بدايةً.. نساء فى مرمى البندقية كتاب منع من النشر والتوزيع فى السودان، وقد تحصلت عليه بمجهود شخصى بعد أن حصلت على عنوان الجهة الناشرة بجمهورية مصر العربية بالقاهرة، فطلبت من أحد الشباب الموجودين هناك البحث عنه وارساله لى وقد كان.. الكتاب للاستاذة إحسان عبد العزيز، يحتوى على (450) صفحة من القطع الكبيرة، وتأتى أهميته من أنه يؤرخ ويوثق لفترة زمنية فى غاية الاهمية والدقة، إمتدت على مدى عشر سنوات من عمر المعارضة السودانية وهى فترة التجمع الوطنى الديمقراطى، يتحدث الكتاب عن صراع المرأة ومعاناتها فى سبيل المشاركة الفعلية فى التجمع الوطنى عبر مشاركتها فى مواقع صنع واتخاذ القرار مثلما شاركت فى كل أشكال النضال الوطنى من محاكمات وسجون ومعتقلات وفصل من العمل وجلد وقهر مثلها مثل الرجل تماماً إلا أنها ظلت وما زالت تواجه التهميش والدونية.. سرد الكتاب وبتفاصيل دقيقة وقائع وأحداث معاناة النساء للوصول الى الهياكل التنفيذية للتجمع الوطنى وبالتالى المشاركة فى إتخاذ القرارات ووضح كيف ظلت المرأة بعيدة عن هذه المواقع رغم كل نضالاتها حتى نهاية التجمع الوطنى بتوقيع إتفاقية القاهرة وعودة التجمع الى الداخل.. تناول الكتاب الاحداث بتفاصيل دقيقة مدعومة بالوثائق والمستندات، تفاصيل لا يملها القارئ لانها كتبت بطريقة سلسة ومترابطة ومتتابعة تشدك بالدرجة التى تجعلك لا تترك قراءة الكتاب حتى نهايتة، فالكتاب وثق لمرحلة تاريخية هامة من تاريخ الحركة الوطنية بشكل عام وتاريخ الحركة النسائية بشكل خاص، ويعكس نضال المرأة المزدوج ضد النظام وضد الهيمنة الذكورية فى المعارضة السودانية والتى تسيطر على مواقع صنع القرار فى وطن يدار بنصف واحد فقط من مواطنيه بينما تهمش المرأة التى تعتبر نصف المجتمع.. الشكر كل الشكر للاستاذة إحسان عبد العزيز السيد مؤلفة الكتاب والتى عاشت فترة تزيد عن العشرة سنوات مابين الاراضى المحررة شرق السودان ودولة اريتريا فى مناطق الحرب والقصف ومعسكرات اللاجئين وجرحى الحرب ومقاتلى التجمع الوطنى الديمقراطى.. وفى ذات الوقت تناضل مع زميلاتها لاجل وضع أفضل للمرأة فى هياكل التجمع الوطنى الديمقراطى.. ليت التجمع الوطنى ومن كانوا فى قيادته وهياكله ان يعودوا الى تاريخ تلك المرحلة الهامة ويخرجوا لنا بتوثيق شامل لفترة خمسة عشر عاماً او تزيد للمعارضة قضاها بالخارج، ليته يوثق لنا بالمستندات والوثائق ما كان يدور فى مؤتمراته من مداولات وفى إجتماعاته من حوارات، واوراق عمله ومصادر تمويله، واوجه ومستندات صرف أمواله.لان ذلك حق من حقوق الشعب السودانى الذى قدم التضحيات والابناء والشهداء لتك المرحلة من النضال، كما أنه حق الاجيال القادمة فى هذا التاريخ، وحتى لا يصبح تاريخنا عرضة للقيل والقال وللتناول الشفاهى للرواة كل حسب فهمه ومزاجه كما يحدث الان. سميرة حسن مهدى/ ناشطة فى حقوق وقضايا المرأة