و كثيرا ما كنت آتيهم نصاصى الليالى و مني يفوح (الفرح) ، و حالما تسمع (أم سعاد) أمه و أمنا ، كركبة الباب الخارجي حتى ترفع رأسها و تصيح بسعادة معاتبة : منو .. منعم ؟ و أكون أنا مرة .. و يكون ناس الأمن مرات و مرات ؟ فسعودى اعتادته زنازين الطغاة جميعا ، مثلما اعتادته تلك البسمة السخية الرضية و اعتادها . جسور فى غيرما حمق ، ودود فى غيرما نزق ، بسيط ، أنيق ، ظريف و خدوم . و من فوق ذلك خجول خجول و هذه احدى شارات ملك من اختصهم المولى بالنزاهة و عفة اليد و اللسان .. كيف لا ، و الرجل و على الرغم من كونه جبلا ما هزته الرياح الا أن القلب منه اهتز و رجف ؟ و من منا لم يفعل ذلك خاصة أمام بنات بيت المال ؟ و لأول مرة يدخل أجندة سعودى دراج جند جديد : اجتماعات الحزب جند و احد . اجتماعات النقابة جند اتنين . و … الاجتماع الى بنت بيت المال جند تلاته . و كعادة عمدة الأحزاب جميعا .. الحزب الشيوعي . و كعادة عمدة النقابيين جميعا .. سعودى دراج . تم تشكيل لجنة عليا ل (زواج الزميل) .. وبالطبع كانت الامكانيات محدودة . ترأس اللجنة ود البيت الدكتورالهمام ، و أحد ظرفاء الزمان عوض دكام ، و كانت تلك هي المرة الأولى التى اجتمع فيها الى دكام و أزور بيته و استمتع بقفشاته و أدبه و كرمه . و كان العرس كما ينبغى .. ثم تفرقت بنا الدروب ، ذهبت أنا الى (الغابة) و بقي دراج .. و بقيت (أم سعاد) ترفع رأسها و تضعه كلما كركب الباب الخارجي و تصيح بسعادة معاتبة : منو .. منعم ؟ و فى كل مرة كان يكون الأمن .. الأمن .. الأمن . محمد الحسن سالم حميد بين ميم الجماعة و ميم المرغنة حيطه تتمطى و تفلع فى قفا الزول البناها ، تقول أنت . سنفعل ما ينفع الناس ، يقول هو , صدقت أنت ، و كذب هو ؟ اذ فى يوم كان مقداره سنة مما يعدون .. يوم عادي لا سبت حوت فيه و لا مقيل جمعه ، لا شموع أحد عنده و لا أربعاء رماد ، لا أضحية له و لا رحمتات ، لا زفة به و لا نفرة ، لا زيطه و لا زمبريطه .. خاتى البصلة و الخمارة ، لا يؤتمن شتاءه ، و لا يرجى خريفه .. يوم عادي ، و عادي تماما عاطل من كل زينة أو خصال . و هو ذات ذلك اليوم العادي الذى ظلت ، و تظل ، و ظالة فيه الطائرات ، الأمراض ، الجن الراكب بلاد و عباد يفعل ، تفعل فعائلها فى الأحياء و الميتين ، السالمين و المرضانين .. و هو ذات ذلك اليوم الذى قذفت فيه الجن الراكب جواد بأربعة أطفال أحياء فى النار الحية و شوتهم شي ، من بعد حرق قريتهم و اغتصاب أمهاتهم و خياتهم الصغيرات أمامهم جميعا .. و هو ذات ذلك اليوم العادي الذى ظلت ، و ظالة فيه الأوقات الحلوة يتآكلها دود النسيان فى السودان ، و هو ذات ذلك اليوم العادي الذى ظلت ، و تظل ، و ظالة فيه الأحلام و برغم كل شئ مورقة و فكهة . و فى ذات ذلك اليوم العادي الذى انطبقت فيه السموات و الأرض ، و سبق الليل النهار ، قام هو بتاييد من أشربوا فى قلوبهم العجل بقولهم الزور ، و أكلهم السحت الذى شرعوا له شرعة و بنوكا ، صوامع غلة و مستودعات وقود ، كما انتزعوا له الأسواق و الحلوق … و من ثم رفعوا المصاحف مآذن على زبيبة السلاح ، فانتعظ السلاح بين الناس و تفشى ، ثم استشرى ، ثم باع فينا و اشترى . قام هو بالانحياز الى ال (هؤلاء) معلنا مباركته لانتخابات يعلم نتيجتها مسبقا و موقع ابنه و رعيته فيها ؟ فهل تراك ياا صاحب كنت ستكون راضيا عنه ؟ و هل ستراك ستطلب مني اعادة نشر تلك القصيدة ، و التى نشرناها بحجم صفحة كاملة ، لأن الطابع قد أخطأ فى حرف هنا و نقطتين هناك ؟ و هل ستراك أصلا ستكتب تلك القصيدة ؟ عفوا ايها الشاعر العظيم فقد آذانا هو ، مثلما لم يصدقك الحديث . و الحمدلله الذى جعلك (ميما) للجماعة ، كما لم تكن (ميما) للمرغنة . ملحوظة : أحاول الكتابة اليك , و لكني لست فى حال يمكنني من الكتابة عنك .. فمعذرة .