نورالدين عثمان * الحكومة قبل شهور تتحدث عن اسباب الأزمة الحادة للخبز في عيد الاضحية الفائت وقالت انها كانت بسبب نقص العمالة في المخابز ايام العيد ، ولكن انتهى العيد وعاد الجميع لاعمالهم بما فيهم عمال المخابز وظلت الازمة مكانك سر لا انفراح لا حلول ، يعني اسباب الحكومة مجرد حجج فطيرة .. !! * البرلمان المبجل ، يدعو الحكومة لرفع ما تبقى من دعم عن القمح ، ويقول ان اسباب أزمة الخبز بسبب التجار الذين يحتكرون تجارة الدقيق ، ويستفيدون من الدعم الحكومي الذي لا يصل للفقراء ، وسبق وان قامت الحكومة برفع الدعم ثلاث مرات عن القمح والمحروقات بحجة ان الدعم يستفيد منه السفير الامريكي والاغنياء ولا يصل الى الفئات المستهدفة وهم الفقراء كما تقول الحكومة ، مع ملاحظة ان هذه الاسعار لو تضاعفت عشرات المرات لن يتاثر السفير الامريكي او الايراني ولن يتاثر الاغنياء وتجار السلطة والقطط السمان بهذه الزيادات فهم محصنون ضد زيادة الاسعار ، ومعروف ان الطبقات التي تتاثر بزيادة اسعار الخبز والمحروقات هي الطبقات الفقيرة اما بالنسبة للطبقات الغنية تعتبر سلع مثل الخبز والمحروقات من الاحتياجات التافهة جدا ، فهم ينظرون لاسعار السلع الكمالية والرفاهية اكثر ، كالسيارات والطائرات والعقارات وتذاكر السفر لقضاء العطلات في افخم المنتجعات العالمية وليس في قائمة طلباتهم ما يعرف بالخبز والبنزين .. !! * المضحك والمبكي في الامر هو الادعاء الحكومي الكاذب بتنفيذها لخطة ترفع بموجبها الدعم عن الدقيق والمحروقات ( بالتدرج ) وهذه الخطة في صالح الفقراء ، والحقيقة المرة هي ( لا يوجد شئ اسمه دعم اساسا ) فالمحروقات والدقيق تباع بالاسعار العالمية والحكومة تزيد الاسعار وتاخذ من الفقراء اموالهم بالقوة لتحل مشاكلها المالية ، والفئات الوحيدة التي تتضررت من هذه الخطة الرفع دعمية هي الفئات الفقيرة ، زادت بسببها اسعار الخبز وزادت اسعار المواصلات العامة وزادت اسعار المواد الغذائية وزادت اسعار الزيوت والبصل والخضروات بسبب زيادة الترحيل والجازولين وبالمقابل لم تتاثر اسعار السلع الكمالية والرفاهية التي يتمتع بها الاغنياء ، ولن تستطيع حكومة البشير اقناعنا بخطتها الرفع دعمية التدرجية الفاشلة التي خلقت اكبر معناة في تاريخ الفقراء واصحاب الدخل المحدود في البلاد ، ومهما ساقت لنا التبريرات الفطيرة ستظل حكومة البشير افشل حكومة مرت على تاريخ هذا البلد ، وليعلموا ان أزمة الخبز الحالية بسبب فشل المواسم الزراعية المتكرر وبسبب انعدام العملات الحرة وكل هذه الاسباب بسبب الفساد الحكومي وسيطرة الحزب الواحد ، ولو ظلت الحكومة ترفع الدعم المزعوم عشرات المرات لن تحل الازمة الاقتصادية ، وليعلموا ان الحل فقط في اعترافهم بالفشل والتنحي عن الحكم ، وكفى الله المؤمنين شر القتال .. !! مع كل الود