مدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق واكبر محلياتها تعتبر المدينة الأولي في الولاية من حيث العمران والخدمات والمرافق العامة والحركة التجارية و بها أكبر عدد من المدارس والمستشفيات، و بالرغم من كبر عدد من المستشفيات والمدارس إلا أن حال هذه المستشفيات والمدارس يغني عن السؤال «الصحافة» انتقلت للدمازين ودلفت إلي المستشفي فكان شكلها خير عنوان لمعاناة أهل المنطقة فالتقيت بالمدير الطبي للمستشفي دكتور الشفيع خالد القاضي -31 سنة - من أبناء مدينة الدمازين فسألته عن المستشفي وحالتها فبدأ بالأقسام وهي تسعة تتمثل في : الباطنية أختصاصيان، الجراحة أختصاصي، الأطفال أختصاصي، النساء والتوليد أختصاصيان، الأمراض النفسية أخصائي، الأنف والأذن والحنجرة ختصاصي، العيون ختصاصي، الأسنان أختصاصي والجلدية ختصاصي أيضا، لكل هذه الأقسام عنبر وبالمستشفي بنك للدم، وعن المعامل قال»يوجد بالمستشفي معملان احدهما عادي وأخر للأنسجة ويوجد اختصاصي أنسجة» بالنسبة لأطباء الامتياز فقال»مع كل اختصاصي يوجد 10 من أطباء الامتياز» وواصل «انخفاض عدد الأطباء في الولاية يعود الي أن بيئة المنطقة صعبة ولا يمكن العيش فيها إلا لأبناء المنطقة وهي غير مشجعة لجلب الموظفين من خارج الولاية أضف إلي ذلك ضعف المرتبات والحوافز والأختصاصيون الموجودون للأقسام الأربعة الرئيسية فقط، ويوجد أطباء عموميون موزعون علي بقية الأقسام ولكن لا يوجد نواب أطباء بالأقسام وهم مهمون جدا. كذلك يوجد نقص في عدد العمال»، ويواصل دكتور الشفيع «توجد بالمستشفي غرفتان للعمليات صغيرة وكبيرة هنالك نقص حاد في معدات العملية الصغيرة يجعلها غير معدة للعمليات ، كذلك توجد غرفتان للإنعاش ، بالرغم من كثرة العنابر إلا أنها غير معدة وغير مكتملة خاصة عنبر الأطفال والنساء والتوليد نسبة لقلة السرائر يتم استخدام السرير الواحد لطفلين وكل عنابر الحوادث بها نقص حاد» أما بالنسبة للصحة والبيئة بالمستشفي يقول المدير الطبي لمستشفي الدمازين «أكبر مشكلة تواجه المستشفي هي مشكلة الصرف الصحي لوجود خلل هندسي كبير هو الآن متوقف عن العمل ومعرض للانهيار في أي لحظة وبانهيار الحمامات سوف تنهار العنابر المجاورة والمشكلة الثانية كانت تلوث البيئة بالمستشفي بالأنقاض والأوساخ» أما الصيدليات فقال»بالمستشفي ثلاث صيدليات واحدة للطوارئ واثنتان دواء دوار وكل هذه الصيدليات يتم إمدادها بالأدوية من الإمدادات الطبية من المركز وهي غير كافية لان التقرير الذي تعتمد علية الإمدادات الطبية لتزويد الصيدليات بالأدوية تم اعداده عام2005 وعليه فقد حدثت زيادة في اعداد المرضي لم تواكبها زيادة في حصة المستشفي من الأدوية مع العلم أن المستشفي يقدم برنامج العلاج المجاني للأطفال أقل من خمس سنوات وهذه واحدة من الأسباب التي تؤدي إلي ازدحام عنبر الأطفال» أما المرتبات فيقول ليس هناك نقص وكل الكوادر الموجودة بالمستشفي تصرف رواتبها في الوقت المحدد، سألته عن الإضرابات التي حدثت بالعاصمة و أثرها علي الأطباء فأجاب»كان لها أثر ولكن تم فك الإضراب بأسرع ما امكن من خلال معالجة مشاكل الأطباء لان الوضع هنا لا يستحمل وليست هناك بدائل متاحة لذلك كان لابد من حل المشكلة» أما بشأن ارتفاع معدلات الوفيات التي تحدث في المستشفي فيذهب المدير الطبي لمستشفي الدمازين للقول انها حالات طبيعية جداً. في أثناء جولتنا التقيت بفائزة ميرغني-43سنه الدمازين- منسق بقسم الصحة الإنجابية فسألتها عن المستشفي ودوره في توعية الأمهات فقالت»الهدف من عملها هو توعية النساء الحوامل بأهمية صحة الطفل والأم لأنه نتيجة لجهل الأمهات بأهمية المحافظة علي صحتهن وصحة أبنائهن تزيد معدلات الوفيات في الأمهات والأطفال في ظل بساطة إنسان المنطقة علما بأن اجزاء واسعة من الولاية تعتمد علي «دايه الحبل» ما جعل ولاية النيل الأزرق تسجل اكبر حصيلة من الوفيات سنويا أضف إلي ذلك نقص عنبر النساء والتوليد والأطفال للكثير و تقوم التوعية عبر ندوات للاهالي بلغتهم البسيطة كما تتم توعية الأمهات بأهمية التطعيم للأطفال من عمر يوم إلي خمس سنوات حتى لا يصاب الطفل بأمراض الطفولة الستة « وتكشف فايزة انها كانت في السابق تعمل بجمعية مكافحة الايدز فسألتها عن عدد الحالات التي تدخل المستشفي فقالت»العدد من ضمن أسرار المهنة، أما كيفية الحصول علي العينات فبثلاثة طرق إما عن طريق الفحص من قبل الطبيب المختص أي المريض لم يكن يعلم بما يصيبه وقام بزيارة المستشفي يشكو من عله أخري فيكتشف المرض لاحقا من الكشف أو عن طريق المجئ طوعا بعد السماع عن المرض والطريقة الثالثة علم المريض من خلال أعراض المرض وفي كل الأحوال يتم التعامل مع العينة ويتم علاجهم مجانا» في ختام جولتي التقيت بأحد المواطنين وسألته عن المستشفي والخدمات الموجودة به فقال»منذ الأمس ابحث عن سرير لطفلي فلم أجد وكل شي لابد أن تدفع مقابله ولا توجد أدوية والخدمات سيئة والاطباء غير متعاونين، كما يوجد شح في الادوية بالصيدلية الموجودة بالمستشفي ولابد من شرائها من الصيدليات الخارجية»