كشفت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) ان السودان يشهد أسوأ حالات تفشي وباء الحصبة في كل تاريخه القريب . وذكرت في نشرة صحفية أصدرتها أمس ، ان هناك (1730) حالة إصابة مؤكدة بالمرض و (3175) حالة أخرى يشتبه إصابتها بالمرض ، فيما بلغت حالات الوفيات (22) حالة ، وذلك منذ بداية إنتشار المرض في العام 2014 . وذكرت أن أعلى معدل لإنتشار الوباء سجل بولاية غرب دارفور ب (441) حالة و (ه) حالات وفاة ، تلتها كسلا ب (360) وفاة و(5) حالات وفاة ثم البحر الأحمر ب (263) و(4) حالات وفاة . وأضافت انه من اجمالي عدد الإصابات المكتشفة فان (69)% تحت سن ال (15) عاماً ، و(52)% منها لأطفال تحت سنة الخامسة . وحذرت المنظمة انه وفي ظل إنتشار حالات سوء التغذية بين الاطفال في البلاد فان المرض يمكن ان يتسبب في مضاعفات خطيرة مثل الإصابة بالعمى والإلتهابات الرئوية والإسهالات الشديد وإلتهابات الأذن . وأكدت اليونيسيف ان السودان يعانى من أسوأ معدلات سوء التغذية فى افريقيا ، وان (36)% من أطفال السودان مصابون ب (التقزم) ، مشيرة إلى ان الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم الأكثر عرضة للإصابة بالحصبة . وأعلنت إنطلاق حملتها للتطعيم ، أمس ، في (28) محلية بستة من ولايات البلاد التي تتعرض لأعلى معدل إصابة بالمرض ، وأكدت ان الحملة تستهدف تطعيم (7.9) مليون طفل تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر إلى (15) عاماً . وقال جيرت كابيلاري ممثل اليونسيف بالبلاد ، ان الحرب الدائرة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق تعوق وصول اللقاحات ، مضيفاً بان الأطفال في تلك المناطق لم يتلقوا التطعيم منذ العام 2011. ودعت اليونيسيف اطراف النزاع إلى تسهيل تطعيم الاطفال . وكانت وزارة الصحة أقّرت بارتفاع نسبة اصابات الحصبة فى البلاد في مؤتمر صحفي عقدته الدكتورة ندى جعفر مدير ادارة التحصين بالوزارة أول أمس 21 ابريل ، حيث قالت ان نسبة الإصابة بالمرض في البلاد إرتفعت إلى (1472) اصابة وبمقتل (25) إضافة إلى (3000) شخص آخرين يشتبه فى اصابتهم بالمرض . جدير بالذكر ان الحصبة مرض خطير وشديد الإعداء يسبّبه فيروس ، وهو من الأسباب الرئيسية لوفاة صغار الأطفال. ومما يشير الى البيئة الاقتصادية الاجتماعية والسياسية القائمة حالياً فى السودان والتى سمحت بتزايد الاصابة بالحصبة ، تورد (حريات) مقتطفات من التعريف الارشادى لمنظمة الصحة العالمية ، حيث تؤكد ( مكّنت جهود التطعيم ضد الحصبة من تحقيق مكاسب صحية عمومية كبرى ممّا أدّى إلى انخفاض وفيات هذا المرض في جميع أنحاء العالم بنسبة 78% في الفترة بين عامي 2000 و2012). وتضيف (تُعد الحصبة، في غالب الأحيان، مرضاً مزعجاً يتسم بأعراض خفيفة أو معتدلة الوخامة. أما الحصبة الوخيمة فإنها تصيب، على الأرجح، صغار الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، وبخاصة الذين لا يتلقون الكمية الكافية من الفيتامين (ألف)، أو الذين ضعُف نظامهم المناعي بسبب الأيدز والعدوى بفيروسه أو أمراض أخرى). (وتؤدي نحو 10% من حالات الحصبة إلى الوفاة لدى الفئات السكانية التي ترتفع فيها معدلات سوء التغذية وتنقص فيها فرص الحصول على الرعاية الصحية). وتضيف منظمة الصحة العالمية (وتحدث الغالبية الكبرى من وفيات الحصبة (أكثر من 95%) في البلدان التي تتسم بانخفاض الدخل القومي الإجمالي للفرد الواحد وهشاشة بنيتها التحتية الصحية). وتكون (فتاكة بشكل خاص في البلدان التي تمرّ بفترة تعاف من الكوارث الطبيعية أو النزاعات. ذلك أنّ الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية الصحية والمرافق الصحية توقف عملية التطعيم الروتيني، كما تزيد ظاهرة التكدّس في المخيّمات، بشكل كبير، من خطر الإصابة بالعدوى). http://www.unicef.org/media/media_81662.html