نقلت جريدة الجريدة مطلع هذا الأسبوع تهديداً مبطناً لممثل جهاز الأمن والمخابرات زاهر محمد ورد فيه أن الجهاز يمتلك تقنيات عالية ومتطورة تمكنه من السيطرة وحجب كثير من المواقع الالكترونية وضرب مثلاً بصحيفتي الراكوبة وحريات لأنهما – بحسب زعمه – تسيئان إلى السودان وتهددان أمنه القومي .. ومن قبل صرح السيد مصطفى عثمان اسماعيل قائلاً أن ما يكتب في الصحافة الاليكترونية سبب رئيس في عزوف المستثمرين عن الاستثمار في السودان. حسنا فعل الخبير الالكتروني زاهر محمد بتصريحه هذا الذي قدم من خلاله دعاية مجانية للراكوبة وحريات ولفت أنظار قراء الجريدة الورقية إلى هاتين الصحيفتين الإليكترونيتين اللتين ترعبان النظام وتعملان على فضح ممارساته وجرائمه، لكنه لم يوضح تفصيلاً للسادة القراء كيف لهاتين الصحيفتين أن تهددان أمن البلاد.. يظن هذا الخبير الالكتروني أنه يستطيع ممارسة هوايته في مصادرة الرأي الآخر الذي تحمله الأسافير مثلما يصادر أعداد الصحف الورقية بعد الطبع ويكبد أصحابها خسائر كبيرة فقط لأن الصحيفة كتبت ما لا يرضي من القول صاحب القصر وحزبه وجهاز أمنه.. نسي هذا الخبير أننا نعيش في عالم مفتوح الفضاءات وأن ما تكتبه الراكوبة وحريات تطير به في لمح البصر مواقع أخرى كالفيسبوك وتويتر والواتساب وغير ذلك مما يستحدث كل صباح من وسائل تتخطى الحدود والحواجز وتقنيات الحجب.. كان الأجدر بهذا الخبير الالكتروني أن يدعو جهاز الأمن إلى حجب المواقع الإباحية التي تفتك بثروة البلاد وتنشر الفاحشة والرذيلة بين أوساط الشباب.. ولكي لا نلقي الكلام على عواهنه ويكون حديثنا مجرد ادعاء بلا أدلة، نلقي نظرة في موقع أليكسا المتخصص في ترتيب المواقع حسب عدد مرات الزيارة في كل بلد، ونبحث في ترتيب المواقع الأكثر تصفحاً داخل السودان .. سنجد الترتيب هكذا : يحتل محرك البحث العالمي قوقل المرتبة الأولى في عدد الزيارات، يليه موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وثالثاً يوتيوب، رابعاً ياهو، خامساً: Ask.com ، وتجيء الراكوبة في الترتيب السادس .. بينما حصل موقع النيلين على الترتيب الثامن وصحيفة الانتباهة على الترتيب التاسع عشر. المفاجأة والحقيقة المفجعة التي يعرفها جهاز الأمن والمخابرات الوطني ويغض الطرف عنها هي أن الموقع الذي يحتل الترتيب رقم 24 من حيث عدد الزيارات داخل السودان حسب أليكسا هو موقع إباحي صرف، والذي يحتل الترتيب ال 26 موقع إباحي أيضاً يعرض أفلاماً ومقاطع جنسية كما هو واضح من اسمه ، والأدهى أن هذين الموقعين يتقدمان من حيث عدد مرات الزيارة داخل السودان مواقع كبرى وشهيرة مثل: سوداني (28) ومايكروسوفت (33) وموقع وكالة سونا للأنباء (35) وموقع الجزيرة نت (37) وموقع قناة الشروق التي تحتل الترتيب التاسع والأربعين. لعل هذه النظرة السريعة في أليكسا تفسر لنا سبب تزايد جرائم اغتصاب الفتيات والتلاميذ القصر التي تعج بها الصحف حتي لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع أو نقرأ خبراً عنها. فالمجتمع يئز ويستعر بالشهوة وشبابه في أروقة الجامعات وقاعات الدرس منكبون على هواتفهم ومشغولون بمطالعة المواقع الإباحية وتبادل المقاطع الجنسية ثم يكون نتاج التطبيق العملي اكتظاظ دار المايقوما باللقطاء ومجهولي الأبوين. فإن كان جهاز الأمن والمخابرات الوطني يعلم بأمر هذه المواقع ويغض عنها الطرف حتى لا يلتفت الشباب وهم عماد المجتمع وقلبه النابض إلى سارقي أموالهم ومغتصبي حقوقهم فتلك مصيبة، وإن كان لا يدري فالمصيبة أعظم.. إن كان هذا الجهاز (القومي) حريصاً على البلاد وحماية أمنها القومي فليسارع إلى حجب هذين الموقعين وجميع المواقع الإباحية الأخرى وله من المقدرات والتقنيات كما يقول الخبير الإلكتروني ما يستطيع ذلك. فهي العدو الحقيقي الذي يهدد البلاد في أعز وأثمن ثروة لديها شبابها وفتياته، أما الراكوبة وحريات فلا تهددان إلا أمن اللصوص ولا تقض إلا مضاجع سارقي قوت الشعب. والله المستعان عمر أحمد حسن – الرياض أليكسا: http://www.alexa.com/topsites/countr…DrxM.dpufAlexa عمر أحمد حسن [email protected]