توطئة : الذكرى السنوية الأولى للشهيد، العميد الهندي أحمد خليفة،أحد كوكبة ضباط جيش التحرير الشعبي شمال، مضت في صمت كما مضى هو.. كان يمشّي في غابة من الخناجر ولا يتّاجر.. صلب، صمد، صلد، صخر.. يُعشق الوطن ويتمّاهى معه فرحاً وحُزناً ونبلاً وتمني.. مؤطراً كل الحميِّمية معه تأطير الأساطير. يا من أومضت بروحك شُّعاع المّجد ضياء.. باقٍ، باقٍ.. مابقي المبدأ، ونبض القلب..أنت "وسام الزمن لهذا الوطن المرّج" كما قال:الشاعر الثائر (أيمن أبو الشعر).. الرجل، مات بطلاً، وشُجاعاً، و مَظّلوماً.. و(الظُّلم ظُلمات).. في غياهب الحبس، وجُب الإعتقال..لا في سّاحات الوّغى، وعرصات المناجزة، وقسطل الرهج، كما كان يُحب ويسعى..ذلك المكان الذي خبره وألفه، وعّف عن مغنمه، وتمنى الموت في باحاته.. فارساً من الفرسان، من أجل الحق، والعداله الإجتماعية، والمساواة، والحرية، وإعلاء قيم حقوق الإنسان وكرامته..وما آمن به من مُثل نذر لها النّفس والنّفِيس قرباناً وزلفى، في محاريب الفداء . نكتب عنه ولانُفي، لا كلمات تفي ولا عبارت ترتقي.. نكتُب حتى لا تَفّنى المروّءة، والنخوة وحب الخير في لناس أجمعين، ومن خيارهم الثائرين..نكتُب بالحق وشرف الحرف لأنه نثر بِّذرتها نِضالاً.. ونكتُب حتى لا تّخبو شّعلة العِّرفان والإيثار مِن وجدّان خيارنا المُخلدين في سّجل الخلود.. يا جبل البركل.. وتّد الأرض وثقل الثبات. للرجل دَيّنُ مستحق له علينا،وإيثار من نُكران الذات المُدهش، يتلبّسنا لينير لنا آفاق البذل والنِضال المُّرقم في سفر الخلود المحفوظ..وقد أعطىّ لم يستبقى شيئا.. وذهب في صّمت تاركاً مناقبه تنطق..(لُوّكنا)الصبر وتخندقنا بالصمت حتي ينجلي غبار الصمت المغبون. وحتى لا نتّسرع ولا ندّرك مُشّرع، ولكن بعد نشّر (الخبر الصحفي) من قيادة الحركة الشعبية شمال..والذي لم يُّشفي غليلنا لمعرفة ما حدث بحق الرجل العام.. وقد حال الحّول من الغياب المسكون بجِن الغموض، لرجلٍ يهم أمره كل ثائر شريف متدثر بشرف الحق الظّهُور..وجب النحت بالأظافر وحتحتت الصخر لتٌشّرق شّعاع الحقيقة..وقد زاد الحال مآل غُموض. الرجل كان الهم العام يتلبسه حد خروج الروح سنكتُب.. لا يهم، أن تكون تحت أسمائنا (خطين) أو ما لا نهاية من الخطوط،أونصنف، أو تغضب منا الآلهه.. فشرف الكلمة أسمى من كلِ ضجيج، كالشّمس لا يحجبها غربال التخطيط الخرصاني، أو رقابة عن كثب من عينٍ شريرة تتربص سوء.. سنكتب لمن وهّب الروح.. علي خلفية زيارة وفد الحركة الشعبية- شمال القيادي لشقيقة الشهيد العميد الهندي أحمد خليفة (ببلجيكا)..الأستاذة ربيعة.. مازال الغموض يكتنف الموقف والشك مقيم. في خبر (صحفي) نُشر في عدة موّاقع وصُحف إلكترونية، صادر من مكتب رئيس الحركة الشعبية- شمال (المُكلف) يُشير لزيارة قام بها وفد رفيع المستوى، يتكون من مالك عقار، و ياسر عرمان، وعروة حمدان، وعبدالباقي مختار، ومراد مودا. جاء فيه : ((تزامناً مع الذكري السنوية لإستشهاد العميد الهندي أحمد خليفة، قام وفد قيادي مكون من رئيس الحركة الفريق مالك عقار، والأمين العام الأستاذ ياسر عرمان، والعميد طيار عروة حمدان، والرفاق عبدالباقي مختار ومراد مودا، قاموا في 13 مارس الجاري بتقديم العزاء الشخصي إلى شقيقة الشهيد، الأستاذة ربيعة احمد خليفة، رئيسة مكتب الحركة الشعبية بدولة بلجيكا، وقدموا عبرها التعازي الشخصية إلى كافة أعضاء أسرة الراحل الهندي احمد خليفة)) "إنتهى الإقتباس" يقول: الخبر نصاً (تزامناً مع الذكرى السنوية..الخ)..المدهش أن أسرة الشهيد تلقت خبر وفاته بتاريخ 27/1/2014. فكيف يكون تزامناً مع ذكرى وفاته في 13 مارس الجاري.. كما هو موضح أعلاه في مجتزأ الخبر (الصحفي)..علماً بأن الأخبارالمتواترة حينها تقول: بأن الوفاة كانت قبل ذلك بشهر،أو شهرين على الأقل..أي فيما بين نوفمبر، وديسمبر 2013.. "كتاريخ إفتراضي" حيث مازال التاريخ الحقيقي لوفاة الشهيد الهندي، مغيباً على ضوء عدم وضوح الرؤية وإنحباس مجرى الحقيقة، وشح المعلومات. ثم هل من الطبيعي أن، يتم تقديم واجب العزاء الشخصي أوالرسمي، في شخصٍ ما لإسرته بعد مرور عام من حدوث وفاته..؟ وتزامناً مع الذكرى السنوية لفقده..أم إن لفي الأمرِ غرابه؟..ولماذا كان التأخير كل هذه المدة أصلاً في تقديم واجب وحق، مستحق؟. عِلماً بأن أغلب قيادات الحركة المُدرج أسمائها في (البيان الصحفي) ظلت تجوب أنحاء أوروبا طولاً، وعرضاً.. لحضور فعاليات عامة مؤتمرات، لقاءات، أو زيارات شّخصية، لأسرهم المقيمة في بعض الدول الأوروبية.. طيلة الفترة التي إعقبت الإخطار الرسمي بالوفاة. وجاء في الخبر أيضاً: ((وبعد أن تقدم رئيس الحركة الشعبية ووفده المرافق بواجب العزاء الشخصي وتعبيره عن عميق الحزن لرحيل الشهيد، قام الوفد بتقديم خطاب تفصيلي الى شقيقة الشهيد إحتوى على التحقيقات الرسمية للحركة الشعبية شمال، والملابسات والظروف التي أدت إلى إعتقال العميد الهندي ورفاقه الآخرين، دون وجه حق أو جرم إرتكبوه من قبل السلطات الامنية بدولة جنوب السودان، وهو مما أدى لاحقاً لإستشهاد ووفاة العميد الهندي أحمد خليفة، متأثرا بمرضه داخل السجن، ووسط رفاقه من المعتقلين وبحضورهم وشهادتهم)) "إنتهى الإقتباس" بعد تقديم (واجب) العزاء، والتعبير عن الحزن العميق كما يقول: الخبر قام الوفد بتقديم خطاب تفصيلي(إحتوى على التحقيقات)الرسمية للحركة الشعبية، عن ظروف وملابسات إعتقال الشهيد الهندي أحمد خليفة، من قبل السلطات في حكومة جنوب السودان. من الخبر أعلاه يتضح أن الشهيد، وبمعيته مجموعة أُخرى كانوا رهن الإعتقال.. ما هي تُهمهم..؟ وكيف تم إعتقالهم؟ وكم مكثوا في الحبس؟ ولماذا أطلق سراحهم؟.. ولكيفية؟ وهل تم إستجوابهم من قبل لجنة التحقيق المذكورة لاحقاً كشهود على الواقعة..؟؟ حسناً.. كيف تكونت (اللجنة) المذكورة لتعمل في دولة أجنبية (جمهورية جنوب السودان)..!!؟ أم هي (لجنة تابعة لحكومة جنوب السودان) المتهمة بقتل الشهيد العميد الهندي وفقاً لدفع وحيثيات (خبر) قيادة الحركة الشعبية – شمال الماثل. ومتي تكونت؟ علماً بأن إعتقال الشّهيد كان في حوالي أغسطس 2013.. ومِن مَن تكونت.. ومن هو رئيسها وأعضائها وما هي صلاحياتها وسندها ومركزها القانوني.وهل أجّابة (اللجنة) على هذه الأسئلة المحورية والمنتجة..مثل ماهي الجهة في حكومة جنوب السودان، التي إعتقلت الشهيد الهندي أحمد خليفة.. البوليس، الأمن، الإستخبارات العسكرية..؟وماهي التهمة التي أعتقل على ذمتها..؟ جنائية، مدنية؟.. وأين وصل التحقيق فيها؟ وهل كان تحت إشراف جهة قضائية أم النيابه العامة..؟ وماهو إسم السجن أو مكان الحجز الذي حبس فيه الشهيد، ومكانه، والجهة التي يتبع لها، الداخلية، (البوليس – السجون) الأمن، إستخبارات الجيش الشعبي- جنوب السودان. ورد في الخبر الصحفي أيضاً مايلي: ((وقد اوضحت قيادة الحركة خلال زيارة العزاء إدانتها لملابسات إستشهاد الرفيق الهندي بسجون الجنوب، معلنين عن تقدمهم بالإحتجاج الرسمي إلى حكومة الجنوب وتحميلها المسئولية كاملة، واعدين ببذل الجهد لإستعادة رفات الشهيد توطئة لترحيله ودفنه وبما يليق بالابطال والوطنيين الغيورين مثله. وعدد رئيس الحركة الصفات والمؤهلات النادرة للرفيق الراحل خلال عملهم سوياً، مما أهله ليصبح قائداً لمركز التدريب السياسي و العسكري، وضابط الإمداد للجيش الشعبي بالنيل الأزرق لسنوات، وغيرها من خصائص جعلت الحركة الشعبية تمنحه ثقتها الكاملة للقيام وإنجاز العديد من المهام والادوار الحساسة منذ إنخراطه في صفوفها في العام 1997 وإلى لحظة إستشهاده مؤخراً)) "إنتهى" في هذه الجزئية أدان وفد الحركة الرفيع حكومة الجنوب، وحملها المسئولية كاملة.. دون وقائع أو حيثيات، متي و كيف؟ ولماذا؟ وأين توفيَ الشهيد..؟ وماهي الجهة المسؤولة على وجه الدقه وفقاً للجنة التحقيق المذكورة، وأين شهادة الوفاة، لمعرفة سبب الوفاة بدقة ، وكيف دفن؟، وأين قبره؟.. وكيف تمت مراسم دفنه؟.. وماهي الإجراءات القانونية التي قامت بها قيادة الحركة حيال حكومة الجنوب؟ كل هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة لهي حق للفقيد وأسرته، علينا إنتزاع أجابتها وفاءاً له، والمطالبه بها مهما طال السفر وكثر الوعر.. شرعاً وعرفاً وقانوناً..على خلفية الخبر الصحفي الصادر من (مكتب رئيس الحركة الشعبية- شمال)، المشار إليه أعلاه. حيث هنالك تأكيدات، من مصادر ذات ثقة تؤكد أن حكومة جنوب السودان لا صلة لها بالموضوع، من قريب أو من بعيد، والكرة الآن في ملعبها إي حكومة الجنوب لنرى ماذا هي فاعلة..؟؟ حسناً فعلت قيادة الحركة بنشرها الخطوط العريضة للجريمة النكراء، ولكن..عليها تكملت المشوار وسبر غور الحقائق كامله وبذلها على الهواء الطلق بشفافية الثوار لإخراس القيل وإسكات القال، وكثرة السؤال. الرجل ظل وفياً حتى آخر شهق، لما خطه لنفسه من طريق شائك، ووعر، بنى مواقفه بالدم، والعرق، والروح، وبكل نكران ذات وتضحية،لا حدود لها..لن تحجبها غثاثة الخُطب المنبرية، أودموع التمّاسيح، حبرٌ يٌراق على الرقاع المحنط.