رغم الإمكانيات التي يعدها القائمون علي أمر مستشفي الدمازين معقولة لحد ما ، بالنظر الي المستشفيات الموجودة بولاية النيل الازرق، الا ان شكواهم تاتي في اتجاه آخر وهو غياب الثقافة الصحية بالنسبة لمواطني الولاية، ويقول الاطباء انهم يواجهون صعوبات كبيرة في التعامل مع المرضي، ويعزون ذلك لسبب انخفاض الثقافة الصحية التي ترجع لعدم تلقي التعليم اذ يواجهون صعوبة في اخذ العينات وايصال العينة سليمة، ويعرف الاطباء بان هناك انتشار لععد من الأمراض بالمنطقة، منها الملاريا والتايفويد ، ومع ان الأطباء يتحدثون عن قدر لا باس به من الإمكانيات بالمستشفي الا ان الإداريين اشتكوا من نواقص عديدة بالمشفي. نقص كبير: يقول المدير العام للمستشفى د.الحسين محمد ابراهيم ل(أجراس الحرية) ان مستشفى الدمازين كغيره من المستشفيات يعاني من النقص،، اولاً المستشفى لا يوجد به اختصاصي تخدير ولا اشعة ولا علم امراض ونضطر لتحويل العينات الى الخرطوم الى جانب وجود اخصائي جراحة واحد وهو شخص يجمع بين الادارة وعمل الجراحة. ومن الاشياء الايجابية حالياً ان المستشفى يوجد به منظار جراحي وتشخيصي حصلنا عليه بمجهوداتنا وتزامن وصوله مع وصول القافلة الطبية. اما المدير الطبي للمستشفى د. منير علي عثمان يقول ان مستشفى الدمازين تأسست في عام 1961م مع انشاء خزان الروصيرص بهدف علاج الكوادر العاملة بالخزان . وعن امكانيات المستشفى وضح لنا د. منير ان المستشفى به 200سريراً ويضم 9 تخصصات الجراحة –الاسنان- العلاج الطبيعي- الانف والاذن والحنجرة- والنفسية- النساء والتوليد –العيون –الاطفال والباطنية ، الى جانب أقسام للحوادث والاشعة، ومعمل، وقسم العمليات والاحصاء والمعلومات ، وبنك الدم والتغذية . و بالمستشفى عشرة اختصاصيين و32 طبيب عمومي واطباء امتياز و 25 من سسترات الى ممرضات و61 قابلة.. لا يوجد بالمستشفى وحدة لغسيل الكلى وهذا العدد من الاطباء والاختصاصيين غير كاف لان المستشفى يستقبل الحالات من الدمازين والروصيرص وطرافهما وهو المستشفى الوحيد التعليمي بالمنطقة. اكثر الامراض انتشاراً ، يقول د. منير انها الملاريا والتيفويد وسوء التغذية.. أما بالنسبة للادوية فتأتي مجاناً في حالات الطوارئ فقط ، وخلاف ذلك يشتري المريض الدواء. النفايات.. لاوجود لمحرقة: ويواصل د. منير حديثه قائلاً: كان هناك نقص في المعدات قبل التأهيل،، والان لا يوجد نقص كبير ، هناك نقص في معدات الجراحة.. بالنسبة للكوادر هناك نقص في الاختصاصيين والاطباء العموميين ونقص في الكوادر المساعدة ،، و من المشاكل التي تواجهنا كيفية التعامل مع الجثث ،، فالمستشفى لا توجد به مشرحة . وايضاً لا توجد غرفة للعناية المكثفة اضافة الى معاناة من التخلص من النفايات الطبية لعدم وجود محرقة خاصة بالمستشفى، اذ لا توجد وسيلة تخلص سليم من النفايات الطبية و يتم التعامل معها كنفايات عادية ، ونجتهد في فرزها من النفايات العادية بمجهودنا،، ومن اجل توفير سلامة العاملين خاطبنا وزارة الصحة الاتحادية عبر الوزارة الولائية ولكن لا جدوى حتى الان ويختتم د. منير حديثه بان المستشفى بدون سور مما يعرض العاملين والمرضى لعدة مشاكل. صعوبات مالية: يقول المدير الادارى للمستشفى الدمازين محمد ادريس الماحي ان المستشفى صار مستشفى تعليمي نظراً للتوسعة التي حدثت به، اذ يستوعب طلاب اكاديمية العلوم الصحية وطلاب التمريض لتلقى التدريب فيه ، كما يضم عدة اقسام متخصصة ،، حصلت التوسعة والتأهيل للمستشفى في عام 2007م وافتتحه رئيس الجمهورية في 28/10/2009م،، والتاهيل شمل الشبكات الكهربائية والصرف الصحي والمياه والمداخل والمخارج و اقسام الولادة والعمليات. يشهد المستشفى نقص اخصائي الاشعة اذ يوجد اخصائي بالقسم ويباشر العمل الفنيين ،، و لا توجد مشرحة ولامحرقة ولا غرفة عناية مكثفة ولا مغسلة ولا عنبر للعزل ولا مطبخ…! وهذه الاحتياجات رفعت الى رئيس الجمهورية وتم التزام رسمي بانشاء المشرحة وغرفة العناية المكثفة وباقي النقص تكفلت به حكومة الولاية. ويقول ادريس ان المستشفي يواجه من النواحي الادارية نقص فى العربات لترحيل الاطباء والادريين، ونواجه كذلك صعوبات مالية في صرف البدلات، و بدل العطلة والاجر الاضافي وبدل استدعاء ،، وهذه كلها ترفع بها تقارير لوزارة المالية من الايجابيات بالمستشفى تخصيص عنبر للمرافقين وهو على وشك الافتتاح حيث تبرعت به منظمة باتكو. غياب الثقافة الصحية: في جولتنا داخل معمل مستشفى الدمازين التقينا بمسؤولة المعمل د. راوية الامين بدأت حديثها لنا قائلة ان المعمل كان به نقص ولكن بعد عمليات الصيانة اصبح المعمل الان مجهز تماماً ، ما عدا فحص العينات الخاصة .. فقط نعاني في التعامل مع اهالي المنطقة لتدنى الثقافة الصحية بين المواطنين ، ويرجع ذلك لتدنى مستوى التعليم ، اذ نجد صعوبة في اخذ العينات وايصال العينة سليمة. وعن الامراض المنتشرة بالمنطقة تقول د. راوية تنتشر الملاريا والتيفويد بصورة كبيرة وعن العلاج تقول علاج الملاريا فقط يصرف مجاناً وباقي العلاج عن طريق التأمين الصحي ان وجد. نهار المستشفي: صباح الاثنين الاول من يناير المنصرم لم يكن عاديا بمستشفى الدمازين حيث تجمع المئات من المواطنين امام المستشفى يحاول كل فرد الظفر بفرصة مقابلة اطباء القافلة التي حضرت من بريطانيا وايرلندا لولاية النيل الازرق بغرض تقديم خدمات طبية مجانية للمواطنين وبدأت المستشفى مهيأ تماماً لاستقبال القافلة الطبية لتقديم خدماتها الطبية داخل المستشفى تجمهر النساء والرجال والاطفال والشيوخ وعلا الضجيج في كل مكان واغلقت تلك الحشود مداخل العيادات. قصدنا احدى الممرضات وتدعي فضيلة غربة سألناها على الحشود الهائلة من المواطنين داخل وخارج المستشفى فردت على سؤالنا قائلة: ان المستشفى كان مغلق لمدة ثلاثة اشهر بهدف اجراء الصيانة اضافة الى حضور القافلة الطبية التي تقدم الخدمات الطبية مجاناً للمواطنين الذي يعاني اغلبهم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي لا تسمح بتوفير مصاريف العلاج لذلك توافدوا من الدمازين واطرافها والروصيرص والقرى المجاورة حيث تمت عمليات التسجيل في هذه الكروت حتى نستطيع تنظيم عملية مقابلة الأطباء. وتواصل فضيلة حديثها قائلة : المستشفى يتلقى العلاج فيها مواطني الدمازين والقرى المجاورة حيث يتم العلاج عن طريق التأمين الصحي ان وجد فكثير من المواطنين لا تسمح ظروفهم باستخراج التأمين الصحي عن اكثر الامراض انتشار في المنطقة تقول فضيلة الاسهالات لدى الاطفال والتهاب الكبد الوبائي والكلازار وسوء التغذية وتضيف فضيلة ان الثقافة الطبية لدى انسان النيل الازرق غائبة تماماً ومستوى الفهم الصحي ضعيف وفي احيان كثيرة يرفضون العلاج والبقاء داخل المستشفى ونجد صعوبة في التعامل معهم .