أصبحت الصين تتصدر قائمة الدول التي تسجن الصحفيين، وذلك في أعقاب حملة القمع واسعة النطاق ضد حرية التعبير منذ أن تسلم الرئيس شي جينبينغ مقاليد السلطة، وبلغ عدد الصحفيين السجناء فيها 44 صحفياً، حسبما وجدت لجنة حماية الصحفيين في تقريرها السنوي الذي أصدرته 17 ديسمبر حول الصحفيين السجناء. وفي إيران، حيث أخفق الرئيس الجديد حسن روحاني أيضاً في تلبية التوقعات بإقرار إصلاحات تحررية، يوجد 30 صحفياً سجيناً. أما سائر الدول المشمولة في قائمة أسوأ 10 دول من حيث سجن الصحفيين فهي أريتريا وإثيبويا وفيتنام وسوريا ومصر وبورما وأذربيجان وتركيا. حددت لجنة حماية الصحفيين 220 صحفياً في السجون في جميع أنحاء العالم في عام 2014، وهذه هي ثاني أعلى حصيلة للصحفيين السجناء منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين بإجراء إحصاء سنوي للصحفيين السجناء في عام 1990. وبلغ العدد 211 صحفياً سجينا في عام 2013، في حين وصل حداً قياساً في عام 2012 إذ بلغ 232 صحفياً سجيناً. وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، (على الرغم من أننا نعيش في عصر المعلومات، إلا أن الأشخاص الذين يجلبون لنا الأخبار يودعون في السجون بأعداد قياسية. فمن الصين إلى إيران ومن مصر إلى بورما، تحطمت الآمال بتحقيق الإصلاح إذ عمدت الحكومات الاستبدادية إلى قمع التعبيرات الناقدة وبكلفة باهظة على الصحفيين). تركيا التي كانت أسوأ سجان في العالم في عام 2012 و2013، اطلقت سراح عشرات الصحفيين هذا العام، ليصل عددهم الى سبعة وراء القضبان في وقت اجراء إحصاء لجنة حماية الصحفيين. ومع ذلك، في 14 ديسمبر، اعتقلت تركيا العديد من الصحفيين جنبا إلى جنب مع منتجي تلفيزيون، وكتاب سيناريو، وضباط شرطة، واتهمتهم بالتآمر ضد الدولة التركية، وفقا لتقارير إخبارية. ونتجت الاعتقالات عن صراع سياسي بين الحزب الحاكم للرئيس رجب طيب أردوغان والحركة التي يقودها رجل الدين المقيم بالولايات المتحدة فتح الله جولن، وتضمنت رئيس تحرير واحدة من أكثر الصحف اليومية توزيعا في تركيا (زمان)، والتي تنحاز الى جولن. إن عدد الصحفيين في السجون الصينية لهذا العام هو أعلى عدد تسجله لجنة حماية الصحفيين في هذا البلد، كما أن حوالي نصف هؤلاء السجناء هم من التيبت ومن الأيغوريين، بمن فيهم الأكاديمي والمدون إلهام توهتي وسبعة طلاب عملوا على موقعه الإلكتروني. شنت السلطات الإثيوبية في هذا العام حملة قمع ضد الصحف المستقلة والمدونين مما أدى إلى مضاعفة عدد الصحفيين السجناء الذي وصل إلى 17 صحفياً. وفي مصر ازداد عدد الصحفيين السجناء إلى أكثر من الضعف ووصل إلى 12 صحفياً على الأقل، بمن فيهم ثلاثة صحفيين يعملون مع شبكة 'الجزيرة‘ الدولية. وتحتجز بورما 10 صحفيين، وهي تظهر للمرة الأولى على إحصاء لجنة حماية الصحفيين منذ عام 2011. من بين جميع الصحفيين السجناء في العالم، كان 132 صحفيا، أي ما نسبته 60 بالمائة، محتجزين على خلفية اتهامات بمناهضة الدولة كتهمة التخريب أو الإرهاب. ويبلغ عدد الصحفيين السجناء الذين ينشرون على شبكة الإنترنت أكثر من نصف عدد الصحفيين السجناء في العالم، أو 119 صحفياً، كما أن ثلث الصحفيين السجناء هم من الصحفيين المستقلين. القائمة التي تعدها لجنة حماية الصحفيين تمثل صورة عامة للصحفيين المحتجزين في تمام الساعة 12:01 صباحاً في يوم 1 ديسمبر 2014. ولا تشمل القائمة العديد من الصحفيين الذين احتجزوا وأفرج عنهم على امتداد العام. ويقتصر الإحصاء على الصحفيين قيد الاحتجاز لدى الحكومات ولا يشمل الصحفيين المحتجزين لدى الجماعات من غير الدول. فعلى سبيل المثال، تشير تقديرات لجنة حماية الصحفيين أنه يوجد حوالي 20 صحفياً مفقوداً في سوريا، ويعتقد أن العديد منهم محتجزون لدى الجماعة المسلحة 'الدولة الإسلامية‘. (لجنة حماية الصحفيين منظمة دولية مستقلة غير ربحية تعمل على حماية حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم).