في خطوة تتنافى مع كل المعايير الإنسانية تعرض الأستاذ وليد الدود المكي الحسين إلى الاحتجاز في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية، بواسطة السلطات الأمنية هناك لنحو أكثر من شهر، وتحديداً منذ يوم 23/7/2015 وذلك دون إبداء أسباب واضحة حول الخلفيات القانونية التي دعت إلى هذه الخطوة، والتي لا تتوافق وحقوقه كونه مقيما طبقاً لقوانين المملكة العربية السعودية. وقد عرَّض الاحتجاز أسرة وليد إلى أشكال من الضغوط النفسية بعد تواتر أنباء عن إمكانية تسليمه للمخابرات السودانية على اعتبار أنه ناشط إعلامي معارض، إذ ظل مشرفا على الجوانب الفنية والتقنية لموقع صحيفة الراكوبة الإلكتروني منذ تأسيسه. إن أعضاء اتحاد الصحافيين السودانيين في الولاياتالمتحدة، وكذلك الرأي العام السوداني، فوجئوا بهذا الإجراء التعسفي الذي اتخذته السلطات السعودية تجاه وليد، وبغياب أي توضيح يتعلق بالمخالفات التي تستدعي احتجازه، وحرمانه من حق رعاية أسرته طوال هذه المدة، والوقوف على صحة زوجته التي رزقت بمولود في اليومين الماضيين، وقد حال وضع وليد دون أن يتمكن من الوقوف بجانب زوجته. وفي ظل صمت السلطات السعودية في تبيان حقيقة الاحتجاز وعدم إطلاق سراحه، مضت التكهنات إلى تقديم تفسيرات عدة تتعلق بدور للحكومة السودانية في الضغط على السلطات السعودية لابتزاز مؤسسي صحيفة الراكوبة. وذلك اتساقاً مع الدور الذي ظلت تلعبه الحكومة السودانية في قمع الحريات العامة وملاحقة الصحافيين في الداخل وحملهم على الكف عن انتقادها أو التعبير عن رؤاهم فيما يتعلق بالشؤون الوطنية، إلى جانب ممارسات دأبت عليها الحكومة في (تهكير) المواقع الالكترونية المستقلة. ولعل الجهة الوحيدة التي لم يشغلها أمر احتجاز وليد هي حكومة السودان، وبالرغم من أنه لم يكون مرجواً إلا أن عدم تدخل السفارة السودانية في الرياض بمجرد الاستفسار عن ملابسات الاحتجاز من الحكومة السعودية، لهو أكبر دليل على دور الحكومة السودانية، ووقوفها، وراء الحالة الغامضة التي صاحبت هذا الإجراء اللا قانوني. وأيا كانت التفسيرات التي لازمت احتجاز السلطات السعودية للناشط الإعلامي وليد الحسين، فإن تعرضه لهذا الوضع الأمني يتعارض مع القوانين الدولية مما يزيد القلق على ما راج عن ترحيله للسودان. وقد ظللنا في اتحاد الصحافيين طيلة اليومين الماضيين ناشطين في إجراء اتصالات بالمنظمات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات الصحافية والاتصال بعدد من الناشطين الإعلاميين لدعم حملة إطلاق الأستاذ وليد الحسين، وقد أثمرت هذه الاتصالات بمخاطبة الجهات المعنية بالحريات الصحافية في الولاياتالمتحدة، وابلغناهم بخطورة الأوضاع التي تهدد حياة وليد في حال ترحيله إلى السودان وتسليمه للسلطات الأمنية. وعليه فإننا نناشد السلطات السعودية المسؤولة على احتجاز وليد الحسين بالاستجابة إلى دعوات السودانيين داخل وخارج السودان، وكذلك نداءات المنظمات الدولية بإطلاق سراحه فوراً. اتحاد الصحافيين السودانيين في الولاياتالمتحدة واشنطن الثاني من سبتمبر 2015.