنا جداراً وملاذاً آمناً يقينا شر النوائب ويحمينا من نازلات الدهر من أمثال حكومة البشير وكل الأنذال الذين يدورون فى فلكها ويسبحون بحمدها، وأننا بتواثقنا الوطنى سنتغلب على الصعاب ونضع وطننا فى مصاف الدول المتقدمة، ولكن بالله دلونى على شعبٍ مات به الإحساس يستطيع أن ينتصر فى معركة وطنية، قتالية كانت أم معركة بناء وطن مهدوم ومتخلف، وثوبه الإجتماعى بهذه الرثاثة؟، وما أكثر المعارك التى تنتظرنا، وسنعدد بعضها إن حاول البعض تغافلها والتشكيك فيها، أليست معركة إسترداد أرضينا المغتصبة مثل حلايب والفشقة رأس الرمح فيها وحدة الشعب السودانى وتلاحم بنيه وإحساسهم المشترك بمصيرهم المشترك؟، أليست معركة تنمية بلادنا ووضعها فى مصاف الدول المتقدمة معركة تنتظر منا تلاحم الصفوف والزود بالغالى والنفيس لننتصر فيها؟ دلونى كيف ينتصر شعب ومائتين من نسائه يُغتصبن فلا يُحرك ساكناً ويتمنى على الله الأمانى؟، ماهى فائدة الأهل والآصرة الإجتماعية عندما تتنزل المصائب على رأسك وتدلهم الخطوب فى وجهك وتسود الدنيا أمام ناظريك فلا تجد من يكفكف الدموع فى وجهك؟. ظللنا نطالب بحل قضايا الوطن سلمياً وحاولنا أن نستنهض الهمة الوطنية من أجل الوصول إلى حل لقضايانا الخلافية وفق منطق الخلاف وفلسفته، وهى ألا نشتط وألا نفجر فى الخصومة وأن نحرص على الحفاظ على الكثير من القيم دون التفريط فى الحقوق العادلة، لكننا للأسف نلاحظ أن ذلك لا يزيد المؤتمر الوطنى إلا فجوراً وسفوراً، فقد ظل يضرب بكل القيم عرض الحائط وأصبح يستخدم سياسة الأرض المحروقة فى دارفور، وأصبحت أرواح المواطنيين وأعراضهم عنده أرخص من أى شئ فى هذه الدنيا، وكان الأمل يحدونا أن يقول الشعب السودانى كلمته إزاء فظائع حكومة المؤتمر الوطنى التى أصبحت تتوالى حتى أصبحت هذه الفظائع مجرد حوادث لا يُلقى لها بال، ولكن يبدو أن الأمر قد فاق الحد وأنه آن الآوان ليدرك الجميع أن إرتكاب مثل هذه الفظائع لن تقف عند حدها إلا بعملٍ فاعلٍ ومؤثرٍ على الأرض، فقد أثبتت تجربتنا المريرة مع نظام مثل نظام المؤتمر الوطنى أنه لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى …حتى يُراق على جوانبه الدم. وسنرى أى منقلبٍ سنقلب إليه الظالمون.