عبد الله بابكر بعد معاناة طويلة مع المرض، إنتقل الى رحاب الله الكريم الأستاذ عبداللطيف عمر حسب الله عن عمر ناهز الثانية والثمانين وقد تمت موارة الجسد الطاهر بمقابر البكري بأم درمان في جوار أمنا آمنة لطفي وقد أم تشييعه جمع غفير من الجمهوريين والجمهوريات وأسرهم والمعارف. نشأ الأستاذ عبداللطيف عمر حسب الله بمنطقة السقاي ريفي مروي وتنّقل لعدة مناطق مع والده الذي كان يعمل بالسكة الحديد ثم استقر، ومنذ مطلع خمسينات القرن الماضي، بالخرطوم وعمل لفترة عاملا بمطابع الصحف ثم مصححا بعدد منها. تزوج الراحل الكريم من الأستاذ أمينة جعفر من منطقة الشيخ الطيب شمال أم درمان ولهما من الأبناء نور، أماني، محمد، أسماء، محمود ونوال. بعد رحيل الأستاذين سعيد الطيب شايب، وجلال الدين الهادي الطيب ظل الأستاذ عبداللطيف عمر بمثابة الأب الروحي "كبير الأخوان"، وهو مقام روحي حدده الأستاذ محمود محمد طه لأربعة من تلاميذه الكبار وهم سعيد، جلال، عبداللطيف وابراهيم يوسف فضل الله. ألتزم الأستاذ عبداللطيف في سلك "الأخوان الجمهوريين" منذ العام 1951 وظل ملازما طيلة هذه الفترة، والتي بلغت قرابة الخمسة وستين عاما، للأستاذ محمود وقد كان مشرفا على طباعة الكتب ومسئولا من الشئون التنظيمية بالعاصمة ومع ذلك شارك في كثير من حركات الوفود والمحاضرات في بقاع السودان المختلفة. كان أحد الأخوان الأربعة الذين حكم عليهم بالإعدام في يناير 1985 ولا يزال كثير من الناس يذكرون له بكل الإكبار موقفه في مناجزة الجلادين الذين دبروا له مهزلة الإستتابة. ظل الأستاذ عبداللطيف ولقرابة الثلاثين عاما مشرفا على حركة الجمهوريين الإجتماعية من أفراح وأتراح وغيرها كما ظل منزله منزلة للعديد من طالبات الأقاليم من أبناء وأحفاد الجمهوريين، اللائي يدرسن بالجامعات بالخرطوم. كانت تتميز مجالس الراحل الكريم بالحديث الدائم عن السودان والسودانيين وأفضالهم وكان يطرب بذكر ولذكر كريم سجاياهم وقد كان شعاره ما تغنى به الأستاذ عبدالقادر تلودي "سوداني الجوّه وجداني بريدو" فلا غرو ان بكاه السودانيون بمختلف طوائفهم وأعراقهم.