قال أحد أفراد الأسرة الحاكمة بالمملكة العربية السعودية ، ان المملكة لاتزال غير واثقة من تخلي عمر البشير عن علاقاته التاريخية مع ايران رغم إنضمامه لصفوف (عاصفة الحزم) في الحرب الحالية باليمن. وأكد الامير السعودي فيصل بن فرحان آل سعود لصحيفة ( وول ستريت جورنال) الأمريكية ، أمس ، ان المسئولين السعوديين لا يثقون في عمر البشير المطلوب للمحكمة الجنائية بسبب جرائم الحرب في دارفور. وأضاف الامير فرحان الذي وصفته الصحيفة بالمحلل السياسي والمقرب من مواقع إتخاذ القرار في المملكة ، إلى ان الأسرة الحاكمة وافقت على تقديم بعض المساعدات للسودان نسبة للاهمية التي يمثلها التغيير المحتمل في موقف السودان للمملكة في حرب النفوذ بينها وبين ايران في المنطقة ، مضيفاً ان المملكة وافقت علي تقديم بعض المساعدات المشروطة للسودان الذي يعاني اقتصادياً : ( لا يزال السعوديون ينظرون لموقف السودان بشكل تكتيكي كإنتصار علي ايران وليس كعلاقة استراتيجية يمكن الإعتماد عليها في الصراع الطويل في المنطقة). يذكر ان الامير فيصل بن فرحان هو سليل أسرة ال سعود ، الأسرة الحاكمة في المملكة ، وله شراكات إقتصادية واسعة في بعض القطاعات المدنية مع وزارة الدفاع السعودية. من جانبه وصف غازي صلاح الدين رئيس حركة (الاصلاح الآن) ومستشار عمر البشير السابق موقف نظام عمر البشير بالإنتهازي للوضع الاقليمي. وقال في تصريح للصحيفة ان النظام تعامل مع الموقف بصورة غير مبدئية وركب الموجة الحالية للحصول علي بعض المكاسب ، واصفاً علاقة النظام السوداني الحالية بدول الخليج ب (زواج عابر) . وذكرت الصحيفة انه نظراً للعلاقة القديمة والعميقة بين النظامين السوداني والايراني فان الكثير من المسئولين والدبلوماسيين الغربيين والخليجييين والسودانيين لا يزالون ينظرون للإشارات التي يرسلها السودان بادعائه التخلي عن علاقاته بايران بعين الريبة. وأضافت بان دول الخليج لم تقدم شيئا يذكر من الدعم أو التقدير الكبير لموقف السودان الاخير بانضمامه ل(عاصفة الحزم) بسبب شكوكها في موقف البشير من ايران ، إضافة للمصاعب الدولية التي يمكن أن يتسبب فيها التقارب مع نظامه المطارد من العدالة الدولية والذي يواجه عقوبات دولية كبيرة . وأوردت ان النظام في السودان ظل لسنوات طويلة يقوم بدور الوسيط في نقل الاسلحة لحلفاء ايران في المنطقة وعلي راسهم حركة (حماس) الفلسطينية في قطاع غزة. وذكرت الصحيفة ان : زعيم الاسلاميين حسن الترابي قد بارك خطوة التحول في علاقات السودان الاقليمية بالتخلي عن ايران والانضمام للمعسكر السني بقيادة السعودية . ونقلت قول الترابي في وقت سابق بان التأثير الايراني علي السودان ليس كبيراً نسبة لبعدها الجغرافي عن السودان وقلة العلاقات التجارية والمساعدات التي تقدمها ايران للسودان، قبل ان يضيف ان الخطوة ستدعم موقف ملايين السودانيين الذي يعملون في السعودية. وأشارت الصحيفه إلى ان الترابي الذي يعد عراب النظام الاسلامي في السودان ، كان من أشد المعجبين بالنموذج الايراني وعمل على تطبيقه في السودان عقب إنقلاب الاسلاميين الذي أوصل عمر البشير إلى السلطة في العام 1989.