وسعت المعارضة السودانية دائرة عملها لمقاطعة الانتخابات بعد اتفاق ثنائي بين حزبي الأمة القومي والحزب الشيوعي السوداني على ضرورة العمل المشترك بتدعيم حملة "ارحل" والضغط على النظام بالرغم من ارتفاع الملاحقات الأمنية ضد المعارضين. وعقدت قيادات في الحزبين، الخميس، اجتماعا بدار حزب الأمة وذلك في اطار العمل الوطني والتنسيق الحزبي وطبقا لبيان مشترك صدر عقب الاجتماع فان نقاشا دار بروح من الشفافية والوضوح حول التطورات السياسية الراهنة على رأسها مقاطعة الانتخابات وتفعيل العمل المشترك، وآليات التنسيق علاوة على المؤتمر التحضيري، وبرنامج عمل الطريق نحو الانتفاضة. وأكد الحزبان على ان مقاطعة الانتخابات حق مكفول بالدستور، واعتبرا تهديدات بعض قيادات المؤتمر الوطني ومواليه بردع او كسر أيادي او توجيه الاساءات والشتائم للداعين لمقاطعة الانتخابات تقع في إطار المهاترات غير المجدية والخروج عن الأدب السوداني، او الجهل بالحقوق الدستورية التي يكفلها دستور البلاد الانتقالي لسنة 2005. وبرر القيادي في المؤتمر الوطني الحاكم مصطفى عثمان إسماعيل في وقت سابق الانتقادات العنيفة التي يوجهها قادة الحزب للمعارضة أثناء الحملات الانتخابية، وقال إن خطابهم مدروس، وعنف منتقدي حزبه قائلا "من يمد يده علينا سنكسرها". وأمن الحزبان على تنامي الوعي الوطني وتوسع دائرة مقاطعة للانتخابات في أوساط المواطنين وكافة فئات الشعب والقوى الوطنية السياسية والمدنية، لعدم جدواها. ولفت الطرفان الى أن الانتخابات تجرى في ظل نظام شمولي قمعي وتواصل القتال في دارفور، وقصف المدنيين في كردفان والنيل الأزرق، والتعديات على العمل الحزبي الجماهيري، وانتهاك حقوق المواطنين الواقفين على حقوقهم والمدافعين عنها، واستمرار محاكمة واعتقال القيادات الوطنية السياسية. ويرى مراقبون أن محاولات النظام السوداني فشل في ضرب وحدة المعارضة عبر الملاحقات الأمنية والغاء الاجتماعات الشعبية، مؤكدين ان سياسة النظام القمعية ساهمت في تقوية المعارضة ورفعت من اصرارها على التغيير السياسي في البلاد. وكثفت قوات الامن السودانية من حملة الاعتقالات تجاه المعارضين في محاولة لإجهاض اجتماعات قوى المعارضة وإبعاد الضغط عن الرئيس عمر حسن البشير قبل اقل من شهر على إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد. ومنعت أجهزة الأمن ندوة لقوى المعارضة بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، الاسبوع الماضي كانت ضمن حملة "إرحل" لمقاطعة الانتخابات. وأكد حزبا الأمة والشيوعي، على أهمية حملة "ارحل"، والعمل الوطني المهم الذي قامت به، وضرورة العمل على تكثيف العمل الجماهيري خاصة داخل العاصمة القومية بالتركيز على اطرافها وعبر القطاعات الأكثر حيوية؛ النساء، الشباب، والمهنيين. ودشن تحالف المعارضة، في يناير/كانون الثاني حملة "إرحل" لمقاطعة الانتخابات، المزمع اجراؤها في أبريل/نيسان، وشهدت مدن ودمدني وسنجة بوسط السودان ندوات تحريضية ضد المشاركة، كما فضت السلطات ندوة بمدينة دنقلا شمال السودان نظمت لتفعيل حملة المقاطعة.