وجهت قوى "نداء السودان" أصابع الاتهام إلى حزب المؤتمر الوطني الحاكم بتحريك الأجهزة الأمنية وتوظيفها للتضييق على الحراك السياسي للمعارضين وإلغاء ندوات "ارحل" المطالبة بإسقاط النظام. وأكدت قوى "نداء السودان" أن استخدام أجهزة الأمن والشرطة يوضح بجلاء أن المؤتمر الوطني يستغل الدولة "فى مسرحية العبث الانتخابي"، مؤكدة "إذا كان هذا النظام يضيق بالأصوات التى تقول إن مهزلة الانتخابات لا تعنيها، فإنه لن يحترم صوتا واحدا في صناديق الانتخابات ضده". وترفض المعارضة إجراء الانتخابات أبريل/نيسان، لحين تشكيل حكومة انتقالية تشرف على تعديل الدستور والقوانين، ومن ثم إجراء انتخابات معترف بها. وعزا المكتب السياسي لحزب الأمة القومي "الممارسات القمعية" التي مارستها السلطات في فض وعرقلة ندوات المعارضة بالأبيض ودنقلا وسنار وحلفا، للتعديلات الدستورية "التي كرست السلطة في يد الفرد وأجهزته القمعية". وأكد بيان للمكتب السياسي أن هذه الممارسات لن تثنيه وقوى "نداء السودان" عن مواصلة التعبئة وحشد الدعم الشعبي لحملة مقاطعة الانتخابات وحملة "ارحل". وطالب باطلاق سراح كل المعتقلين بالأبيض فورا. ويرى مراقبون أن استخدام الالة الأمنية في هذا الوقت بالذات في زخم الحراك السياسي دليل قاطع على عدم تقبل الرئيس السوداني عمر حسن البشير لرهان التنافس الديمقراطي النزيه. وتعري هذه الممارسات الخطابات الفضفاضة التي يطلقها أنصار البشير حول فتح باب المنافسة السياسية امام الجميع، وهو ما يبين انها مجرد خطابات استهلاكية جماهيريا. وأكد متابعون ان خطة منع اجتماعات المعارضة تأتي بغية قطع الطرق على دعوات التعبئة الشعبي التي تطلقها المعارضة السودانية لإسقاط النظام الذي خير عدم انتهاج سياسة الإصلاح السياسي وواصل في نهجه القمعي. ومنعت أجهزة الأمن ندوة لقوى المعارضة بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، السبت، كانت ضمن حملة "إرحل" لمقاطعة الانتخابات، واعتقلت السلطات الأمين العام لحزب الأمة القومي سارة نقد الله والقيادي بالحركة الاتحادية محمد يعقوب شداد، إضافة إلى 34 من قيادات المعارضة بالأبيض، قبل أن تفرج عن بعضهم لاحقا. وأكد حزب الأمة عدم اعترافه بنتائج الانتخابات المعروفة وأكد تمسكه مع قوى "نداء السودان" بموجهات "اعلان باريس" و"نداء السودان" و"اعلان برلين". وناشد الحزب السودانيين بالمقاطعة الكاملة للانتخابات "لافشال مخطط اختطاف الدولة السودانية وتزييف ارادة الشعب واكساب النظام شرعية يفتقدها"، وطالب المجتمع الدولي برفع يده عن الانتخابات ومراقبتها وعدم الاعتراف بنتائجها وممارسة اقصى قدر من الضغوط "لايقاف الحرب المدمرة ومعالجة اثارها المأسوية". وبرر القيادي في المؤتمر الوطني الحاكم مصطفى عثمان إسماعيل في وقت سابق الانتقادات العنيفة التي يوجهها قادة الحزب للمعارضة أثناء الحملات الانتخابية، وقال إن خطابهم مدروس، وعنف منتقدي حزبه قائلا "من يمد يده علينا سنكسرها". واعتبرت قوى المعارضة في بيان، أن حملتها لمقاطعة الانتخابات، من خلال حملة "ارحل"، تعبير مشروع عن موقف قوى "نداء السودان" السياسي ويتم بأدوات سلمية وديمقراطية.