( ما ) حمير !! الفاتح جبرا لعل الخبر الرئيس في الأيام الماضيات هو ضبط شرطة أمن المجتمع بالكلاكلة مصنعاً عشوائياً لتصنيع البيرقر والسجوك من لحوم الأبقار النافقة داخل منزل بمنطقة الكلاكلة جنوبيالخرطوم حيث ألقت الشرطة القبض على ثلاثة أفراد يديرون المصنع، وضبطت كميات كبيرة من اللحوم المصنعة جاهزة للتوزيع . الخبر تم تداوله على وسائل التواصل الإجتماعي (بالصورة) التي تظهر اللحوم المصنعة في شكل (بيرقر وسجوك وكفتة) وإلى جانبها صورة لشاحنة نصف نقل محملة بالعظام والمخلفات من أقفاص صدرية وخلافه ، وقد جاء في الخبر ان اللحوم هي (لحمير) أعزكم الله ! لكن العميد شرطة الدكتور عامر عبد الرحمن مدير شرطة أمن المجتمع بولاية الخرطوم نفى نفياً قاطعاً بان تكون اللحوم (المقبوضة) لحوم حمير، حيث أن الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي والواتساب لحوم فاسدة منتهية لأبقار وليست حميراً ! أما مدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم اللواء إبراهيم عثمان فقد صرح للمركز السوداني للخدمات الصحفية بأن الكميات المضبوطه تتبع إلى أحد المصانع العاملة في تصنيع اللحوم مبيناُ أن التحريات أثبتت أن إدارة الجودة في المصنع إستبعدت هذه المنتجات وقررت إبادتها لعدم الصلاحية إلا أن أحد العمال وهو المسؤول عن عمليات الإبادة قام ببيعها للمتهم الثاني مقابل 5 جنيهات للكيلو وأنه كان بصدد توزيعها في منطقة جنوبالخرطوم وقد دعا (سعادة اللواء) إلى تحري الدقة في تناول الأخبار المتعلقة بصحة المواطن وعدم تداول الشائعات التي تؤثر على السلامة العامة … من التصريحين يتضح أن (الشرطة) تريد أن تؤكد للمواطنين أن هذه اللحوم الفاسدة وغير الصالحة للإستهلاك (غير الآدمي ذاتو) هي لحوم لأبقار نافقة وليس (لحمير) كما تم تداوله، حيث أن هذه اللحوم لو كانت (لحوم) حمير سوف تؤثر على السلامة العامة ولكن كونها لحوم أبقار فاسدة وغير صالحة فإن ذلك لا يؤثر على السلامة العامة !! العبد لله ليس بيطرياً ولكنه على يقين بأن لحوم (الحمير) غير الفاسدة أقل ضرراً من لحوم الأبقار الفاسدة ، وقد فعلت الشرطة خيراً وهي تقوم بالقبض على هؤلاء المجرمين معدومي الضمير ولكن المشكلة تكمن في أن نسبة الجريمة (المكتشفة) كما يقول علماء الإجرام لا تتجاوز في المتوسط 10% إذ لا يمكن لأي (شرطة) كانت حتي في الدول المتقدمة أن تتواجد في كل مكان خاصة إذا إستصحبنا معنا الإحترازات التي يقوم بها المجرمون ! وهذا بالطبع يؤكد أن هنالك الكثير من معدومي الضمير الذين يقومون بذبح وتسويق لحوم ما أنزل الله بها من سلطان (لو بقت على الحمير كويس) دون أن ينكشف أمرهم ، وغني عن القول أن إنعدام الرقابة على المطاعم والكافتيريات والجزارات تعتبر محفزاً لممارسة هذه الأعمال الإجرامية إذ أن أجهزة الدولة المناط بها هذه الرقابة أضحت أجهزة (جبايات) وتحصيل .. أفتح مطعماً وسوف يأتيك (بتاع الرخصة التجارية) ومن بعدة (الرخصة الطبية للعاملين) ومن بعده (بتاع النفايات) ومن بعده (بتاع العوايد) وبتاع أيه مش عارف … الشخص الوحيد الذي لن يأتي إليك هو المسؤول عن التعرف على صلاحية ونوعية ما تقدمه من طعام وزيوت ولحوم ! الرقابة على الأطعمة معدومة تماااماً رغم جيوش وجحافل العمال والموظفين الذين تعج بهم المحليات .. ومثل هذا المصنع الذي تم القبض على أصحابه مؤخراً (الله بس عاوز يكشفو) لان المسألة لابد أنها تمت عن طريق الصدفة المحضة لا غير … لا شك أن تردي الوضع الإقتصادي الذي إنعكس على المواطن قد أدي لوجود مثل هذه (الممارسات) التي لم يألفها أهل السودان (ودي المناظر.. الفلم لسه) وإن لم يكن هنالك من التشريعات التي من شأنها ردع مرتكبي هذه الجرائم الخطيرة والدخيلة على مجتمعنا فسوف تنقرض (الحمير) و (الكلاب) والمواطنين كمان !! إن إصرار البعض على أن اللحوم التي تم القبض عليها هي لأبقار نافقة يذكرنا بتلك الطرفه التي تقول بان احدهم كلما تزوج واحدة لا يمر وقت قصير حتى يتوفاها الله فقال له صديقه ممازحاً: - يا ااخ إنتا بتجيب النسوان البموتو ديل من وين؟ ونحن بدورنا نتساءل : - الناس دي بتجيب الأبقار النافقة دي من وين؟؟ كسرة : أبقار نافقة .. حمير حية .. كلاب نايمة .. ده مش الموضوع .. الموضوع شوف نحنا كنا وين وبقينا فين؟ كسرة ثابتة (قديمة) أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو وووو وووو وووو وووو)+(وووو) +(وووو) كسرة ثابتة (جديدة): أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(وووو)+(وووو).