بلغ متوسط البلاغات التي تسجل بمحاضر الشرطة عن جرائم الإعتداءات ضد الأطفال (30) بلاغاً في اليوم ، وذلك في ولاية الخرطوم وحدها . وقال الأستاذ عثمان العاقب المحامي في منتدى صحيفة (حكايات) الإجتماعية ، ان متوسط البلاغات اليومية بلغ (30) بلاغاً ، وان البلاغات المدونة بشرطة حماية الأسرة والطفل تؤكد حدوث (2293) حالة إعتداء على الأطفال داخل ولاية الخرطوم في عام 2014 . وأضاف ان عدد البلاغات التي تنظر فيها وكالة نيابة شرق النيل تتراوح بين 8-10 بلاغاً يوميا. وحمل العاقب جانباً من مسؤولية الإعتداءات للسلم التعليمي نتيجة التفاوت الكبير بين أعمار التلاميذ ، إلى جانب الفقر والتشرد والتردي الأخلاقي والتفكك الأسري الذي حدث في المجتمع السوداني. ومن جانبها أكدت الدكتورة والإختصاصية النفسية صديقة كبيدة تفشي ظاهرة التعدي على الأطفال والإغتصاب والتحرش الجنسي بهم . وقالت ان (70)%من الإعتداء على الأطفال يتم في محيط الأقارب والجيران . وأكدت على أهمية دور الأسرة في حماية أطفالها ، ودعت الأسر لأخذ الحذر، وبذل أقصى الجهود لحماية الأطفال من الإعتداءات. وسبق وأشارت (حريات) مراراً الى ان الإنقاذ رغم كونها السلطة الأكثر إدعاء في تاريخ السودان فى الحديث عن الدين والأخلاق ، الا ان مشروعها الذى يعانى من خلل رئيسى – غياب الديمقراطية وحقوق الانسان – ويركز على الوعظ الكلامي وعلى شرطة النظام العام بينما يتعامى عن الجذور الإقتصادية والإجتماعية والسياسية للإنحرافات الأخلاقية ، فإن نتيجة سياساته العملية إنتهت إلى أسوأ تدهور أخلاقي ومعنوي تشهده البلاد ، مما يتجلى في عدة ظواهر أبرزها إزدياد إغتصاب الأطفال وتزايد نسبة أعداد الأطفال مجهولي الأبوين وقتلهم وتزايد حالات زواج المثليين وإنتشار المخدرات ، وتفشي معدلات الاصابة بمرض (الايدز) وتنامي ظواهر الشيكات الطائرة والاختلاسات والرشاوى والتسول والدعارة و الدجل والشعوذة والتطرف. وأدت سياسات الإنقاذ خصوصاً حروبها على شعبها ، إلى تفاقم ظاهرة النزوح ، وإقتلاع الملايين من جذورهم الإجتماعية والثقافية ، كما أدت إلى إفقار الغالبية ومراكمة الترف لدى الاقلية ، وإلى خراب الريف وتحطيم الضوابط التقليدية دون ان تقام مكانها ضوابط حديثة ، فشوهت النسيج الاجتماعى والاخلاقى ، ودفعت الكثيرات لتجارة بيع الكرامة والجسد ، فضلاً عن نشرها ثقافتها القائمة على الطفيلية وإستسهال الربح والعنف وعداء واحتقار النساء ، وعلى المنافقة اللفظية بالاخلاق وانتهاكها عملياً ، وعلى تشوه وتشويه الجنس – مابين الكبت المهووس وفى ذات الوقت الانغماس الفعلى فيه باسراف شبق المترفين مع ما يتصل بذلك من تضخم الاحساس المرضى بالذنب والعدوانية ، اضافة الى تقديمها غطاء سياسياً وامنياً وقانونياً للشائهين والمنحرفين والشاذين يحوقلون بالدين والاخلاق فيما يرتكبون أسوأ الموبقات مستظلين بسلطتهم ! فكانت نتيجة ذلك كله ان تفشى (الايدز) الاخلاقى وقامت قيامة السودان قبل اوانها . وإذ فسخت الإنقاذ المجتمع وقيمه ، فإنها في ذات الوقت تستثمر في هذا التفسخ ، فتشرعن نفسها بإعتبارها ترياقاً ضده في حين انها التي تنتجه ! وفيما تحتاج البلاد لإستعادة عافيتها بصورة عاجلة إلى الحريات والرفاه العام فإن الإنقاذ لا تملك سوى شرطة النظام العام .