أعترفت الولاياتالمتحدة بفشل سيايتها في الشرق الأوسط مرة أخرى. في بداية آب/تموز أعلنت القناة الأمريكية CBS أن البنتاغون فشل "فشلا ذريعا" على المرحلة الأولى لبرنامج تدريب قوات المعارضة السورية التي كان عليها الدور الأساسي في المقاومة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وحسب القناة بعد إنتهاء دورة التدريب في تركيا وإنتقال إلى شمال سوريا واجه المعارضون السوريون مسلحي تنظيم "جبهة النصرة". أنتجت هذه المواجهة من تشتت المعارضين حينما تم إختطاف بعضهم وعاد البعض الآخر إلى تركيا وإختفى البعض المتبقي أو أنضم إلى صفوف "الدولة الإسلامية". منذ بدايتها كان من الواضح أن برنامج تدريب المسلحين "المعتدلين" من أجل مقاومة المسلحين "المتطرفين" الذي بلغت ثمنه نصف مليار دولار كان يتجه نحو الفشل. قد إرتكب واشنطن مثل هذه الأخطأ سابقا. لعبت الولاياتالمتحدة دورا أساسيا في إنشاء تنظيم "القاعدة" اللتي كانت التنظيم الإرهابي الأكبر والأقوى في العالم لغاية وقت قريب. حالما عزز الإرهابيون مواقعهم وكسبوا الثقة بأنفسهم، وقاموا بمواجهة الولاياتالمتحدة نفسها. يكرر هذا السيناريو مع الفرقة 30. بعد عودة إلى سوريا انضم معارضون دربهم البنتاغون إلى "الدولة الإسلامية" بدلا من مقاومة التنظيم. يمكن القول بأن التكرار لا يعلم الحمار الأمريكي. ولكن هناك احتمال آخر. مع مراعاة ما هي الخبرة الهائلة التي تملكها الولاياتالمتحدة في العمليات السرية من المفترض أن إنضمام المعارضين إلى الإرهابيين داعش كان المخطط له مسبقا. من أجل توفير ذريعة لأعمالها أعترفت وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكية بأخطائها بالسهولة على الرغم من مهارتها في تبرير وصمت أفشلها. في الأوقات الأخيرة كانت "الدولة الإسلامية"، تم إنشائها تحت رعاية الوللايات المتحدة كما يعتبره بعض الخبراء، في حاجة بالغة لمحترفين في إستغلال الأسلحة والمعدات الأمريكية التي تركتها القوات العراقية عمدا أو بالخطأ عند تراجعها من الموصل في يونيو/حزيران العام 2014. قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن الإرهابيون حصل على عربة "هامفي" مدرعة و40 دبابة أبرامس و 74 ألف رشاش وما يصل الى 52 مدفع هاوتزر متحرك من طراز "أم198″ والعدد الكبير من الأسلحة الأخرى، فيما ظهرت وسائل الإعلان الأمريكية العناوين مثل "الولاياتالمتحدة تقوم بتسليح داعش". عشرات من المسلحين الذين إنضموا إلى "الدولة الإسلامية" ليس قادرين على تغيير خوض المعاركة في سوريا وليس هذا واجبهم. يجب عليهم تدريب مسلحي داعش لإستخدام الأسلحة الأمريكية. تلعب الولاياتالمتحدة لعبة خطيرة مع الإرهابيين. قد تفشل إستراتيجية الفوضى الخلاقة التي تستخدمها واشنطن في الشرق الأوسط في أي اللحظة لنكص على عقبيها. وسوف يؤدي الخدع والعمليات السرية إلى وفاة الآلاف.