اعترفت وزارة الصحة بتفشي حالات الإصابة بمرض الحصبة ، وبانها سجلت (4.970) حالة إشتباه ، بينها (2.586) حالة مؤكدة ، فيما إرتفع عدد الوفيات إلى (40) حالة وفاة . وحذرت الوزارة بلهجة جديدة من خطورة المرض ، مؤكدة إزدياد حالات الوفيات جراء الإصابة بالمرض . وقالت د. ندى جعفر مديرة برنامج التحصين الموسع بالوزارة ، في ورشة حول مرض الحصبة أمس الخميس ، إن العام 2015م سجل ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة بالمرض . ومن جهتها كشفت د. حنان مختار عبدو ، ممثلة منظمة الصحة العالمية ، عن حدوث وفيات وسط المعدنين التقليديين في منطقة جبل عامر بشمال دارفور المرض ، مبدية تخوفها من تسرب المعدنين إلى المدن الكبرى في دارفور. وسبق وأقر مدير ادارة التحصين فى شرق دارفور ، 1 يونيو الماضي ، بان تفشى وباء الحصبة ناتج عن ضعف التمويل الحكومى ونقص لقاحات التطعيم . وكان مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية بالسودان كشف فى نشرته الاسبوعية 3 مايو بانه تم الابلاغ عن (4137) حالة مشتبهة بالحصبة ، أكدت من بينها (2336) اصابة ، وتوفى (35) مصاباً. وتشير (حريات) الى ان ميزانية 2015 ، خصصت (2.7) مليار جنيه (جديد) لجهاز الامن وخصصت للقطاع السيادى (2.52) مليار جنيه ، هذا بينما خصصت للصحة (4. 779) مليون جنيه . وخصصت للقصر الجمهورى 711 مليون جنيه ، بينما خصصت لدعم جميع المستشفيات الحكومية 349 مليون جنيه ولدعم الادوية المنقذة للحياة 245 مليون جنيه ولدعم العمليات بالمستشفيات فقط 24 مليون جنيه . بمايعنى ان مصروفات القصر تعادل أكثر من ضعف المخصص لدعم جميع المستشفيات ! وأكثر من ثلاث مرات المخصص لدعم الادوية المنقذة للحياة !! . وسبق وأكدت اليونيسيف أبريل 2015 ان السودان يعانى من أسوأ معدلات سوء التغذية فى افريقيا ، وان (36)% من أطفال السودان مصابون ب (التقزم) ، مشيرة إلى ان الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم الأكثر عرضة للإصابة بالحصبة . وحذرت يونيسيف انه وفي ظل إنتشار حالات سوء التغذية بين الاطفال في البلاد فان المرض يمكن ان يتسبب في مضاعفات خطيرة مثل الإصابة بالعمى والإلتهابات الرئوية والإسهالات الشديد وإلتهابات الأذن . ومما يشير الى البيئة الاقتصادية الاجتماعية والسياسية القائمة حالياً فى السودان والتى سمحت بتزايد الاصابة بالحصبة ، تورد (حريات) مقتطفات من التعريف الارشادى لمنظمة الصحة العالمية ، حيث تؤكد ( مكّنت جهود التطعيم ضد الحصبة من تحقيق مكاسب صحية عمومية كبرى ممّا أدّى إلى انخفاض وفيات هذا المرض في جميع أنحاء العالم بنسبة 78% في الفترة بين عامي 2000 و2012). وتضيف (تُعد الحصبة، في غالب الأحيان، مرضاً مزعجاً يتسم بأعراض خفيفة أو معتدلة الوخامة. أما الحصبة الوخيمة فإنها تصيب، على الأرجح، صغار الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، وبخاصة الذين لا يتلقون الكمية الكافية من الفيتامين (ألف)، أو الذين ضعُف نظامهم المناعي بسبب الأيدز والعدوى بفيروسه أو أمراض أخرى). (وتؤدي نحو 10% من حالات الحصبة إلى الوفاة لدى الفئات السكانية التي ترتفع فيها معدلات سوء التغذية وتنقص فيها فرص الحصول على الرعاية الصحية). وتضيف منظمة الصحة العالمية (وتحدث الغالبية الكبرى من وفيات الحصبة (أكثر من 95%) في البلدان التي تتسم بانخفاض الدخل القومي الإجمالي للفرد الواحد وهشاشة بنيتها التحتية الصحية). وتكون (فتاكة بشكل خاص في البلدان التي تمرّ بفترة تعاف من الكوارث الطبيعية أو النزاعات. ذلك أنّ الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية الصحية والمرافق الصحية توقف عملية التطعيم الروتيني، كما تزيد ظاهرة التكدّس في المخيّمات، بشكل كبير، من خطر الإصابة بالعدوى).