* حين ادلهم عليه المكان واستفحل في عقله الباطن "مصيره المجهول" لم يصدق شؤم السودان "البشير" أن تتم مناداته كالغرير المطيع.. ثم فجأة وجده العرب في قلب "العاصفة" المتجهة إلى اليمن ما بين مذهول ومشدوه.. فإن كانت "عاصفة الحزم" حرب وجود ومصالح بالنسبة لاشقائنا في الخليج، فإن للبشير أجر المناولة في "ملطمها!!"، لا حول له ولاقوة، إلاّ أن يرضخ للصف العربي في غاراته ضد الحوثيين، مكرهاً لا شريف..! وقد أصاب الرواة كثيراً في تحليل "حركة البشير" داخل المفازة التي أعدت له بإتقان، فأصبح حليفاً لأعداء الأمس في رمشة عين..! فحين سُدّت عليه منافذ الابتزاز ذات الزخرف الفارسي من قِبلِ الممالك والإمارات العربية، واحترقت حبال خداعه العنكبوتية، وجد شيطانه متأرجحاً في وساوسه وهواجسه "الرئاسية"، صاغراً لا يسوى أكثر من "دراهم!!".. فهو الرئيس المذلول في كرسيه "بذاته" وإن بدأ متماسكاً.. الرئيس الحائر المرتعد مهما تعطّن في الصراخ ليبدو بطلاً.. وهو لا يزيد في النعوت عن "دمية الخشب" التي عناها شاعرنا الفيتوري: … كل الطغاة دمى ربما حسب الصنم؛ الطاغية المستبد؛ وهو يعلق أوسمة الموت فوق صدور الرجال؛ إنه بطلاً لا يزال…! * لقد أصاب المحللون في تفسير "هوشة" البشير وطائراته المصوبة لدعم التحالف العربي ضد "حوثية" اليمن.. لم يترك أولئك المحللون شاردة إزاء تهافته المبرر "بمصلحة" و"ضرورة" تخص نظامه لا ضحاياه، وهم "شعب كامل"..! * ربع قرن والسعودية على مرمى حجر.. يحج إليها بعد سفح و"لفح!" وكأن ملوكها الذين تطاول عليهم زماناً رغم وضاعته كأنهم لا شيء.. وحين آب لحسابات السقوط والفشل واستشعر "دابة الغيب المرعبة" لم يجد إلاّ هُم، فارتمى كالرضيع غير مصدق أن الملوك سيفرشون له بساط الحفاوة..! فرصة وهبها الرحمن للبشير لحكمة قد يكون فيها مدداً لعمره الثقيل.. وبئس الفرصة.. فهي تفضح المزيد من "جينات" الرذالة التي عاش بها.. و.. بها تحوّل جيش السودان العزيز من قِبلةِ "الوطن" إلى وجهة "الحزب الوطني" وصارت سخام الايدولوجيا الوافدة في ضباطه وصفوفه واضحة كالهزيمة.. مليشيا تنتمي إلى "الجماعات المتأسلمة المنبوذة" تفكيراً وشكلاً..! ووعل يقود "مسيرة التحطيم" حتى صار التندر رديفاً "القوات المشلعة!!"، وعلى الجوار انهارت كافة مظاهر القومية في المؤسسات السودانية العزيزة وقطعاً "الجيش فوقها"..!! * أين هو الجيش الذي يتحدث عنه إعلام النظام ومن تبعه بغير إحسان في تأييد حرب اليمن؟ لا عجب أن يصفقوا، فالحرب لهم "رزق" فوق الجثث والدماء..! لكن.. أتكون الحرب التي يخوضها أذيال البشير طوق نجاة "للمجرم" يقيه غضب ضحايا مليشياته وحزبه؟.. أيرفع عنه قلم الحساب؟ ثم.. التحالف العربي الذي ركض إليه البشير بالعرق المتصبب؛ هل سيعصمه من حساب الداخل؟.. إنه الداخل الذي لن ينسى مآسي أهل "الوجع" الذين أفقدهم المشير وجماعته الحاقدة أعزاء في أمكنة النيران؛ حيث الأمهات والأطفال والعجزة تقصفهم ذات الطائرات التي ذهبت إلى اليمن مأجورة و"مجبورة"..!! * إن التحالف "البشيري" مع العرب في حربهم على ثعالب إيران في اليمن، ليس "بطاقة ضمان" تنجي الطاغية المتجبر مما اقترفت أصابعه الآثمة.. قضية البشير مع شعب السودان "داخلية" لا لبس فيها؛ وهي "حق الناس" في الدم وإفساد الحياة وإفشالها.. فيا أيها العرب: لا تصدقوا أن شعب السودان سينسى "عاصفة الإخوان" بقيادة البشير "حبيبكم الجديد"، إذ لم تترك حِمَمَهُ "يابساً" إلاّ ذرته.. فهذا البشير الذي يناصركم في استعادة "الشرعية اليمنية" لا شرعية له، إنما هو كمومسٍ تتحدث عن الفضيلة! ولن تكون له شرعية حتى لو صوّت العالم بأسره في صندوقه..! شعبنا يموت كل يوم، وانتم في شغل عنه.. شعبنا الذي عرفتم كرمه وأصالته الآن لن يغير روحه وبشرته وغضبه، مهما "كِلتم" الثناء لقاتله..! أعوذ بالله