تواصلت ردود الفعل في أوساط الجبهة الثورية حول إعلان عمر البشير العفو وإبداء استعداده لوقف إطلاق النار لشهرين تمهيدا لمؤتمر حواره المقرر في شهر أكتوبر القادم بالخرطوم . ووصف القائد منى أركو مناوى رئيس حركة تحرير السودان ونائب رئيس الجبهة الثورية إعلان البشير بأنه زائف وتكرار للأكاذيب التى درجت عليها الإنقاذ خلال 26 سنة مضت. وقال مناوي ل(راديو دبنقا) إن عملية وقف إطلاق النار لها معايير متفق عليها دولياً إما لأغراض إنسانية أو لأغراض التفاوض أو بعد العملية السلمية السياسية الشاملة فى البلاد. وأوضح مناوى أن الغرض من الدعوة غش المجتمع الدولي لكسب الزمن لقضاء الخمس سنوات القادمة تحت مظلة المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي وتابع هذا مرفوض. وأكد مناوي أنهم لا يرفضون العملية السلمية ولا وقف إطلاق النار لكن عملية وقف إطلاق النار لابد أن تتم فى منبر التفاوض بأديس أبابا تحت رعاية ووساطة الاتحاد الأفريقي ولابد أن تسبقها عملية تفاوضية حقيقة تحت رعاية دولية وافريقية للحل الشامل للقضية السودانية وقضية دارفور والمنطقتين بصفة خاصة ومن ثم تكوين الحكومة الانتقالية. وأكد أن مهمة الحكومة الانتقالية أن تتولى الحوار وليس عمر البشير الذى قاد الى انفصال جنوب السودان وتسبب في الإبادة الجماعية والأزمة الاقتصادية والإنسانية والانهيار الأخلاقي والسياسي في البلاد ، وأضاف مناوي (لا يمكن أن يداويك الثعبان الذى لدغك). ومن جانبه سخر الدكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساوة ونائب رئيس الجبهة الثورية من إعلانات البشير وقال إنهم لا يثقون فى أى حديث يصدر من البشير ولا من نظام المؤتمر الوطني. ووصف جبريل العفو الذى أصدره البشير بأنه بلا قيمة وقال إنه سبق واعلن فى العام 2010 إطلاق سراح أسرى حركة العدل والمساوة ولكنه أطلق سراح بعضهم وإلى الآن يحتفظ ببقية الأسرى كرهائن. وأضاف بأنهم لا يثقون في حديث البشير لأنه يحول المرء من محكوم إلى رهينة ، مشيرا إلى أن البشير درج على أن ينقض كلامه حالا كونه لا يلتزم بما يقول. وجدد جبريل التأكيد على أن حركة العدل والمساواه لن تذهب إلى الحوار الذى دعا له البشير وطالب بأن يكون المؤتمر الوطني طرفا من أطراف الحوار وليس الجهة المالكة والتى تقرر وتفعل كل شئ. وأوضح أن المؤتمر الوطني لا يمكن أن ينفذ مخرجات الحوار إلا إذا كانت تثبت وتشرعن الواقع الذى يحقق أهدافه وجدد مطالبته بتكوين حكومة انتقالية وجهة محايدة تنفذ مخرجات الحوار. وقال إنهم طلبوا منذ البداية أن يتم الاتفاق على مقومات الحوار أولاً، ومن يرأس إدارة الحوار، وموضوعات الحوار، والمنبر والإطار الزمنى، وطريقة اتخاذ القرارات، وقال إن هذا لا يتم فى منبر غير محايد. وأكد أن حوار عمر البشير يتم برسم وتخطيط المؤتمر الوطني ومن يشارك فيه يكون لغرض يخصه.